خطيب المسجد النبوي: هذه أسباب رفع البلاء أوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبد المحسن بن محمد القاسم أن الله عز وجل جعل في الكون سننا لا تتبدل ولا تتحول مستشهدا بقوله تعالى: ((فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا. وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا)) مشيرا إلى أن من سنن الله ابتلاء عباده بالسراء ليشكروه وبالضراء ليرجعوا إليه مستشهدا بقوله تعالى وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ . وأضاف خطيب المسجد النبوي أن الله تعالى يظهر عظمته وقوته وقدرته لعباده ليعظموه ويوحدوه ويذلوا له وأن الله تعالى أمر عباده بالتفكر فيما يحدث بالكون وتدبر حوادثه قال تعالى ((قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)) وقال في محكم التنزيل وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْء مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْص مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ . وأوضح القاسم أن حسن الظن بالله في حكمه وتدبيره ولطفه بعباده ورأفته بهم من أعظم أسباب رفع البلاء ففي الحديث القدسي قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي . وقال فضيلته: إن التوكل على الله وتفويض الأمور إليه في إزالة الغمة وفعل الأسباب مع التوكل على الله مما جاء به الشرع كفيل بزوالها مستشهدا بقوله تعالى ((وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)) وقال يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ . وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن من مقاصد الإسلام حفظ النفس ومجانبتها كل عدوى قال صلى الله عليه وسلم (فر من المجذوم فرارك من الأسد) مشيراً إلى أن الفرار في البيوت في زمن الآفات والمخاطر فيه حفظ وسلامة. وأوضح أن من قصرت أعماله الصالحة لعذر فأجره على الله وهو ذو الفضل العظيم فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزوة تبوك فدنا من المدينة فقال إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم قالوا يا رسول الله وهم بالمدينة قال وهم بالمدينة حبسهم العذر . وأضاف فضيلته: إن التوبة إلى الله تعالى والإنابة إليه نهج المرسلين عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة حاثا على الإكثار من الطاعات وتقوى الله تعالى قال سبحانه وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وقال فضيلة الشيخ عبدالمحسن القاسم: إن السبل إذا انقطعت والمحن اشتدت وتعلق العباد بالله أذن الله بانفراجها ففي الحديث عن أبي رزين قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ضَحِكَ رَبُّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ وَقُرْبِ غِيَرِهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ يَضْحَكُ الرَّبُّ قَالَ: (نَعَمْ) قُلْتُ: لَنْ نَعْدَمَ مِنْ رَبّ يَضْحَكُ خَيْرًا . وبين أن الله تعالى ينزل مع الضراء سراء فهذا رمضان موسم الخيرات يرتقبه المسلمون والنفوس مليئة بالبشرى فهو خير شهور العام وأن خير ما يستقبل به شهر رمضان هو الإكثار من ذكر الله تعالى والعزم على اغتنام ساعاته بالإقبال على الطاعة وتلاوة القرآن.