ردود فعل رسمية وحزبية وشعبية قوية ضد استفزازات ماكرون الجزائر تنتفض في وجه فرنسا * س. إبراهيم * أعربت الجزائر عن رفضها القاطع للتدخل غير المقبول في شؤونها الداخلية عقب التصريحات غير المفندة التي نسبتها العديد من المصادر الفرنسية لرئيس الجمهورية الفرنسية حسب بيان لرئاسة الجمهورية وإلى جانب هذا البيان الرئاسي يمكن القول إن الجزائر قد انتفضت في وجه فرنسا حيث تم تسجيل ردود فعل رسمية وحزبية وشعبية قوية ضد استفزازات ماكرون . بيان رئاسة الجمهورية ذكر أنه عقب التصريحات غير المفندة التي نسبتها العديد من المصادر الفرنسية لرئيس الجمهورية الفرنسية تعرب الجزائر عن رفضها القاطع للتدخل غير المقبول في شؤونها الداخلية مثلما ورد في هذه التصريحات وأضاف البيان أن هذه التصريحات تحمل في طياتها اعتداء غير مقبول لذاكرة 5.630.000 شهيد الذين ضحوا بالنفس والنفيس في مقاومتهم البطولية ضد الغزو الاستعماري الفرنسي وكذا في حرب التحرير الوطني المباركة مبرزا أن جرائم فرنسا الاستعمارية في الجزائر لا تعد ولا تحصى وتستجيب لتعريفات الإبادة الجماعية ضد الانسانية. فهذه الجرائم التي لا تسقط بالتقادم لا يجب أن تكون محل تلاعب بالوقائع وتأويلات تخفف من بشاعتها واعتبرت رئاسة الجمهورية ان نزعة اصحاب الحنين للجزائر الفرنسية والاوساط التي تعترف بصعوبة بالاستقلال الكامل الذي حققه الجزائريون بنضال كبير يتم التعبير عنها من خلال محاولات غير مجدية لإخفاء فظائع ومجازر ومحارق وتدمير قرى بالمئات من شاكلة واقعة اورادور-سور-غلان - والقضاء على قبائل من المقاومين وهي عمليات إبادة جماعية متسلسلة لن تنجح المناورات المفاهيمية والاختصارات السياسية في اخفائها من جانب اخر فان التقديرات السطحية والتقريبية والمغرضة المصرح بها بخصوص بناء الدولة الوطنية الجزائرية وكذلك تأكيد الهوية الوطنية تندرج في اطار مفهوم هيمنة مبتذل للعلاقات بين الدول ولا يمكن في أي حال من الأحوال ان تكون متوافقة مع تمسك الجزائر الراسخ بالمساواة السيادية للدول حسب نفس البيان. هذا التدخل المؤسف الذي يصطدم اساسا بالمبادئ التي من شأنها ان تقود تعاونا محتملا بين الجزائروفرنسا بشان الذاكرة قد ادى إلى الترويج لنسخة تبريرية للاستعمار على حساب النظرة التي قدمها تاريخ شرعية كفاحات التحرير الوطنية في الوقت الذي لا يمكن لاحد او لشيء ان يغفر للقوات الاستعمارية ولجرائمها لاسيما مجازر 17 اكتوبر بباريس وهو التاريخ الذي ستحيي الجزائر والجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا ذكراته في كرامة يضيف المصدر. وأمام هذا الوضع غير المقبول الذي خلفته هذه التصريحات غير المسؤولة قرر رئيس الجمهورية استدعاء سفير الجزائر لدى الجمهورية الفرنسية على الفور للتشاور . مجلس الأمة يرفض جملة وتفصيلا كل أشكال التدخل والإملاءات أكد مجلس الأمة أنه يرفض جملة وتفصيلا كل أشكال التدخل او الإملاءات الصادرة عن مستعمر الأمس وبقاياه اليوم من لوبيات وكيانات وأحزاب لا تخفي عداءها للجزائر. وأوضح مكتب مجلس الأمة برئاسة السيد المجاهد صالح قوجيل رئيس مجلس الأمة في بيان له تلقت أخبار اليوم نسخة منه أنه يرفض بالجملة والتفصيل كل شكل من أشكال التدخل أو الإملاءات أو الإيحاءات أو المواعظ مهما كانت طبيعتها أو مصدرها والتي اعتاد مستعمر الأمس وبقاياه اليوم من لوبيات وكيانات وأحزاب لا تخفي عداءها الجزائر إبداءها وتوجيهها دونما خجل ولا كلل . كما شدد البيان على أن الشعب الجزائري لطالما وضع مسافة بين الشعب الفرنسي والاستعمار الفرنسي.. مؤكدا على أن السياسة الخارجية الجزائرية لا تخضع لأية إملاءات من أي جهة كانت وأنها تتحرك وفق مسار الواقعية السياسية وخدمة للمصالح الاستراتيجية للجزائر . وأضاف: ولما أضحى الرأسمال السياسي والبرلماني الفرنسي الذي يعيش حقبة الاحتباس السياسي يحشر أنفه في الشأن الداخلي الجزائري..فلا غرابة أن يستعمل الخطاب الرسمي الفرنسي المنتهك لمقومات اللغة الدبلوماسية المتداولة بين الحكومات والدول أن يستعمل ملف الذاكرة الجماعية الجزائرية أرضية للتدخل في الشأن الداخلي الجزائري ووقودا لأجندته الانتخابية القذرة..تمتد دلالاته السياسية إلى استمرار منطق التعنت والمكابرة إزاء عدم اعتراف فرنسا الاستيطانية بماضيها الاستدماري فرنسا الاستيطانية التي تحابي الحركى و الڨومية وعديمي الضمير وفي غياب جديد متجدد لحصافة القرار بإنهاء حقبة مكفهرة قاتمة في العلاقات الجزائرية - الفرنسية . وأردف في السياق أنه على فرنسا أن تعلم بأن جزائر ماسينيسا وأبي مدين الغوث وأحمد المغيلي والشيخ آمود ولالة فاطمة نسومر والشيخ الحداد والأمير عبد القادر..وغيرهم كثيرون أرض العزة والمكانة والشهامة لم تنبعث من العدم وأن الجزائريات والجزائريين ليسوا بحاجة لشهادات هؤلاء ولا لغيرهم حينما يتعلق الأمر بتاريخ بلدهم العريق والضارب في أعماق التاريخ.. . واستطرد البيان: إن عدم توقف الغثيان أو الدوار الذي أصيب به طيف واسع من الطبقة السياسية الفرنسية الحالمة الأبدية بتبعية مطلقة في زمن الجزائر الجديدة. وهذه المرة من خلال التصريحات الكيدية وغير المقبولة المنسوبة للرئيس الفرنسي الذي تبقى تصريحاته متضاربة حينما يتعلق الأمر بملف تجريم الاستعمار..حيث ومنذ تولي السيد عبد المجيد تبون مقاليد رئاسة الجمهورية اصطدم ومقياس معياري جديد في إدارة علاقات بلاده مع الجزائر.. تصريحات تختزل الموقف الفرنسي من السياسة الجزائرية الجديدة أتت في مشهد يثير عدة كوابيس مزعجة تناقض واقع حال جديد ومختلف لم تعهده فرنسا الإستيطانية.. هي خيبة أمل فرنسية ليس بفعل السياسة الجديدة القائمة على مقومات الندية فحسب بل وأيضا بشأن تبدد آمالها من توجيه البوصلة وتثبيت موطئ قدم لها خدمة لمصالحها.. وفي الختام أشاد مكتب مجلس الأمة بصمام أمان الدولة الجزائرية الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني بحق وجدارة السائر على نهج سلفه والمقتفي أثره الحافظ للشهداء والمجاهدين صنيعهم وسيبقى على نفس الدرب مستنيرا بمرجعيته الأثيلة بيان أول نوفمبر 1954.. .