تأسيس علاقات أعمال وشراكات مثمرة    إطلاق خلية تفكير لإنشاء الشبكة الوطنية للنساء الوسيطات    سوناطراك تُعزّز شراكاتها    75 مشروعا مبتكرا قيد الإنشاء    إرادة مشتركة لتعزيز التعاون    400 ألف فلسطيني مُهدّدون بالموت جوعاً وعطشاً    إمداد الاحتلال بالسلاح شراكة في جرائمه    تقدير فلسطيني لدعم الجزائر    هذا ما قالته أديداس عن قمصان الخضر ..    هذا سجل مشاركات الجزائر في كأس إفريقيا    تجربة منتخب نيجيريا في ليبيا خطرة جداً    حوادث المرور تودي بحياة 2605 شخص خلال 8 أشهر    الستوريات.. من المناسبات السعيدة إلى الجنائز    فتح باب الترشح للانضمام إلى قائمة الوسطاء    شنقريحة يحلّ بنواكشوط    منصّة رقمية لتسيير مصالح الاستعجالات    هلاك 39 شخصا وإصابة 1526 بجروح    نشوب عدة حرائق للغابات والأحراش وطنيا    اليوم الدولي للنساء الريفيات: التأكيد على دعم الدولة لتعزيز النتائج المحققة    93 ألف طفل دون سن العاشرة في غزة تم تطعيمهم    الجزائر تتطلع لتتويج اللقاءات الثنائية بين البلدين بنتائج مثمرة    اللجنة الوطنية للأطباء المقيمين في إضراب وطني لمدة 3 أيام    رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي يستقبل من قبل الرئيس الموريتاني    السيد بداني يستقبل نائبا بالمجلس الشعبي الوطني عن ولاية تيارت    السيدة دروبادي مورمو تشيد بديناميكية قطاع التعليم العالي بالجزائر..الرئيس تبون يمنح الدكتوراه الفخرية لرئيسة الهند    الاجتماع الطارئ ال37 للاتحاد البرلماني العربي: بوغالي يدعو لتوحيد الجهود لوقف الكيان الصهيوني وضمان العدالة للمنطقة العربية بأسرها    البليدة.. إعادة إسكان أكثر من 500 عائلة قبل نهاية 2024    دراسة التسهيلات لانطلاق مشروع إنتاج الحبوب والبقوليات    تيسمسيلت.. الموافقة على ملفات أزيد من 340 فلاح للحصول على قرض الرفيق    ناباك 2024 /وهران: إمكانية طرح مشاريع للاستكشاف عن المحروقات في البحر خلال 2025 أو 2026    صحة: منصة رقمية لتسيير وتنظيم جميع مصالح الاستعجالات الطبية    المسيلة: مشاركة 27 مصورا في الصالون الوطني للصورة    بوغالي يتحادث بجنيف مع رئيسة برلمان تكتل "الميركوسور"    جمعية التضامن الأوغندية ترحب بقرار محكمة العدل الأوروبية بشأن الصحراء الغربية    منتدى الأعمال الجزائري-الروسي: إرادة مشتركة لتعزيز التعاون في عدة مجالات اقتصادية    كرة القدم: وفاة الحكم الدولي السابق بلعيد لكارن    سايحي يشرف على لقاء حول "الرقمنة والاستعجالات الطبية والتلقيح ضد الدفتيريا"    الكونفدرالية الافريقية "كاف" تشيد بتألق "الخضر" في تصفيات ال"كان"    كرة الطاولة/بطولة إفريقيا: المنتخب الجزائري يتوج بالميدالية الفضية    الأيام الإبداعية الإفريقية "كانكس ويكاند 2024" تفتتح غدا الأربعاء بالجزائر العاصمة    قالمة: "حلقة نجمة وحلقة المسرح الشعبي" محور الطبعة ال11 للمنتدى الدولي كاتب ياسين    لجنة الفلاحة بالبرلمان تستمع لممثلي عدة قطاعات    حملة تلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية    مستغانم : الشرطة القضائية (BMPJ) بأمن الولاية 600 كبسولة بريقابلين بحوزة مسبوق قضائيا    الخضر يتاهلون إلى كأس أفريقيا للأمم 2025    الإعلان عن رزنامة العطل المدرسية 2025/2024    ارتقاء أكثر من 177 شهيدا من الصحفيين الفلسطينيين    تظاهرة حاشدة بلشبونة للتضامن مع الشعب الفلسطيني    صادي سيقدم ملف ترشحه بعد حصوله على موافقة السلطات.. الجزائر في طريق مفتوح للعودة إلى المكتب التنفيذي للكاف    طريقي للحرير معرض يغوص في عراقة التراث الثقافي الجزائري والعربي-الإسلامي    المهرجان الدولي للمسرح ببجاية : رقصة السماء.. مزيج ساحر بين المسرح، السينما والفيديو    تنظمه جامعة باتنة.. ملتقى وطني حول التعددية اللغوية في المنظومة التربوية والجامعية    نعمة الأمن لا تتحقق إلا بوجود 4 مقومات    الصهاينة يقتلون الأبرياء في العالم بغير حق    هكذا نزلت المعوذتان على النبي الكريم    وقفات مع دعاء صلاة الاستخارة    حق الله على العباد، وحق العباد على الله    عقوبة انتشار المعاصي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصهاينة يقتلون الأبرياء في العالم بغير حق
نشر في أخبار اليوم يوم 14 - 10 - 2024


مراصد
إعداد: جمال بوزيان
اعتماداً على أسفار التوراة المزيّفة
الصهاينة يقتلون الأبرياء في العالم بغير حق
تَرصُدُ أخبار اليوم مَقالات فِي مختلف المَجالاتِ وتَنشُرها تَكريمًا لِأصحابِها وبِهدفِ مُتابَعةِ النُّقَّادِ لها وقراءتِها بِأدواتِهم ولاطِّلاعِ القرَّاءِ الكِرامِ علَى ما تَجودُ به العقولُ مِن فِكر ذِي مُتعة ومَنفعة ... وما يُنْشَرُ علَى مَسؤوليَّةِ الأساتذةِ والنُّقَّادِ والكُتَّابِ وضُيوفِ أيِّ حِوار واستكتاب وذَوِي المَقالاتِ والإبداعاتِ الأدبيَّةِ مِن حيثُ المِلكيَّةِ والرَّأيِ.
*****
بأي مشيئة يا أحفاد القردة والخنازير؟!
أ.د.غازي عناية
بأي مشيئة يا نتنياهو تسخّر أسفار الأنبياء – ومنها سِفْر إشعياء ذاته – للانتصار على حماس وربُّ الأنبياء يؤكد في كتبه السماوية ومنها التوراة والقرآن: إنّ عبادنا لَهُم المنصورون وأنّ جندنا لهم الغالبون؟! ويشهد على ذلك من المؤمنين العقلاء كل أحد.
بأي مشيئة يا نتنياهو تسخّر أسفار الأنبياء بأنّ الله مولاكم وربّ الأنبياء يذكر أنّ الله مولى الذين آمنوا وأنّ الكافرين لا مولى لهم؟! ويؤكد على ذلك تاريخكم وكل واحد.
بأي مشيئة يا نتنياهو تسخّر أسفار الأنبياء وتنسبُ نور محمد – صلى الله عليه وسلم – والمؤمنين إليكم وربّ الأنبياء يذكّر أن الله مولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور بينما أولياؤكم الطاغوت يخرجونكم من النور إلى الظلمات؟! وهذا ثابتٌ في قرآن محمد – عليه السلام – وعند كل أحد.
بأي مشيئة يا نتنياهو تسخّر أسفار الأنبياء في حرب إبادة للمسلمين الفلسطينيين مستخدمًا قانون هنيبعل القائل: القتل للأسير خير من حياته. بينما لنا المؤمن الشهيد المقتول حي يُرزق عند ربه لا يموت؟! فلا تفرح بقوانينك وقراراتك فهي خاطئةٌ عند كل أحد.
بأي مشيئة يا نتنياهو تسرق نور خاتَم الأنبياء وتنسبه ليهود بني إسرائيل وسِفْر إشعياء نفسه يصف هذا النبي بأنه نور ورحمة يَهدي به عُبّاد الأوثان وأنتم منهم فكفاكُم وزوجتك سارة كذبًا أيها المُبجّل مستر بيبي؟! أولم يُخبركَ سِفْرُك قبل تحريفه أن قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار؟! وهذا يؤمنُ به كل أحد.
بأي مشيئة أيها الحاخام الأكبر يوسيف : تُفتي لليهود بتزويج الرجل من ابنة شقيقته تقربا إلى الله وهذا لم يفعله من قبلك أحد. والآن تفتي بقتل أطفال الفلسطينيين ونسائهم وشبابهم وشيوخهم فاتقِ الله فقد تحين الفرصة فتحلّ دماء أطفال اليهود من كل أحد.
بأي مشيئة أيها الحاخام الأكبر لليهود: كفاك أن تعبد الله وتتقرب إليه بقتل وسفك دماء الفلسطينيين دون خجل من ربك فهل تحسبُ أن الله غافلٌ عمّا يعمل الظالمون فبالنسبة لهذه الفتاوى لا يرحمك أي أحد.
بأي مشيئة أيها الحاخام الأكبر تقول: إن اليهودي عندما يقتل مسلماً فكأنما قتل ثعباناً أو حشرة وهذا القول مردودٌ عليك غير منطقي من كل أحد.
بأي مشيئة أيها الحاخام الأكبر أن تدّعي أنه جاء في التلمود: إذا دخلت المدينة فاحرص على أن تجعل نساءها سبايا لك ورجالها عبيداً لك أو قتلى مع أطفالهم. إننا نذكرك أنك ستحاسب يوم القيامة على ما تنشر شاهداً عليكَ من هؤلاء كل أحد.
بأي مشيئة أيها الحاخام اسحق شابير تدّعي أن التوراة تدعو إلى قتل أطفال العرب لأنهم يشكّلون خطراً على إسرائيل. ونحن بدورنا نقول لك: إن توراتك هذه مزيفة وليست ربانية ويشهد على ذلك من المؤمنين كل أحد.
أيها المتحدث الإعلامي باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي –وأنت وجدودك عراقيو الأصل– فقد خنت العهد أمام كل أحد وقد أيدت سفك دماء الفلسطينيين من قبل جيشك وقد سعدتَ بذلك واتسعت ابتسامتك النفاقية لكل أحد. فحسابك يوم القيامة آت وسيشهده من الفلسطينيين كل أحد. ونقول لك: كرر بلسانك أكاذيبك ونذكرك غيظاً لك بمقولة: حلّل يا دويري ليسمعها كل أحد. ونُذكِّرك بآيةِ ربِّك فيكَ وفي أمثالك ليتذكرها كلُّ أحد. قال تعالى: ((وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ۙ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ)) (التوبة: الآية 12).
******
الكوادر الطبية والصحية في غزة.. أبطال في الصفوف الخلفية
* علي سعادة
الاحتلال حول المستشفيات إلى مقابر وإلى مراكز للمعاناة والموت والتحقيق والتعذيب بفعل الصمت العالمي ودفاع الولايات المتحدة الأمريكية عن جرائم الاحتلال وتبريرها وبعد أن فجر الاحتلال المستشفى المعمداني وتسبب في مقتل أكثر من 500 فلسطيني ولم يعاقب اعتبر ذلك تصريحا بالقتل وتدميرا لكل معاني الحياة في غزة.
وبدأ بعدها مسلسل الكذب والتدليس الذي روج له الإعلام الغربي عن سبق الإصرار والترصد فبدأ في استهداف الكوادر الطبيبة والصحية لحرمان المصابين والمرضى من العلاج وبالتالي دفعهم إلى النزوح.
الاحتلال يستهدف بشكل دائم الكوادر الطبية والصحية ليس في غزة فقط وإنما أيضا في الضفة الغربية وقد بحت حناجرهم وهم يصرخون في الضمير العالمي لوقف استهداف المستشفيات وكوادرها التي لم تعد قادرة على تقديم أية خدمة للمصابين الذين في غالبيتهم أطفال وأمهات مصابون بجروح خطرة يموتون وهم ينزفون أمام الكاميرات.
ورغم أن الهجوم على المشافي وتدميرها والاعتداء على الكوادر الطبية جريمة بشعة طبقا للقانون الدولي الإنساني إلا أن قوات الاحتلال تجاوزت جميع الخطوط وبجميع ألوانها مرارا وتكرارا وأمام الكاميرات والعالم يشاهد ولا يحرك ساكنا وكأنه اعتاد المشهد.
وتنص القاعدة 35 من القانون الدولي الإنساني على أنه يحظر توجيه هجوم على منطقة أنشئت لإيواء الجرحى والمرضى والمدنيين وحمايتهم من آثار القتال .
كما يحمي القانون الدولي الإنساني كل من يوجد داخل المستشفى من مدنيين وجرحى ومرضى والعاملين في المجال الطبي والديني وموظفي الإغاثة الإنسانية فجميعهم فئات محمية وفقا لقواعد القانون الدولي.
ولا يتوقف الاحتلال الفاشي المارق عن عمليات الخطف والتعذيب للأطباء والممرضين الفلسطينيين بشكل ممنهج واستهداف سيارات الإسعاف أمام أنظار العالم الذي يتموضع على بعد أمتار من الإبادة وإنما الاحتلال في سجونه أكثر من 300 أسير من الطواقم الصحية.
أمام المحرقة والجرائم المتواصلة تكتفي الجهات الدولية ذات العلاقة والصلة مثل منظمة الصحة العالمية و الصليب الأحمر ومنظمة اليونسيف ووكالة الأونروا و برنامج الأغذية العالمي الذي تتولى رئاسته الصهيونية الأمريكية سندي ماكين بموقف المتفرج العاجز الحيران الذي يكتفي بدور إحصاء الموتى والكوارث وكأنها منظمات حفروا القبور والبكاء على الأطلال.
الكوادر الطبية يعملون بلا أدوات والمساعدات التي تدخل قطاع غزة شحيحة ولا تغني ولا تسمن من جوع واضطر الأطباء أحيانا لإجراء عمليات جراحية دون تخدير لعدم توفره وبعض المصابين مات من الصدمة وبعضهم مات وهو ينزف ومن كتبت له النجاة لا يزال يعاني من أثار الإصابة والصدمة العصبية.
القطاع الطبي قدم حتى اليوم أكثر من ألف شهيدا وشهيدة منذ بدء العدوان على قطاع غزة بينهم أطباء وأخصائيون وممرضون وموظفو مهن طبية مساندة وإداريون ومسعفون.
كما تسبب الاحتلال بتدمير 90 من المنظومة الصحية من خلال استهداف المستشفيات والعيادات وإخراجها عن الخدمة مما فاقم من الوضع الصحي في قطاع غزة.
وعلى الأقل فإن 23 مستشفى في القطاع خرجت بشكل كلي عن الخدمة و15 مستشفى تعمل بشكل جزئي بسبب القصف الإسرائيلي ونفاد الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود وتوقف 80 مركزا صحيا وتوقف وتضرر 130 مركبة إسعاف.
كما أن عشرات الآلاف من الجرحى والحوامل والأطفال والمرضى المزمنين بلا خدمات صحية ويقضون أياما كاملة دون تناول الطعام فيما تقترب غزة من المجاعة بسبب الحصار وإغلاق أهم معبر والمتنفس الوحيدة لغزة معبر رفح الحدودي مع مصر.
و من أمن العقوبة أساء الأدب فكيف إذا كان من يقوم بهذا الفعل عدو مجرم ونازي يحظى برعاية أمريكية وغربية توافقه على جميع جرائمه وتوحشه وأكاذيبه.
ورغم كل ذلك يبقى الأطباء والكوادر الطبية ملتصقون بما يميله عليهم الضمير والقيم والأخلاق التي يفتقدها الآخرون بشكل صادم بقوا صامدين في الخطوط الخلفية مع أبناء شعبهم.
***
كيف نعمل للأمازيغية بالشكل الصحيح؟ وما موقعها بين الألسن والثقافات؟
أ.د.محمد عبد النور
أولا من المهم التمييز بين الوجود الأمازيغي الواقعي والفعلي الحاضر في شمال إفريقيا منذ القدم والذي تتوج بالحضارة النوميدية لسانا وثقافة وبين الترقية التي عرفها حاليا إلى مستوى أن تكون لغة وطنية في المغرب ثم في الجزائر تدمج كلغة تدرّس وثقافة تدرس وبغض النظر عن كل الإشكالات التي تطرح على المستويين المتقدمين فإن أهم تحديين يواجههما الوجود الأمازيغي لسانا وثقافة يتمثلان في مشكلين أولهما عملي متعلّق بالتمازج اللساني مع بقية الألسن وبالتالي فهو معرض للانصهار فيها وثانيهما نظري هو ما مدى إمكان إحياء اللسان الأمازيغي وفاعليته كلغة توازي اللغات الحية المجاورة من حيث أن تكون لغة قياسية معممة في الدرس العلمي الديني والدنيوي والخطاب العمومي صحافيا كان أو سياسيا..
إن فحص موقع اللسان الأمازيغي كلغة من لغات شعوب العالم الإسلامي يبين أن هناك ثلاثة مستويات تشكل اليوم واقع لغات شعوب العالم الإسلامي وهي: 1- اللغات التي انقرضت نهائيا والتي استعيضت عنها بالعربية وهو يشكل اليوم غالب العالم العربي على غرار التعرب التام للسان المحكي في مصر والشام على الكثير الذي داخله من الأصل القديم 2- اللغات التي حققت المعيارية لنفسها فأصبحت لغة أقرب للحياة من حيث الاستعمال العلمي والصحفي على غرار الاستقلال اللغوي التام لتركيا وإيران على الكثير الذي داخل لغات الشعوب المسلمة من اللسان العربي 3- انتهاء إلى الحالة المتوسطة بين الحالتين المتقدمتين وهي الاحتفاظ باللسان الأصلي محكيا والاعتماد على العربية لسانا قياسيا حيا على غرار الكردية والأمازيغية فلا هي انقرضت نهائيا على غرار الفينيقية في الشام ولا هي صارت لتكون لغة قياسية مستقلة كالأردية.
أما إذا جئنا إلى الثقافات في الحالات الثلاث فهي قد تفاعلت كلها مع الإسلام وانصهرت داخله لتصبح ثقافات إسلامية الطابع تحتفظ أنثروبولوجيا ببعض موروثها قبل الإسلامي وتضفي على إنسانها الأثر التاريخي والجغرافي الخاص بكل منطقة بغض النظر عن المتغلب من الثقافتين هل هي الصبغة الإسلامية أم الصبغة ما قبل الإسلامية لأن عمق التمازج سيؤدي بالضرورة إلى التجاذب بين الثقافتين حول أولوية الواحدة على الأخرى ومن ثم تنشأ إشكالية الأساس السياسي للوحدة الاجتماعية هل هو أساس قومي أو أساس ديني باعتبار الأساس الثقافي أساس بيئي تاريخي جغرافي غالبا ما ينتهي إلى هوية قومية عرقية.
وعليه كان اللسان في الحالة الثانية أيسر للانقياد إلى معطى الدولة القومية الحديثة حيث تمكن الأتراك والفرس والهنود والمالويين وغيرهم من الشعوب المسلمة ذات اللغة الوطنية المستقلة من إقامة دولة قومية قائمة الذات بالمعنى الحديث رغم أن امتداد لسانهم وثقافتهم أكبر من الحدود السياسية لوجودهم القومي أو العكس بينما أصبحت الحالة الأولى والثالثة منصهرتين بما شكل أوسع وجود لساني وثقافي موحد في ظل الدولة القومية فإذا ما نظرنا إلى أوروبا مثلا وجدنا أن أكبر وجود قومي-لساني لا يتجاوز دولتين على غرار ألمانيا والنمسا مثلا كما نرى استقلالا وطنيا بني على أساس اختلاف لساني بسيط رغم الوحدة القومية على غرار هولندا بناء على استقلال الهولندية عن الألمانية مثلا.
وضمن هذا الوضع العام فإن الرؤية ستصبح أفضل بخصوص السعي الأصوب للوجود الأمازيغي لسانا وثقافة وهو اعتباره وجوده وجودا أنثروبولوجيا أعني من الناحية العملية أن يحصل تصويب اللسان الأمازيغي بالطريقة العملية العفوية عليها كما الحال مع أي لسان محكي بحيث يمكن تسخير الخطاب الإعلامي لذلك حفاظا على سلامة المنطق السليم لإنسان ذلك اللسان أما من الناحية النظرية أن يحصل حفظ التراث الثقافي المادي والمعنوي عبر الأنشطة العلمية في الأكاديميات والأنشطة الثقافية في الاحتفاليات كتراث إنساني وكتنوع داخل الثقافة الإسلامية.
والحال هكذا فإن مصير اللسان الأمازيغي إلى أحد مصيرين فإما أن يحصل ما حصل له في الشام ومصر وإما أن يسير في طريق الاستقلال عن العربية وإن كان الأرجح أن يسير نحو المصير الأول بالنظر إلى عاملي الزمن الذي ليس في صالح إنشاء لغة وعامل الجهود الحاصلة فيه والتي لا تبدو قائمة بشكل يعطيها النهاية المرجوة من أصحابها ولعل العامل الأهم وهو عامل الشعور القومي الموحد متأرجح بين القوة والضعف من حيث التدامج والانصهار بين العرب والبربر في كامل بلاد المغرب وثانيهما هو تأرجح أراد الإنسان الأمازيغي نفسه بين الشعورين القومي والديني..
فضلا عن ذلك فإن العمل السوي للأمازيغية كما يظهر بادي الرأي هو التعامل الوظيفي مع المسألة الأمازيغية من حيث التعامل وفقا لمبدإ الحاجة ذلك أن الحاجة إلى تصويب وتأصيل الكلام اليومي أمر في غاية الأهمية لتصويب منطق الناشئة ممن ليس لهم إلا لغة الأم وتصويب منطق الجمهور ممن لا يملك لغة قياسية أخرى فضلا عن الحاجة إلى معرفة الأصول الفعلية للتراث الثقافي الأمازيغية بغرض النفاذ بشكل أفضل إلى فهم أعمق لإنسانها ذلك أن المعطى الانثروبولوجي القائم على معطيات الجغرافيا والتاريخ ذو تأثير حاسم على ذهنيات وأوضاع أصحابها..
والحال أني هنا لم أقدم إلا بالتأطير النظري للكثير مما هو حاصل فعليا في مجال خدمة اللسان والثقافة الأمازيغيين وهو ما تدخل فيه الكثير من الأعمال والأنشطة من الشعراء والفنانين والباحثين اللغويين في اللسان والثقافة المحليين ضمن منطق التجاور والتساند بين المحلي والكوني فليس الأمر يقوم على ابتداع جديد للغة قياسية ولا لتقاليد ثقافية ذلك أن الشرط الجوهري لوجود لغة قياسية حية هو حتميتها كلغة وحيدة مبدئيا فضلا عن استنادها إلى جذر ديني مستقل انتهاء إلى تفكير علمي أصيل وواسع الانتشار وأن الشرط الوحيد لتقاليد ثقافية هو أن تنشأ بناء على الحاجة التاريخية الظرفية..
أخيرا لقد استقل شمال إفريقيا عن روما دينيا بواسطة المذهب الدوناتي لتفادي الانصهار الثقافي الذي يجعل التحرر أمرا مستحيلا تماما كما اعتنق الشمال إفريقيا مذاهب المعارضة في الإسلام رفضا للانصهار ضمن السلطة المركزية للخلافة في المشرق وهو ما تضمنه روح الإسلام فهي لا شرقية ولا غربية بوصفها روحا تضمن سيادة الإنسان على نفسه بغض النظر عن أي شكل مسبق ذلك أن التقليد الحنيفي المحدث ومن رغم ارتباطه بزمن وقوم محددين إلا أنه منبتّ كتقليد عن أي انتماء لا تاريخيا ولا جغرافيا وهذا الذي يغيب عن أذهان الكثيرين حين يرتبط مضمون الدين بما هو منهج حياة (الحنيفية المحدثة) وشكله بما هو وسيلة حياة (اللسان المبين) بلحظة تاريخية محددة أو قوم بعينهم فلا المضمون ولا شكله مرتبطان بقوم ولا تاريخ مسبقين وبالعكس من ذلك فإن الشكل والمضمون أدوات ربط بعدية بين أقوام وألسن وثقافات مختلفة تعرف تاريخيا وحاضرا ومستقبلا مشتركين بحكم المعطى الديني والمنفعي معا..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.