حالة من الصدمة والحزن خيّمت على الجزائريين عقب الهزيمة التي مني بها المنتخب الوطني أمام نظيره السلوفيني في أول مباراة له في كأس العالم، الكل ساخط وناقم وغير راضي على خيارات رابح سعدان، خاصة فيما يتعلق بإقحامه لعبد القادر غزال الذي طرد بالبطاقة الحمراء بعد خطأين ارتكبهما في أقل من 10 دقائق، كان من الممكن تفاديهما، خاصة وأن الخضر كانوا بأمس الحاجة لضمان ثلاثة نقاط قبل مواجهة إنجلترا وأمريكا التي ظهرت أمس الأول بوجه جد مشرف. * لم يهضم الجزائريون أمس خسارتهم ضد الفريق السلوفيني، خاصة بعد الأداء المتميز لرفقاء زياني طيلة فترات المباراة، فبعد انتهاء الشوط الأول خرج الجزائريون من بيوتهم مستبشرين بالفوز، وراضين عن الأداء الجيد للفريق الوطني خلال 45 دقيقة الأولى من المباراة، ومنهم من زيّن سيارته بالأعلام الوطنية تحضيرا للاحتفال بالفوز الذي كان شبه أكيد جراء المستوى المتواضع الذي أظهره الفريق السلوفيني، ولكن بعد انتهاء المقابلة أصيب الجزائريون بحالة من الذهول وخيبة الأمل ولم يستطع أي أحد تقبل الهزيمة في أول مباراة في المونديال وضد من، الفريق السلوفيني الذي اعتبره البعض من أضعف الفرق المشاركة في كأس العالم حتى أن الكثير من الجزائريين كانوا متأكدين من أن الخضر سيتجاوزون عقبة سلوفينيا، خاصة وأن المباراتين المتبقيتين ستكون ضد أقوى الفرق المشاركة في كأس العالم. * * "اللاعبون لا يسجلون بأيديهم.. يا غزال" * الكل كان ساخطا على المهاجم عبد القادر غزال الذي ارتكب أخطاء تسببت في طرده بعد أقل من 10 دقائق من دخوله جو المنافسة. * ف. حسين من القبة قال "غزال ارتكب خطيئة لا يمكن تبريرها ساهمت في تحطيم معنويات اللاعبين، كما أفقدت شاوشي التركيز "وعلق حسين زبيري من القبة" من الأحسن على غزال اللعب في الفريق الوطني لكرة اليد، هذا إن قبل المدرب بذلك، يجب أن يقام عليه الحد بقطع اليد لأنه لا يستحق أن يلعب في الفريق الوطني، وهذا خطأ فادح لا يجب أن يصدر من لاعب محترف، كما يقولون"كريم 30 سنة" كان على الخضر التسجيل في الشوط الأول، وما كان على سعدان إقحام غزال الذي تبين عقمه في التسجيل في الكثير من المباريات * وأضاف خالد 40 سنة "غزال ارتكب أخطاء لا يرتكبها لا عب مبتدئ ففي منافسة بحجم كأس العالم هذه الأخطاء ممنوعة لأنها تتعلق بمصير منتخب يمثل العرب وأضاف أن مشكلة المنتخب الجزائري كانت دائما في الهجوم، وكان على سعدان إيجاد بدائل لغزال وجبور اللذين لم يظهرا بمستوى مشرف في غالبية المباريات لكن تساهل المدرب الوطني في تفعيل الهجوم كلفنا الخسارة في أضخم حدث رياضي عالمي". * * "ما هكذا وعدتنا يا شاوشي" * انقسم الشارع الجزائري أمس بعد نهاية المقابلة مابين منتقد ومتضامن للحارس فوزي شاوشي، الذي أظهر مستوى رائع طيلة المباراة، لكن تساهله مع الكرة في لقطة واحدة كلفه خسارة قاسية، "ف محمد" 25 سنة قال "شاوشي أظهر مستوى جد مشرف ولولا خطأ غزال لما أخطا شاوشي الذي لم يحسن تقدير الكرة لا أكثر، فلو سجل اللاعبون هدفا أو أكثر لما تسبب خطأ شاوشي في الهزيمة" وأضاف زين العابدين 25 سنة "شاوشي أنقذ الفريق الوطني طيلة الشوط الأول من قذفات وهجمات خطيرة، مما دفع بالمواطنين إلى الثناء عليه عقب انتهاء الشوط الأول، ومنهم من أكد أن شاوشي سيتلقى عروضا مغرية من أكبر الفرق بعد تميزه، لكن ما حصل في الشوط الثاني بعد طرد غزال أدى إلى زعزعت المنتخب، وتسبب في نقص تركيز الدفاع الذي لم يستطع إيقاف الهجمة التي خلفت الهدف"، ومن جهة أخرى قال حفيظ 40 سنة " شاوشي لم يحسن التعامل مع الكرة التي كان بإمكان لأي حارس مبتدئ أن يصدها لأنها لم تكن خطيرة .." وأضاف سمير "ماهكذا وعدتنا يا شاوشي لقد خيبت أمالنا عند تساهلك مع الكرة التي سببت لنا الخسارة". * * "سعدان ضيّع مقابلة كانت بين يديه" * أكد غالبية المواطنين أن المنتخب الجزائري ضيّع ثلاثة نقاط ثمينة كان من الممكن ضمانها مع منتخب متواضع مثل سلوفينيا، خاصة وأن مجموعة الجزائر تضم فرقا قوية مثل انجلترا وأمريكا اللذان يصعب تجاوزهما، إلا إذا حدثت معجزة حسب السيد بدر الدين الذي أكد "من المستحيل أن تفوز الجزائر على إنجلترا وأمريكا إذا ما لعبت بالمستوى الذي أظهرته ضد سلوفينيا، في ظل عقم الهجوم ولا مسؤولية بعض اللاعبين على غرار غزال الذي ارتكب خطأ فادحا يصعب هضمه"، وأضاف خالد 32 سنة "نقاط المباراة الأولى كانت في الجيب لولا خطأ غزال الذي غيّر مجرى المباراة، فالكثير من المتتبعين أكدوا أن الخاسر في المباراة الأولى سيحرم من الصعود للدور الثاني"، وقال سعيد "الجزائر ضيّعت حلم الصعود إلى الدور الثاني بعد خسارتها، أما سلوفينيا فقد ضمنت المرتبة الأولى في المجموعة على حساب الخضر. * * "حظوظنا مازالت قائمة" * وبالرغم من حالة الاستياء التي سادت الشارع الجزائري أمس، إلا أن المتفائلين من الجزائريين يرون أن الوقت لم يحن بعد لتوجيه الانتقادات لسعدان وأشباله، وأن حظوظ الخضر في بلوغ الدور الثاني من المونديال مازالت قائمة. * فقد اعترف الجميع بأن مهمة زملاء المتألق مهدي لحسن سوف تكون أصعب في المقابلتين المتبقيتين، لكنهم أكدوا أنهم قادرون على تخطي الصعاب، حيث أعطوا العديد من الأمثلة، يتقدمها هزيمة الخضر في أولى مباريات الكان أمام مالاوي، قبل أن ينتفضوا ويسجلوا فوزين أمام المالي وكوت ديفوار.