الكثير من المواطنين يفضلون أن يُخزنوا الصور، أرقام الهواتف، فيديوهات، والرسائل، والوثائق، وغيرها من الأمور الشخصية جدا على بريدهم الالكتروني، أو على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن كثيرين وفي الفترة الخأخيرةأخيرة اشتكوا، ليس من القرصنة فحسب، ولكن من نشر كل تلك المعلومات التي تمّ محوها أصلا، على مواقع وشاشات تلفزيون، وهو ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام فيما إذا كانت الانترنيت توفر الحد الأدنى من الحماية للوثائق. مهدي بين من قُرصنت صوره، وآخر وضعها على صفحته على الفايس بوك ونسي أن يقوم بحمايتها من التحمل، وآخر أخذت رسائله وغيرها تحدث لأشخاص أهملوا أن يتخذوا كل الاحتياطات لحفظ وثائقهم وصورهم، وكل هذا مفهوم، ولكن من غير المعقول أن تكشف تلك الوثائق الشخصية بعدما يتم محوها من على البريد مثلا، حيث يُصادف صاحبها بأنها توجد على محركات البحث، وعلى الجرائد الأجنبية، فكيف يحدث ذلك؟ وقبل الإجابة على سؤال يبدو معقدا للغاية، خاصّة وأنّه حتى المختصين العالميين لم يتمكنوا من أن يحددوا جهة معينة، حيث عادة ما يتهم قراصنة الانترنات التي تبقى هويتهم مجهولة للجميع، ولكنهم يتمكنون من فعل كل شيء، فهل هؤلاء القراصنة مجرد غطاء؟ ما حدث مع جمال عبيدي، وهو مصّور محترف، يقع محله بشارع حسيبة بن بوعلي، ما حدث معه يثير الكثير من علامات الاستفهام، ورغم أنه لم يتضرر من الحادثة، إلا أنه استغرب لها، يقول لنا: "أنا أعمل في محل للتصوير منذ عشرة سنوات، والتصوير هواية قبل أن يكون عمل، حيث أنني، وأنا في الطريق مثلا، ألتقط صورا لكلّ ما أجده مثيرا للاهتمام، وكنت احتفظ البوم الصور كلها في بريدي الالكتروني على الياهو، ثم قررت أن أبقيها على قرص مضغوط، وقمت لذلك بمحو البعض منها، فلم اترك لها أثرا لا على البريد، ولا على الحاسوب الذي املكه، ولا في سلة مهملات الحاسوب، وهي صورة التقطها للجزائر العاصمة ليلا، ولكن في تلك الفترة، وقبل أشهر كانت الكهرباء قد قطعت، ولم يبق إلا ضوء القمر، وبعض الشموع هنا وهناك، والتقطها من أعلى حي "سيبات" ثمّ محوتها، ولكنني فوجئت بأنها نشرت على صفحة جريدة بريطانية تحدثت عن الجزائر، ويبدو أنها أرادت أن تصورها على أنها خراب، وهو الأمر الذي جعلني أستغرب، وما أدهشني أنه لا يمكن التقاط صورة مُشابهة لأنها من بيت خالتي، والتقطت في فترة استثنائية، والمصور لا يمكن أن يخطئ الصور التي التقطها فهي كأبنائه". أما نادية من جهتها فقد فوجئت بصور لها مع خطيبها قبل الزواج نشر على محرك البحث غوغل، تقول: "كنت أبحث عن صورة تمل اسم نادية، لكي أضعها دل صورة البروفايل على الفايس بوك، وإذا بي أقع على صوري مع خطيبي، ولو أن الصورة التقطها غيري لما انتبهتُ إلى الأمر وسأفكر في انه نشرها، ولكننا التقطناها عبر المؤقت، وأنا من حملتُ الصور، واحتفظت بها، وقمت بمحو تلك السيئة، محوتها من الحاسوب، وآلة التصوير، ولكنها عادت لتظهر على محرك بحث عالمي، فأين نضخّ صور الكورباي الخاصّة بنا، وهل يستفيد منها غيرُنا؟