مئات الملايين تهدر مظاهر التبذير تغزو أعراس الجزائريين يقترن الصيف في الجزائر بافتتاح موسم الأعراس والمناسبات السعيدة التي أضحت تتنافس حولها العائلات بحيث تركض إلى اختيار أرقى القاعات وأفخم الوجبات من اجل شد الانتباه والتعالي والتباهي بين الأقارب والأحباب مما أدى الى انتشار مظاهر التبذير والإسراف في الوقت الذي يشتكي فيه الكل من انخفاض القدرة الشرائية إلا أنه في الأعراس كل شيء يهون من اجل إقامة عرس يضرب به المثل حتى ولو استدعى الأمر الاستدانة او حتى رهن المجوهرات وايجاد حل لجمع المصاريف من اجل إنفاقها في شكليات وكماليات لا فائدة مرجوة منها سوى في تصعيب مشروع الزواج والزيادة في نفقاته. نسيمة خباجة ما إن يحل الصيف حتى يلاحظ الكل غلاء مختلف الخدمات والمستلزمات التي اعتاد عليها الجزائريون في أعراسهم بدءا من قاعات الزفاف فاعراس موسم الصيف لا تقارن البتة باسعار فصل الشتاء ويتضاعف السعر طبعا وصولا إلى غلاء فساتين الأعراس وقبضة التجار الحديدية على عاشقات التصديرة من العرائس على اعتبار أنها عرف ملزم في الأعراس الجزائرية ويمس الغلاء حتى ابسط الأشياء على غرار مستلزمات تحضير الحلويات وعلب توظيبها فاللوز مثلا وصل الى حدود 2400 دينار جزائري للكيلوغرام الواحد ويتحجج التجار بنقص استيراد المادة مما ادى الى انخفاض العرض وارتفاع الطلب الأمر الذي ادى بدوره الى ارتفاع اسعار اللوز من دون ان ننسى اسعار البندق والفستق والجوز التي ارتفعت الى مستويات قياسية هي الأخرى كل ذلك الغلاء أعلنه التجار بعد تيقنهم من الإقبال الكبير عليهم من طرف اصحاب الإعراس ككل سنة رغبة منهم في التباهي والتفاخر. عائلات تتنافس على أفخم القاعات قاعة العرس أضحت تحصيل حاصل لدى أصحاب الأعراس ووصلت أسعارها الى 100 مليون فما فوق لأجل إمضاء سويعات بالقاعة لا تقارن بذلك المبلغ الباهظ بحيث تحولت إلى وسيلة للتباهي والتفاخر بين العائلات واضحى أصحاب القاعات يفرضون مبالغ خيالية لاسيما في موسم الصيف اين يكثر إقبال العائلات بغرض اقامة اعراس أبنائها ويكون مختلفا عن سعر موسم الشتاء بحيث ينخفض السعر ولم تكن القاعة شرطا في الأعراس بالأمس وابتدعت في الوقت الحاضر بحيث أضحت برستيجا للعائلات لا نقاش فيه بحيث تقام تصديرة العروس في القاعة في الفترة المسائية وعادة ما تكون متبوعة بعشاء ولا ينزل سعر القاعة عن 10 ملايين سنتيم حسب الخدمات التي تقدمها ومستوى رقيها فالقاعات الراقية تصل الى 20 و30 مليون لترتفع قاعات الميسورين الى 100 مليون لكونها قاعات فخمة فقاعات الحفلات زادت من تكاليف الزواج في الجزائر إلا أنها تبقى مفروضة فرضا بحيث تحولت الى موضة لا يمكن الاستغناء عنها في الأعراس الجزائرية وبذلك غادرت الأعراس البيوت واستبدلت وجهتها الى القاعات التي تختلف خدماتها واسعارها وتختار العائلات القاعة التي تلائمها لإقامة اعراسها وتتدبر تكاليفها بكل السبل بغرض التباهي والظهور بمظهر لائق أمام الأقارب والاصدقاء. نحر العجول لتقديم أشهى المأكولات أصبحت الأعراس الجزائرية تركز ايضا على المأكولات المقدمة في عشاء العرس الى جانب الحلويات كإكرامية لازمة مرفوقة بالقهوة بحيث تتنوع الحلويات المصنوعة باللوز والجوز والفستق والبندق وحتى علب توظيبها اصبحت مرتفعة في اسعارها ويصل سعر العلبة الواحدة الى 300 دينار بالنظر الى درجة التنميق من دون ان ننسى تجهيز الدعوات المستعملة في العرس والتي اصبحت هي الأخرى تأخذ جزءا هاما ويصل بعضها الى 250 دينار تهدر في قصاصة كرتونية يكون مصيرها سلة المهملات والاحتفاظ بذكراها لا يتعدى العروسين كما اتجهت العائلات في السنوات الاخيرة الى نحر العجول بدل الكباش في الاعراس بغرض تحضير اشهى الماكولات في عشاء العرس وهو ما أوضحته لنا الحاجة وردية التي قالت إنها أقامت عرس ابنها مؤخرا ونحرت عجلا وكبشا لتحضير الأطباق وعن الأطباق المحضرة قالت إنها حضرت الشربة والمثوم واللحم الحلو والسلطة الى جانب المشروبات وقدمت البطيخ الأحمر كفاكهة في العرس بحيث عولت على إتمام فرحتها بزواج ابنها ولكي يكون عشاء ابنها اكراما لمعارفه وأصدقائه وياكل فيه الغني والفقير على حد قولها أما عن مظاهر التباهي التي تغزو الاعراس فقالت انها لم يكن ذلك هدفها وانما لاستكمال فرحتها بابنها وحسب عاداتهم في العائلة ينحرون العجول ويقيمون وجبات فاخرة للمدعوين.