ملتقى الشيخ بلكبير بأدرار: مشاركون يبرزون دور العلامة في إصلاح المجتمع أبرز مشاركون في أشغال الملتقى الوطني ال19 لوفاة الشيخ العلامة سيدي محمد بلكبير الذي نظم مؤخرا بأدرار الأهمية البالغة التي يكتسيها دور الإمام في الحياة العامة من خلال جهوده في التعليم القرآني وتهذيب السلوك وصون المرجعية الوطنية وتكريس نهج الوسطية والإعتدال. وخلال الملتقى الذي أقيم بقصر الثقافة بأدرار تحت شعار الإمام..رسالة دينية وقيمة وطنية دعا المتدخلون من مشايخ وأئمة إلى الاستلهام من المنهاج التعليمي الناجح الذي اعتمده الشيخ الراحل سيدي محمد بلكبير في مدرسته العامرة طيلة عقود من الزمن. وفي هذا الشأن أكد الشيخ عبد القادر عمريو من ولاية البيض أنه ينبغي على الإمام أن يحمل في مهمته رسالة اقتداء بنهج الشيخ الراحل بلكبير الذي جعل من الأخلاق الحميدة قاعدة محصنة لرسالته التعليمية والتنويرية في المجتمع ليكون بذلك قدوة علمية وتعليمية مستثمرا في ذلك حياته في العلم والعمل والتربية. وأضاف أن النهج التعليمي للعلامة كان سببا في تحول الكثير ممن جاؤوا لمدرسته بصفتهم زوارا أو تجارا أو عمالا إلى طلبة للعلم وحفاظ للقرآن بإشارات وكلمات ونصائح وتوجيهات ربانية من الشيخ الراحل الذي استقطبت مدرسته طلبة من مختلف الفئات والأعمار من داخل الوطن وخارجه والذين أصبحوا قامات علمية وطنية وعالمية. وأشار الشيخ عمريو أن تلك الخصال التعليمية للعلامة الراحل سيدي محمد بلكبير هي أمانة في أعناق تلامذته لتكون صمام أمان لحفظ الوطن وبدوره أبرز الشيخ الدكتور عبد الحاكم حمادي في مداخلته حول الرسالة الدينية للإمام ودورها في خدمة المجتمع أن الرسالة الدينية للإمام هي تلك القيم التي تجد لها مركزا في سياقات ومضامين القرآن الكريم بما يجسد الهدف المنشود لعلاقة الإمام بالمجتمع. وأضاف أن الإمام إذا توفرت الضوابط المطلوبة للرسالة الدينية لديه فإنه سيكون بإمكانه إخراج الصورة المثالية للمجتمع المنشود والتي تحققت في مجتمع المدينة وتحققت تباعا في مثالية الأمة حين اشتغلت بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتحقيق الإستقرار الإجتماعي. ومن جانبه تطرق أستاذ الفقه والأصول بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة محمد العربي الشايشي في مداخلته إلى الأبعاد الوطنية في رسالة الإمام مبرزا أن الإمامة هي إحدى الولايات الشرعية. وأكد في ذات السياق أنه ينبغي على الإمام أن يكون منفتحا على التخصصات الأخرى للإستعانة بها في إقناع المصلين فيما ينفعهم من أمور دينهم ودنياهم من خلال إعطاء الفرص للمختصين لتقديم النصائح والتوجيهات المقدمة لعامة الناس في مختلف المجالات على غرار الصحة والبيئة والأمن والحماية المدنية والسلامة المرورية وغيرها من شؤون الحياة العامة لأفراد المجتمع. وشهد اللقاء نقاشا واسعا بين المشاركين وطرحت خلاله مجموعة من التساؤلات المتعلقة بواقع نشاط الإمام وسبل ترقيته لمواجهة مختلف التحديات الراهنة. وتعيش ولاية أدرار أجواء روحانية متميزة تزامنا مع الذكرى السنوية لرحيل الشيخ العلامة سيدي محمد بلكبير من خلال توافد الزوار من مختلف جهات الوطن لقراءة القرآن العظيم والمتون بمسجده الواقع بوسط مدينة أدرار الذي يحتضن مراسم ختم القرآن الكريم بحضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي والسلطات الولائية وجمع غفير من المشايخ والأئمة والمصلين. وسيتم خلال تلك المراسم التي تقام عقب صلاة المغرب تلاوة توصيات الملتقى الوطني أل19 لذكرى وفاة الشيخ الراحل سيدي محمد بلكبير للتذكير أقر رئيس الجمهورية في رسالة موجهة للملتقى يوم 15 سبتمبر من كل سنة يوما وطنيا للإمام.