تشغيل المصعد الهوائي أعاد حركيتها إقبال كبير للعائلات على جبال الشريعة سمح استئناف نشاط المصعد الهوائي الرابط بين البليدة ومرتفعات الشريعة بإعادة الحركة لهذه الأخيرة بعد انقطاع دام أكثر من سنة وعمت هذه المنطقة السياحية خلال عطلة نهاية الأسبوع بالزوار والعائلات وسط أجواء ربيعية خلابة. نسيمة خباجة استعادت مرتفعات الشريعة الجميلة منذ الإعلان الأربعاء الفارط عن إعادة تشغيل المصعد الهوائي الذي كان قد توقف بسبب جائحة كورونا زوارها ومحبيها الذين توافدوا بأعداد لا بأس بها خلال اليومين الأوليين ليرتفع العدد مع نهاية الأسبوع حسب القائمين على محطة المصعد الهوائي للبليدة. وفي هذا الصدد قفز عدد زوار الشريعة الذين استعملوا المصعد الهوائي من 700 راكب خلال اليومين الأوليين (الأربعاء والخميس) إلى قرابة 3.000 زائر خلال عطلة نهاية الأسبوع (الجمعة والسبت) حيث اغتنمت الكثير من العائلات الأجواء الربيعية للصعود إلى مرتفعات الشريعة عبر المصعد الهوائي. ودفعت هذه الوضعية القائمين على المحطة إلى تمديد ساعات عملهم من الخامسة والنصف موعد إغلاق المحطة إلى حدود السابعة مساء أي إلى غاية إنزال كافة المواطنين يقول مسؤول الصيانة على مستوى المحطة بن شريف عبد الحكيم. وأوضح المتحدث أن الإقبال الكبير للعائلات خلال عطلة نهاية الأسبوع دفع إدارة المحطة إلى تمديد ساعات العمل إلى غاية السابعة مساء وإنزال كافة زبائن المؤسسة وذلك إرضاء لهم من جهة وبهدف الحفاظ على سمعة المؤسسة من جهة أخرى .
التزام كبير بالتدابير الوقائية أعرب العديد من المواطنين بمحطة المصعد الهوائي للبليدة عن فرحتهم لإعادة تشغيل هذه الوسيلة التي تسمح لهم برؤية المناظر الطبيعية الخلابة التي تزخر بها منطقة الشريعة والتمتع بجمالها. وأكدت سيدة كانت رفقة أطفالها الثلاثة أن الأجواء الربيعية وإعادة تشغيل المصعد حفزها كثيرا على التخطيط لنزهة بمرتفعات الشريعة وقضاء يوم كامل في وسط الطبيعة وأضافت أن أبناءها الذين اعتادوا على زيارة منطقة الشريعة بالسيارة اكتشفوا اليوم المصعد الهوائي وهم جد سعداء برؤية مدينتهم من السماء ورؤية الاخضرار. لقد كان يوما جد موفقا تقول المتحدثة. كما استحسن آخرون إعادة تشغيل المصعد لاسيما وأنه سيجنبهم مشقة الإزدحام المروري على الطريق الوطني رقم 37 والذي غالبا ما يغلق أمامهم بسبب التوافد الكبير للسياح. وتضمن هذه الوسيلة التي يعود تاريخ إنطلاقها إلى سنة 1986 والتي كانت إلى غاية سنة 2011 الأطول في العالم (إلى غاية دخول مصعد كولومبيا الخدمة الممتد على مسافة 11 كلم) وعلى مدار قرابة نصف ساعة مناظر طبيعية خلابة ربيعا وشتاء تزيد جمالها أشجار الأرز الأطلسي الشامخة. وأشاد مواطنون آخرون بإجراءات التباعد الجسدي المعتمدة من طرف إدارة المحطة والتي تقضي بالسماح بركوب أربعة أشخاص في العربة بدل ستة أشخاص وذلك لتفادي تفشي وباء كورونا المستجد. كما لوحظ التطبيق الصارم للبروتوكول الصحي لاسيما منه ما تعلق بتوفير السوائل المعقمة ومنع دخول أي شخص للمحطة دون القناع الواقي وكذا ممرات الدخول والخروج التي تم وضعها لتجنب الإزدحام ويحرص أعوان المحطة على تنظيم الركاب واحترام مسافة التباعد الجسدي وذلك في ظل توقعات بارتفاع عدد الزبائن. وأوضح مسؤول الصيانة على مستوى المحطة بن شريف عبد الحكيم أن المصعد يشهد إقبالا كبيرا خلال نهاية الأسبوع وأيام العطل المدرسية وكذا فترة الثلوج حيث يفضل العديد من المواطنين الصعود للشريعة أثناءها لافتا إلى أنه تم تسجيل على سبيل المثال خلال ربيع 2018 قرابة 7.000 زبون وأكثر من5.500 زبون في ديسمبر من نفس السنة وبالمناسبة دعا القائمون المحليون على المصعد الهوائي المواطنين إلى التقيد بالإجراءات الوقائية الموضوعة والتحلي بروح المسؤولية للحفاظ على ممتلكات المؤسسة من التخريب منددين في ذات السياق بتصرفات بعض الشباب الطائش التي تتجلى في الكتابات الحائطية على المركبات مما يشوه من منظرها أمام الزبائن لاسيما وأن المنطقة يقصدها العديد من السياح الأجانب. للإشارة فإن المصعد الهوائي الذي يضمن نقل قرابة 950 راكب في الساعة يعمل طيلة أيام الأسبوع من الثامنة صباحا إلى الخامسة والنصف مساء باستثناء يوم الأحد الذي يخصص لصيانة عتاد المصعد. وسيساعد إعادة تشغيل المصعد الهوائي لا محالة في تحسين الموارد السياحية بالمنطقة والتي تأثرت كثيرا بسبب جائحة كورونا. ويستمتع ركاب المصعد الهوائي على علو يزيد عن 1500 متر بمناظر تحبس الأنفاس لمختلف النباتات التي تتوفر عليها غابات الشريعة والتي يزيد عددها عن 794 نوع نباتي أهمها الأرز الأطلسي. كما ينتاب الفضول الزبائن على متن المصعد بمشاهدة وأخذ صور تذكارية لمختلف معالم مدينة البليدة على غرار الملعب الاولمبي مصطفى تشاكر ومسجد الكوثر العتيق والعديد من البنايات الشامخة المشيدة على أطراف المدينة.