محور ندوة وطنية بجامعة العفرون لغة الضاد.. راهن الواقع ومأمول المستقبل احتضنت قاعة المؤتمرات الكبرى سعيد عيادي بجامعة البليدة 2 الأربعاء ندوة وطنية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية والموسومة بعنوان: لغة الضاد: راهن الواقع ومأمول المستقبل من تنظيم رئاسة الجامعة بالتعاون مع كلية الآداب واللغات بالتنسيق مع المجلس الأعلى للغة العربية مخبر الدراسات الأدبية والنقدية مخبر اللغة العربية وآدابها فرقة البحث الأجناس الأدبية والفنية الموجهة للطفل الجزائري بيت الشعري الجزائري (مكتب البليدة والشلف) وأكاديمية الوهراني للدراسات العلمية والتفاعل الثقافي. فعاليات الندوة حضرها وزير الدولة عميد جامع الجزائر الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسيني رئيس المجلس الأعلى للغة العربية أ.د صالح بلعيد ممثلي السلطات المدنية والعسكرية لولاية البليدة مدير جامعة البليدة 2 لونيسي علي أ.د عادل مزوغ نواب مدير الجامعة الأمين العام للجامعة عمداء الكليات ونوابهم رؤساء الأقسام ونوابهم مديرة مركز التعليم المكثف للغات مسؤول خلية الجودة مدير مخبر اللغة الإيطالية المدير الفرعي للمستخدمين ممثلي التنظيمات النقابية للأساتذة وممثلي التنظيمات الطلابية. اعتراف بالتضحيات وأعرب مدير الجامعة في مداخلته على أن الإحتفاء باليوم العالمي للغة العربية هو اعتراف بالتضحيات الجسام التي قدمها الشعب الجزائري من أجل الحفاظ عليها والعمل على ترقيتها مؤكدا على أنه وبالرغم من محاولات الطمس والتهميش التي تعرضت لها اللغة العربية لاسيما من قبل موجات الإحتلال المتكررة للجزائر والمنطقة العربية بشكل عام إلا أنها استطاعت الإحتفاظ بنقائها وخصائصها وأصالتها لتجذرها في وجدان الشعوب. في هذا الصدد أشاد أ.د مزوغ عادل بجهود علماء الجزائر الكتاتيب والمدراس القرآنية وشيوخ الزوايا إبان الثورة التحريرية المجيدة للتصدي لسياسة فرنسة الجزائر والقضاء على الهوية الجزائرية. وأوضحت في ذات السياق كل من أ.د فاطمة قسول و أ.د رجاء مستور (رئيستا الندوة الوطنية) أن ما تتضمنه اللغة العربية من رهان يتمحور حول مجاراة التطور تكنولوجي والإلكتروني الذي يشهده العالم في واقع ينحو بها نحو تعزيز وجودها عبر مواكبة العصر الرقمي والثورة المعلوماتية ومسايرة آلياته ومجاراة التطور لتغدو لغة رقمية. فاللغة -حسبهما-لا ترتقي في مدارج النضج والكمال إلا إذا سارت بإتجاهين متوازيين التعميم والتجديد. وأضافت أ.د رجاء مستور أن اللغة العربية بما تحمله من إرث حضاري وثقافي عالمي تجد نفسها أمام واقع يدعو إلى ضرورة التكيف مع معطيات الرقمنة وذلك في إطار استراتيجية بناءة تقوم على تكثيف الجهود ابتداء من تظافر جهود علماء اللغة علماء تقنيات المعلومات مراكز البحوث والدراسات ومجامع اللغة العربية لإثراء الرقمنة العربية بما يتناسب وخصوصيتها. من جهة أخرى أوضح وزير الدولة عميد جامع الجزائر الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسني في كلمته الشرفية أن اللغة العربية هي مكون أصيل من مكونات الهوية الجزائرية والتمسك بها وتعميم استعمالها وتوسيع دائرة انتشارها من صميم الهوية الجزائرية الإسلامية -وأضاف عميد جامع الجزائر- أن اللغة العربية قادرة على استيعاب الرقمنة والتحولات الرقمية التي تؤدي إلى تحسين الكفاءة والإنتاجية وذكر الحاضرين بالتطور الذي شهدته الجزائر في هذا المجال بدءا بالمشروع الذي طرحه الأستاذ عبد الرحمن حاج صالح والمتعلق بحوسبة اللغة العربية والذي يحمل عنوان: مشروع الذخيرة العربية هذا المشروع الذي يهدف إلى إنشاء بنك ومعجم إلكتروني للغة العربية. كما ناشد الحضور في ختام مداخلته إلى المزيد من التنسيق واستثمار الجهود من أجل ترقية استعمال اللغة العربية التي تمتلك القدرة على احتواء النظم الرقمية الحديثة. العربية تتفوق على مثيلاتها وأكد أ.د صالح بلعيد في ذات الصدد أن اللغة العربية تتفوق على مثيلاتها من اللغات الحية من حيث عدد المفردات ما يشير إلى ثرائها وتنوعها وقدرتها على التعبير وتجسيد المعاني والحالات والمواقف المتنوعة. ودعا الحضور إلى ضرورة التمكين للغة العربية في شتى المجالات لاسيما التربية والتعليم الإعلام الإقتصاد والتجارة الإدارة والتقنيات التكنولوجية. وفي سبيل تحقيق ذلك شدد المتحدث على ضرورة خدمة اللغة العربية التي مازالت حسبه تعاني من الإبعاد والتهميش وعدم التمكين. وشدد عميد كلية الآداب واللغات أ.د قرطي خليفة من جانب آخر أن لا مناص من مواكبة التحول نحو الرقمنة وهو ما تطمح إلى تحقيقه الدولة الجزائرية في مختلف القطاعات والتوجه نحو الرقمنة لم يعد مجرد خيار بل حتمية يقتضيها انفتاح الجزائر على العالم والفكر والثقافة. وبين أن تحقيق هذا الرهان يستوجب تبني مجموعة من الآليات يكون للغة العربية نصيب منها فاللغة العربية -يضيف المتحدث- هي الآداة الحاملة لكل مسعى نحو التحول فهي ذات مخزونات هائلة على المستويات الصرفية والإشتقاقية والدلالية يمكن إخضاعها للتحديات التقنية إن بالإفادة بثروتها الكامنة فيها أو من خلال توليد ونحت مصطلحات جديدة. وتم على هامش الندوة الوطنية توقيع اتفاقيتين شملت الإتفاقية الأولى توقيع اتفاقية إطار بين جامعة البليدة 2 وجامع الجزائر أما الإتفاقية الثانية فتم توقيع اتفاقية إطار وتعاون بين جامعة البليدة 2 والمدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية يتم بمقتضاها تبادل الخبرات والتجارب في ميادين الحياة الجامعية بين الجانبين إضافة إلى متابعة وتنفيذ المشاريع المشتركة في مجال البحث العلمي وتشكيل فرق بحث مشتركة.