يشهد سوق علي ملاح بساحة أول ماي إقبالا كبيرا خلال السهرات الرمضانية، فهو من الأسواق القليلة التي تفتح أبوابها من أجل استقبال الزبائن بعد الإفطار، وبما أنه يحتوي على كل أنواع السلع والألبسة التي تبحث عنها أغلب الأسر التي تفضل الفترة الليلية من أجل البحث بشكل مريح دون التعرض لإجهاد فالحرارة الشديدة خلال ساعات النهار بالإضافة إلى عناء الصيام يمنع الكثيرين من زيارة الأسواق الشعبية التي لا تحتوي هي الأخرى على مصادر تهوية، كما تعاني أغلب المحلات فيها من الضيق الذي يزيد من معاناة المواطنين الذين يبحثون عن السلع الأرخص وذلك يأخذ منهم وقتا طويلا، لذا فساعات الليل هي الأكثر راحة لهم، إذ تدب الحركة بشكل نشط خاصة بعد أداء التراويح، فيكتظ السوق بالزبائن الذين يمثلون كل الفئات، فوجود عناصر الأمن بالمكان عزز عندهم الشعور بالطمأنينة، رغم استيائهم من غلاء الأسعار لمختلف الألبسة خاصة ثياب الأطفال، فمعظم المحلات تتسابق للظفر بما يحوي عليه جيب ذلك المواطن البسيط الذي لا حيلة له إلا الرضوخ لقوانين هؤلاء التجار والباعة، فمهما دار وبحث فالأثمان الباهظة هي نفسها عبر محلات هذا السوق أو في غيره من الأسواق المجاورة، فيلتزم في الأخير بدفع ما تبقى من ميزانية قسمت ما بين مصاريف رمضان وألبسة العيد ومستلزمات الحلويات الخاصة بعيد الفطر، وما تبقى منها سيحفظ للاستعداد للدخول المدرسي الذي لا تفصلنا عنه إلا أيام قليلة فأين المفر؟ وللإشارة فإن أسعار الملابس تتضاعف خاصة في الأسبوع الأخير من رمضان، إذ أن التجار العارفين بخبايا هذه المناسبات متأكدون أن الأسر لا حل عندها إلا الشراء رغم غلاء الأسعار، فلبس ثياب جديدة في العيد خاصة بالنسبة للأطفال شيء مقدس لدى الجزائريين، فيضطرون إلى دفع ما يفوق 5000 دج ثمنا للباس كامل لطفل واحد هذا دون سعر الحذاء، فأسعار ثياب الأطفال جد باهظة مقارنة مع الألبسة الأخرى، لذلك فبعض الأولياء الذين لديهم الكثير من الأطفال قد يلجأون إلى الاستدانة لاستكمال كسوة أولادهم، مع حرمان أنفسهم من ارتداء أي شيء جديد خلال هذه المناسبة الكريمة، فالأهم هو استكمال الفرحة لدى أبنائهم مع عدم شعورهم بالنقص بالمقارنة مع أترابهم· ومن جهة أخرى فإن سوق علي ملاح ليس الوحيد الذي يشهد هذه الحركة التجارية النشطة خلال هذه السهرات، فحتى سوق ميسونيي هو الآخر يعتبر الوجهة المفضلة لدى بعض الأسر التي تفضل اقتناء مستلزماتها من محلات هذا السوق الذي يعرف بعرضه لمختلف السلع وبأسعار مناسبة، إلا أن الوافدين على هذا السوق يشتكون من انعدام الأمن، ففي الكثير من الأحيان يتعرض بعض الأفراد للسرقة من بعض المنحرفين الناشطين عبر هذه المنطقة، كما يشتكي المواطنون من كثرة المتسولين الذين يملأون هذا السوق بالليل والنهار، كما تشهد محلات باب الواد هي الأخرى توافدا كبيرا من العائلات التي لجأت إلى هذه المنطقة هربا من أسعار باقي الأسواق كسوق علي ملاح، إلا أنها وجدت نفس الغلاء فكل التجار والباعة يستغلون هذه الأيام الأخيرة لزيادة أسعارهم بغية مضاعفة أرباحهم مقابل إفلاس باقي العائلات الجزائرية التي أنهكت من كثرة وتواصل المصاريف·