موت ودمار واستهداف مباشر للمرضى مجمع ناصر الطبي يتحوّل إلى مقبرة يشهد مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوب قطاع غزّة وضعا كارثيا نتيجة تحويله إلى ثكنة عسكرية بعد اقتحامه من قوات الاحتلال وإجبار النازحين والمرضى والطواقم الطبية على إخلائه وسط ظروف لاإنسانية تفوق الوصف. ق.د/وكالات حذرت وزارة الصحة في غزّة من توقف المولدات الكهربائية نتيجة نفاد الوقود خلال ساعات ما يعرض حياة المرضى للخطر منهم 6 مرضى تحت أجهزة التنفس الصناعي في العناية المركزة و3 أطفال في الحضانة . وأوضحت أن قوات الاحتلال أجبرت إدارة مجمع ناصر الطبي على وضع 95 كادرا صحيا و11 من أفراد عائلاتهم و191 مريضا و165 من المرافقين والنازحين في مبنى ناصر القديم في ظروف قاسية ومخيفة . وذكرت الوزارة أنه لا يوجد طعام وحليب للأطفال وهناك نقص حاد في توفر المياه مشيرة إلى أن الطواقم الطبية لا تستطيع تقديم أي علاج للمرضى ما يؤثر سلباً على حالتهم الصحية . وبات وضع المصابين والمرضى خطيرا جدا في ظل نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية وانقطاع الكهرباء في صورة تشبه ما واجهه مشفى الشفاء قبل أكثر من شهرين. وكان الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة قال في وقت سابق من الخميس إن الاحتلال استهدف مقر الإسعاف وخيام النازحين ويقوم بتجريف المقابر الجماعية داخل مجمع ناصر الطبي. وأشار القدرة إلى أن الاحتلال أجبر ما تبقى من النزاحين وعائلات الطواقم الطبية على النزوح القسري من المجمع تحت القصف والتهديد. وأوضح أن الاحتلال طلب من إدارة مجمع ناصر الطبي نقل كل المرضى بما فيهم مرضى العناية المركزة والحضانة إلى مبنى ناصر القديم ومن بينهم 6 مرضى تحت التنفس الصناعي. وبسبب القصف استُشهد مواطن وأصيب عدد من المرضى في قسم العظام كما تضررت الكثير من الأقسام الأخرى جراء إطلاق النار العشوائي. ويخضع المجمع لحصار منذ أكثر من ثلاثة أسابيع بعدما وسّعت قوات الاحتلال من الهجوم البري على مدينة خان يونس. وحال الحصار دون تمكن الطواقم الطبية من الحركة وتقديم العلاج للمرضى. ويتواجد في المجمع الطبي الأكبر في جنوب القطاع 300 كادر صحي و450 مريضاً وجريحاً وأكثر من 10 آلاف نازح. *اقتحام قسم الولادة ولم يسلم قسم الولادة في المجمع الطبي من شر قوات الاحتلال إذ اقتحمته وقامت بتفتيشه ودمرت سيارتي إسعاف. وأُجبرت نساء وضعن مواليدهن للتو على مغادرة المستشفى مشيا على الأقدام. وحذرت وزيرة الصحة مي الكيلة من كارثة إنسانية وشيكة جراء إجبار سلطات الاحتلال المواطنين على إخلاء المجمع حيث كانوا قد نزحوا إليه قسراً. وقالت الكيلة إن هذه الجريمة تُضاف إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق أبناء شعبنا في عدوانه المستمر على قطاع غزّة . وأضافت الكيلة أن النازحين لجأوا إلى مجمع ناصر الطبي هرباً من عدوان الاحتلال الوحشي إذ لا مكان آمنا في القطاع وأن القانون الدولي الإنساني يكفل حق كل إنسان مستأمن في المؤسسات المدنية المحمية بموجب اتفاقيات جنيف . *جريمة حرب من جهته اعتبر المكتب الإعلامي الحكومي بغزّة الخميس تحويل مجمع ناصر الطبي ل مقبرة وثكنة جريمة حرب واضحة ومكتملة الأركان وجريمة ضد كل المعاهدات الدولية . وقال المكتب في بيان إن اقتحام مجمع ناصر الطبي واحتلاله بالقوة العسكرية والسلاح وإطلاق النار بداخله جريمة حرب يندى لها جبين البشرية . وأردف أن اقتحام جيش الاحتلال لمجمع ناصر الطبي بالدبابات والطائرات المُسيرة والجنود المدججين بالسلاح وإطلاق النار على الطواقم الطبية والنازحين بداخله يعدُّ جريمة حرب واضحة ومكتملة الأركان ضد القانون الدولي وكل المعاهدات الدولية . وأوضح أن جيش الاحتلال هدد المتواجدين بالمجمع بالقتل وإطلاق النار المباشر وقام بمنع الماء والطعام عنهم وحليب الأطفال . كما قام ب فرض ممارسات قاسية عليهم ما فاقم الأزمة داخله وجعل الظروف خطيرة ومثيرة للخوف والرعب بشكل يمنع بوضوح الطواقم من تقديم الخدمة الطبية والصحية لمئات المرضى والجرحى والنازحين ما يهدد حياتهم وفق ذات البيان. وحمّل المكتب الاحتلال والمجتمع الدولي والولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن سلامة وحياة مئات أفراد الطواقم الطبية والمرضى والنازحين بمجمع ناصر الطبي . *الهلال الأحمر: افتراءات لتبرير استهداف المستشفيات إلى ذلك رفضت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بشكل قاطع الافتراءات التي نشرتها قوات الاحتلال وادّعت فيها أنها اعتقلت 20 إرهابياُ متنكرين في زي طواقم طبية ورأت فيها أعذارا مختلقة لتبرير اقتحام قوات الاحتلال المستشفيات. وقالت في بيان صحافي إنه وحسب ما ورد على صفحات التواصل الاجتماعي التابعة لجيش الاحتلال فإنه وعند اقتحام مستشفى الأمل بتاريخ 9/2/2024 قام باعتقال الطواقم من المستشفى وادعى أنهم إرهابيون متنكرون معتبرة أن ممارسات الاحتلال تشكل انتهاكاً جسيماً لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني العرفي. وأكدت الجمعية أن قوات الاحتلال اعتقلت 9 من طواقمها الطبية والإدارية العاملين لديها و9 آخرين من المرضى ومرافقيهم الذين تعذر إخلاؤهم بتاريخ 5/2/2024 نظرا لصعوبة وضعهم الصحي الذي لا يحتمل نقلهم لمكان آخر. وترى أن هذه الافتراءات ما هي إلا جزء من مسلسل الأعذار التي تختلقها قوات الاحتلال لتبرير حصار وقصف واقتحام المستشفيات وقتلهم الطواقم الطبية التابعة للجمعية وغيرهم من العاملين بالرعاية الصحية في قطاع غزّة . وأكّدت أن أساليب قوات الاحتلال في التحريض على الطواقم الطبية وكوادرها واتهامها بالقيام بأعمال تخرج عن نطاق مهمتها الانسانية ما هي إلا محاولة بائسة لتبرر ارتكابهم جرائم الحرب بقتل الطواقم الطبية وقصف وتدمير المستشفيات في ظل تعالي الأصوات العالمية لمحاسبة قوات الاحتلال على انتهاكها للقانون الدولي الإنساني ومبادئه وأبرزها الانسانية والتناسبية والتمييز المترسخة في اتفاقيات جنيف الأربع وبروتوكولاتها الإضافية التي تلزم الاحتلال باحترام المهام الطبية وعدم التعرض لها بأي شكل من الاشكال وتسهيل مهمتهم الإنسانية . وشدّدت الجمعية على أن طواقمها الطبية وكوادرها من عاملين ومتطوعين يلتزمون بشكل صارم بأحكام القانون الدولي الانساني المتعلقة بالمهام الطبية ويخصصون أنفسهم للعمل الانساني حصراً ولا يقومون بأي عمل خارج نطاق مهمتهم الإنسانية إضافة الى التزام الجمعية الدائم بالمبادئ الإنسانية للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر لا سيما الحياد وعدم التحيز ونحافظ على احترام شارتها الحمراء ورسالتها الإنسانية في تقديم الخدمات الطبية والإغاثية لكل محتاج دون تمييز .