عاد أمس المنتخب الوطني إلى أرض الوطن بعد خروجه المشرّف من المونديال نتيجة الخسارة القاسية التي تكبدها أمام سلوفينيا والولايات المتحدةالأمريكية بأداء رجولي في كلا المقابلتين، حيث كان بإمكان زملاء لحسن انتزاع تأشيرة العبور إلى الدور الثاني لولا الخطأ الفادح الذي ارتكبه الحارس المتهور فوزي شاوشي في المواجهة الأولى وضعف المدرب رابح سعدان من الناحية التكتيكية وهذا باعتراف المدربين الذين تعاقبوا على تدريب أقوى المنتخبات العالمية. حلّت التشكيلة الوطنية أمس بالجزائر منقوصة من عدة لاعبين فضلوا التوجه مباشرة من جنوب إفريقيا إلى مسقط رأسهم، وذلك عكس ما كان مبرمجا بعودة جميع اللاعبين إلى الجزائر لإقامة حفل مصغر على شرفهم من طرف وزير الشباب والرياضة اعترافا للعزيمة الكبيرة التي لعبوا بها من أجل تشريف العرب والكرة الجزائرية في هذا العرس الكروي العالمي، إلا أن ذلك لم يتجسد بسبب المشاكل العويصة التي ظهرت على السطح داخل بيت »الخضر« عقب مباراة أمريكا تسبب فيها بعض اللاعبين وعلى رأسهم رفيق صايفي الذي أنهى مشواره مع »الخضر« بطريقة غير مشرفة، حيث فرض نفسه بالقوة على سعدان، هذا الأخير رضخ له بإقحامه كلاعب بديل في مباراة أمريكا عوض اللاعب المتألق رياض بودبوز الذي تأثر كثيرا من الناحية النفسية، كما هو الحال للاعب المتخلق جمال عبدون الذي كان من المفروض أن يقحم في مكان كريم زياني إلا أن ذلك لم يحدث بسبب عدم قدرة سعدان على التحكم في زمام المجموعة بتفضيله اللاعبين الذين تكمن قوتهم في عدم الانضباط واللعب بالقوة. بلحاج ومنصوري وبودبوز وصايفي يفضلون مصالحهم الشخصية قرر اللاعب يزيد منصوري الإقلاع من جنوب إفريقيا نحو دولة قطر لإتمام إجراءات إنضمامه لصفوف نادي »السيلية« والخضوع للكشوفات الطبية، ولا ينوي منصوري العودة للجزائر حتى إشعاراً آخر، فبعد انتهائه من إجراءات إنضمامه للسيلية سيسافر إلى فرنسا لتصفية علاقته مع ناديه الفرنسي »لوريان« الذي لعب له لثلاثة مواسم، على أن يعود مُجدداً إلى قطر، شأنه في ذلك شأن اللاعب نذير بلحاج المُصرح له من قبل إدارة نادي بورتسموث والبحث عن نادٍ جديد ومن المرجح أن ينضم لصفوف لازيو الإيطالي، حيث قرر العودة مباشرة إلى فرنسا وبالضبط إلى مسقط إقامة عائلته بمدينة »سانت كلودي« وبعدها سيقرر إذا ما كان سينتقل إلى إيطاليا أم سيعود إلى إنجلترا نحو أندية الدوري الممتاز بعد سقوط ناديه الحالي إلى القسم الأدنى، فيما ترك المهاجم المتواضع رفيق صايفي بعثة »الخضر« في جنوب أفريقيا وتوجه إلى مقر سكنه بفرنسا وهو في حالة نفسية سيئة بعد إنهاء مشواره الرياضي مع المنتخب الوطني من الباب الضيق، أما اللاعب رياض بودبوز فقد فضل الذهاب مباشرة إنجلترا تاركاً البعث لتلقيه عرضاً من أحد الأندية الإنجليزية الكبرى وقالت صحيفة فرنسية أن نادي آرسنال بقيادة المدرب فينغر هو الأقرب لشراء عقد اللاعب من ناديه الحالي »سوشو« الفرنسي. صايفي ومنصوري وشاوشي في قفص الاتهام حسب العارفين بخبايا بيت »الخضر« فالمشاكل الداخلية التي ظهرت على السطح بعد المباراة الثانية أمام انجلترا تسبب فيها الثلاثي رفيق صايفي ويزيد منصوري وفوزي شاوشي، حيث قام هذا الثلاثي باستعمال كل الطرق لإرغام سعدان بالاعتماد عليهم في المواجهة الثالثة أمام أمريكا وإبعاد اللاعبين الجدد من التشكيلة الأساسية التي كشف عنها سعدان قبل يوم من موعد المباراة ويتعلق بالثنائي مبولحي وفواد خادير بحجة أنهم كانوا وراء تأهل »الخضر« إلى المونديال وليس مبولحي وخادير وبودبوز وقديورة بقية الوجوده الجديدة في صفوف التشكيلة الوطنية. وأفادت ذات المصادر أن سعدان وجد صعوبة لإقناع الثلاثي السالف الذكر للتراجع عن مطالبهم وإعطاء الأولوية للمصلحة العامة للمنتخب الوطني، الأمر الذي جعله يستنجد برئيس »الفاف« محمد روراوة الذي وضع اللاعبين المعنيين في حدهم بطريقته الخاصة، حيث تحدث معهم بلهجة شديدة إلى درجة أنه وضعهم في قائمة اللاعبين المغضوب عليهم على أساس ما قاموا به هو بمثابة محاولة ضرب استقرار بيت الممثل الوحيد الذي شرف العرب في جنوب إفريقيا. بعض الأطراف تريد فرض ماجر لخلافة سعدان تسعى بعض الأطراف المحسوبة على الجهات الوصية واللاعبين القدامى للمنتخب الوطني كل ما في وسعها لإقناع رئيس »الفاف« روراوة بالاستعانة بخدمات رابح ماجر لإسناد له مهمة تدريب »الخضر« خلفا للمدرب الفاشل رابح سعدان، بحجة أن ماجر المدرب المحلي الوحيد الذي يملك المؤهلات التي تؤهله لقيادة التشكيلة الوطنية إلى بر الأمان، على أساس أنه محترف بأتم معنى الكلمة ولا يعترف بالعاطفة في تعامله مع جميع اللاعبين مهما كانت الضغوطات. بالمقابل أفادت مصادرنا أن أطرافا محسوبة على السلطات العليا ترى أنه حان الوقت لإعادة النظر في العديد من الأمور التي لها علاقة مباشرة بالجانب الفني بانتداب مدرب أجنبي ذي مستوى عالمي، سيما وأن الإشكال المالي غير مطروح بتاتا، طالما أن الدولة بقيادة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سخّرت أموال طائلة لإعادة بعث كرة القدم الجزائرية لم يسبق في تاريخ الجزائر وأن استفاد القطاع الرياضي بنفس حجم القيمة المالية التي وافق عليها رئيس الجمهورية. ي. تيشات