صورة مشوِّهة للمدارس.. ظاهرة الاعتداء على الأساتذة تعود إلى الواجهة
مع بداية العام الدراسي تعود إلى الواجهة أخطر الظواهر التي باتت تشوه الصروح التربوية ولا تمت بصلة إلى مجالس العلم والتعلم ومن أبرزها تعرض المعلمين إلى الضرب من طرف التلاميذ المعلم الذي كاد أن يكون رسولا ومن الواجب احترامه وتقديره على الجهود التي يبذلها في أداء رسالته العلمية والتربوية. نسيمة خباجة تحولت بعض المؤسسات التربوية إلى حلبة للصراع والضرب المتبادل بين التلاميذ والمعلمين وإذا كان من حق المعلم تأديب التلميذ الذي تجاوز حدوده ولم يطعه وأطلق العنان لشغبه مما يؤثر على سير الدروس ونظام القسم فليس من حق التلميذ التعدي على المعلمين بالضرب لاسيما في الطور المتوسط والثانوي إلا أنه الواقع المر الذي صارت تتخبط فيه الصروح التربوية وللأسف فهذا معلم يتعرض إلى الضرب المبرح ومعلمة تتعرض إلى الركل من دون ان ننسى الحادثة المأساوية التي تعرضت لها معلمة بعد ان طعنها تلميذها على مستوى الظهر بولاية باتنة وهي الحادثة التي زعزعت الرأي العام فكان مصير المعلمة سرير العمليات بالمستشفى وتم إلقاء القبض على التلميذ المعتدي وتحويله إلى مؤسسة إعادة التربية. تعرض معلمة إلى الركل والضرب باتت تلك الأحداث من السيناريوهات المتواصلة التي تشوه الصروح العلمية التي كانت من الاجدر ان تكون أماكن للعلم والاحترام وتقدير المعلمين لآداء الرسالة العلمية على اكمل وجه وليس التناحر والصراع وتحويل الأقسام إلى ساحة للمعارك وهو ما عاشته معلمة مؤخرا بحيث تم الهجوم على المؤسسة التربوية والتوجه مباشرة إلى القسم والاعتداء عليها بالضرب والركل وأسقطها المعتدون ارضا وهي بمئزرها الأبيض الذي لم يُحترم وتم الاعتداء عليها في القسم وفي ساعات العمل وتداول الفيديو على نطاق واسع بحيث تضامن الكل مع المعلمة التي كانت ضحية اعتداء من طرف تلاميذ وذويهم ولم تُذكر تفاصيل الحادثة الماساوية الا ان المشهد اصدق من أي تعبير وظهر الاعتداء بالصوت والصورة وكانت المعلمة في موقف لا تُحسد عليه وكأنها في زريبة وليست مؤسسة تربوية فاين هو دور الحارس حامي المؤسسة التربوية؟! التي باتت بعضها وكالات من دون بواب وكذلك الطقم الإداري تقع عليه اللائمة أيضا فالمعلم ذلك العبد الضعيف الذي يؤدي امانته العلمية في تعليم الأجيال داخل الأقسام فتقع عليه تلك المصائب من حيث لا يدري. استنكر كثيرون عبر تعليقاتهم تلك الصورة المهينة التي ظهرت فيها المعلمة بعد ان سقطت ارضا من شدة الضرب وجاء في أحد التعليقات: لا يُقبل تعرض المعلمين إلى تلك المواقف التي تخدش كرامتهم وتعرقل مهامهم النبيلة فبالأمس كان الكل يحترم المعلمين لذواتهم ولمآزرهم الناصعة البياض وكأنها ترمز إلى حمامة سلام لأداء الرسالة العلمية وتعليم الأجيال لكن للأسف أجيال اليوم لا تعترف بأي شيء واختلط الحابل بالنابل وصار حتى المعلم يُهان بل بات يُستعصى عليه أداء مهامه في ظل عدوانية بعض التلاميذ. هي فعلا صورة مهينة للمعلمين بعد ان صار الأذى يلحقهم من بعض تلاميذهم والغريب في الأمر ان المعلم الذي يقوم بتأديب التلميذ المتمرد يُلام ويتعرض إلى العقاب الإداري مما اطلق العنان لشغب التلاميذ وتماديهم في سلوكاتهم المشينة والتي وصلت إلى حد ضرب المعلمين فوجب النظر في الإشكال من زاويتين فتضييق الخناق على عقاب التلاميذ وسع نطاق الاعتداء على المعلمين.