بقلم: رشيد حسن* النتيجة المؤلمة التي انبلجت بعد سبعة شهور من انفجار وباء الكورونا .. بعد فشل كل الجهود في القضاء على الفيروس اللعين هي: التعايش مع الفيروس لمدة سنتين على الأقل .. وفق تقديرات الصحة العالمية. ومن هنا.. قامت كافة حكومات هذا العالم المرعوب بمصارحة شعوبها بالحقيقة المؤلمة : بأن الوباء باق.. باق.. وموجود في كل بقاع الارض ولا يخلو منه مكان .وهو سريع الانتشار.. سريع العدوى .. عابر للقارات والمحيطات.. وعابر للفصول.. ولا انسان بمنأى عنه...كبيرا او صغيرا..!! والحقيقة الثانية هي : ان الوباء يمر بمراحل صعود وهبوط كموجات البحر.. لكنه قطعا احتل العالم على سعته ... وأصبح هو السيد المطاع .. صاحب الأمر والنهي..!! وأسقط كل الاقنعة المزيفة عن وجوه زعماء امثال ترامب وجونسون ..الخ .. جبلوا على كراهية الآخرين .. على العنجهية والفوقية والتمييز العنصري القذر.. فاذا بهم مجرد فراعنة صغار ..جبناء ... رعاديد امام فيروس صغير لا يرى بالعين المجردة ....!! عودة جائحة الكورونا في موجات متلاحقة .. متتابعة ..كموجات البحر قد تبلغ خمس او ست او عشر موجات لا احد يعلم .. ولكن الجميع يتكهن .. ويتنبأ وخاصة علماء الاوبئة ما يؤدي الى نشر الرعب والهلع بين الناس كافة في ضوء ما لمسوه من عجز في الحد من الانتشار ... وها هي الموجة الثانية أشد فتكا وشراسة من الاولى .. كما هو الحال في الأرض الفلسطينية المحتلة في القدس وغزة. وفي الأردن وأميركا وأقطار عدة لا يتسع المجال لذكرها.. وقد اعلنت دول كثيرة عجزها السيطرة على الوباء وان دولها أصبحت دولا منكوبة.. بعد ان أصبح الانتشار انتشارا مجتمعيا .. في جميع المدن والتجمعات وفي جميع الامكنة .. ولم تعد المستشفيات تتسع للمصابين ..!! الملفت للانتباه.. هو ان تسابق الدول في البحث عن لقاح ضد الفيروس.. ونجاح روسيا في العثور على هذا الترياق .. والاعلان عن تطعيم الطلاب وأفراد القوات المسلحة خلال هذا الشهر .. وتعاقد أكثر من عشرين دولة لشراء اللقاح .. كل هذا واكثر منه لم يعد الطمأنينة لملايين المذعورين.. بسبب الدعاية المضادة والحرب النفسية التي تشنها الدول المعادية لروسيا وخاصة اميركا وبريطانيا ..الخ. فنجاح روسيا في إنتاج اللقاح المطلوب سبوتنيك .. هو شهادة على تفوقها واقتدارها العلمي .. ما يفتح الطريق على اتساعه لجني مليارات الدولارات لقاء بيع اللقاح لكافة دول العالم. *وعود على بدء.. نقر ونعترف باننا خائفون من هذا الوباء.. وان هذا الخوف اصبح مشروعا في ظل عودة الجائحة ..وبصورة اشد شراسة كما تؤشر ارقام المصابين .. ولكننا ايضا يغمرنا التفاؤل باننا قادرون على لجم الوباء والسيطرة عليه شريطة الالتزام الكلي بشروط الوقاية .. ومحاسبة المستهترين الذين يعرضون المجتمع كله للخطر.. وهو ما يذكرنا بحديث السفينة الذي جاء على ذكره الرسول عليه السلام .. فان ترك القوم العابثين بالسفينة هلك الجميع وان منعوهم نجا الجميع.. باختصار.. يجب ان نعد انفسنا .. ونروض ارادتنا على التعامل مع هذا الوباء ..مع هذا العدو لمدة طويلة قد تتجاوز السنتين.. مؤكدين بان التغلب عليه ممكن جدا .. ويستدعي فقط ارادة وطنية جامعة تقوم على الوقاية.. والوقاية فقط.. الى ان يتم العثور على الترياق الشافي. حماكم الله جميعا من الكورونا .. ومن اصدقاء الكورونا من الاوبئة.