بقلم: رشيد حسن* سيسجل التاريخ ان جنرالا واحدا بدون جيش اسمه الكورونا .. هو من هزم العالم أجمع من شرقه الى غربه .. ومن شماله الى جنوبه.. وسيسجل ايضا ان هذا الجنرال الفيروس .. هو الذي ارهب الناس كافة .. أرهب الكبار قبل الصغار.. وأرهب الاغنياء قبل الفقراء... وأرهب الاقوياء قبل الضعفاء.. فوحد بالخوف الجميع. وسيسجل ايضا ان هذا الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة أسقط حالة الهالة والهيبة والخيلاء عن الدول الكبرى واثبت انها مجرد نمور من ورق –كما قال ذات مرة محرر الصين ماوتسي تونغ .. وأسقط القناع عن حقيقة الزعماء المتغطرسين . فاذا بهم مجرد رعاديد على حد وصف شاعر العرب الاكبر المتنبي.. يرتجفون خوفا من الفيروس وخوفا من المرض والموت القادم.. كما ارتسم ذلك جلية على وجه القرصان ترامب مؤخرا . وقبله على وجه حليفه التابع جونسون ..رئيس وزراء بريطانيا .. وعلى وجه رئيس البرازيل الاهوج..!! الجنرال كورونا وضعت العالم كله اما م حقيقة الحقائق وهي: العجز المطلق عن مجابهة المرض .. والفشل في الحد من انتشاره .. والفشل في اكتشاف الترياق والعلاج الشافي لإنقاذ البشرية .. فانتشر الوباء بسرعة خارقة .. كانتشار النار في الهشيم .. ولم تعد المستشفيات قادرة على استيعاب المرضى وقد تجاوز عدده 37 مليونا ولا ثلاجات الموتى على استيعاب من عاجلهم الموت بالفيروس اللعين..وعددهم 1.7 مليون وفق احصاءات يوم امس. لقد أصبحت امنية الانسان في هذا العالم المرعوب ليس الشفاء من المرض فحسب ..وانما الا يموت بالكورونا .. فلا تعرف اسرته .. زوجته وابناؤه واحفاده واحباؤه كيف مات ؟؟ ولا اين دفن؟؟ وكيف؟؟. لقد سلطت الجائحة الضوء على جوانب العجز والضعف التي تعاني منها البشرية .. ونعني الدول الكبرى في المقام الاول.. فهذه الدول كرست كل علمها .. وتقدمها .. وتفوقها .. وثروتها للسيطرة على الاخرين .. لنهب ثروات الفقراء.... ولم تكرس هذا التفوق العلمي ..والقوة الخارقة في محاربة الاوبئة والامراض..وتخليص البشرية من ألد اعدائها ... ونعني الجوائح التي تفاجئها كما فاجأتها الكورونا .. ولا تزال تفتك بها مثل الايدز والايبولا .. وقد اقفرت مدنا وقرى بكاملها في افريقيا من السكان بفعل هذين الوباءين الخطيرين.. لا نريد ان نخوض كثيرا في الناحية العلمية . فنحن لسنا بعلماء .. ولكن لا بأس من الاشارة في هذا المقام الى اعتقاد كثيرين ان كثيرا من هذه الاوبئة هي من صنع المخابرات وخاصة السي.اي .ايه في نطاق الحرب الجرثومية التي تشنها اميركا على اعدائها ..الذين يرفضون الدخول في مربع التبعية لاميركيا.. باخنصار.. الكورونا أكبر تحد للبشرية ..وخاصة للدول الكبرى التي ثبت عجزها وتقصيرها في حماية مواطنيها والحد من انتشار المرض .. ما يستدعي تحولا جذريا في استراتجيتها وتفكيرها وخططها يقوم على تسخير علمها ومختبراتها وثرواتها الطائلة في التصدى للأوبئة واكتشاف العلاجات اللازمة لإنقاذ البشرية .. والا تبقى سادرة في اوهام السيطرة على العالم وعاجزة في التصدي لجوائح تفاجئها من حيث لا تعلم ..