بعد أن طغت عليها مظاهر البذخ والإسراف حملات إلكترونية لتقليص تكاليف الأعراس أصبحت تكاليف الأعراس الجزائرية باهظة جدا في السنوات الأخيرة بعد أن طغت عليها الشكليات ومظاهر التباهي والتفاخر حتى أضحت محل مقارنة بين العائلات مما جعل مشروع الزواج صعبا على الشباب وينادي الجميع بضرورة تقليص التكاليف لتيسير خطوة الرباط المقدس على غرار تخفيض المُهور وإنقاص الشكليات التي خنقت المقبلين على الزواج وصارت تُصنف في خانة التبذير والإسراف. نسيمة خباجة قاعات حفلات بمئات الملايين عشاء فخم حلويات راقية مهور تكوي الجيوب..هي كلها أسباب جعلت الكثيرين يبعدون فكرة الزواج عن أهدافهم مما أدى إلى تأخر سن الزواج بالنسبة للجنسين معا وتقليص الزيجات في السنوات الأخيرة الأمر الذي أدى إلى إطلاق دعوات عبر الواقع والمواقع لتقليص تكاليف الزواج واختصارها في عشاء يجمع الأقارب والأحباب قصد استكمال نصف الدين والابتعاد عن مظاهر البذخ والإسراف. حملات إلكترونية لتقليص المهور الصداق هو شرط من شروط الزواج يقع على كاهل العريس إلا أننا في السنوات الأخيرة نجد مغالاة في المهور لدى بعض العائلات التي باتت تشترط مبالغ باهظة على العرسان بالإضافة إلى تقديم مجوهرات إذ تلتزم بعض العائلات بهذه الشروط التي لا تقبل النقاش مما يعكس المغالاة في المهور على خلاف ما ينصح به ديننا الإسلامي الحنيف كما جاء في الهدي النبوي الشريف: التمس ولو خاتماً من حديد بغية تيسير خطوة الزواج إلا أن البعض يطلقون العنان لشروطهم التعجيزية على الخطّاب مما يؤدي إلى فرارهم وإلغاء فكرة الزواج برمتها بعد أن باتت خطوة صعبة. اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم في تكاليف الأعراس من كل الجوانب فأجمعوا على أنها مرتفعة جدا مما أبعد الشباب عن مشروع الزواج. تقول السيدة زينب إن الأعراس صارت صعبة جدا ومحل مقارنة بين العائلات وطغت عليها مظاهر التباهي والتفاخر فالكل يلهث وراء أفخم قاعة وأرقى الحلويات والعشاء الفخم مما وسّع التكاليف وأضحت العائلات البسيطة لا تقوى على إقامة عرس كما باركت الدعوة إلى تقليص التكاليف واختصارها في عشاء يجمع الأقارب والأحباب لاستكمال نصف الدين وبناء أسرة وهي الأهداف الأساسية من الزواج بعيدا عن الإسراف والتبذير ومظاهر التفاخر. أما السيد مراد فقال إن التكاليف غالية جدا خاصة أن بعض أعراف العائلات لا يتقبلها العقل بحيث تشترط شروطا تعجيزية في الصداق وقال إنه كان يرغب في خطبة فتاة من ولاية بالشرق الجزائري إلا أنه وجد الشروط كبيرة فألغى الخطوة لاسيما وأن المحزمة الذهبية هي شرط من شروط الصداق لا تقبل النقاش في تلك الولاية وثمنها يفوق 200 مليون سنتيم فهي جنون بعينه مما أبعد فكرة الزواج عن كثيرين.. وعن حملة تقليص التكاليف والمهور فقال إنه يباركها.. على الأقل هي خطوة لتيسير مشروع الزواج على الشباب. رأي مُقبلين على الزواج بما أنه موسم أفراح اقتربنا من بعض الفتيات وكذا الشبان المقبلين على الزواج لرصد آرائهم والوقوف على تحضيراتهم للأعراس. الآنسة سمية فتاة في الثلاثينيات مقبلة على الزواج قالت إنها فعلا تتخوف من مراسم الزواج لاسيما مع مظاهر التباهي والشكليات التي طغت على الأعراس في السنوات الأخيرة إلا أنها سوف تبرمج عرسا على حسب قدرتها المادية وتختصره في عشاء على مستوى القاعة أما عن التصديرة فقالت إنها سوف تكتفي بلبس لباسين تقليدين لا أكثر.. وحتى التصديرة هي باب من أبواب التبذير فمن العرائس من يصل عدد التغييرات في العرس لديها إلى أزيد من 10 أزياء ومعظم تلك الألبسة يكون مصيرها رفوف الخزانة يعد صرف الملايين على خياطتها وقالت إنّ الدعوة إلى تقليص التكاليف وتيسير المهور واختزال العرس في عشاء يجمع الأهل والأقارب خطوة جيدة من شانها تسهيل الزواج على الشباب بعيدا عن مظاهر البذخ والإسراف والتباهي.