مؤثّرون ومشاهير في القفص الذهبي للمرة الثانية تكرار حفلات الزواج.. موضة العصر * صناعة البوز وحصد المشاهدات.. غاية
بعد حفلات معرفة جنس المولود وحفلات الطلاق التي تزحف إلى مجتمعنا في الآونة الأخيرة نصطدم مرة أخرى بحفلات جديدة تتعلق بتكرار الأعراس لمتزوجين أبوا إلا دخول القفص الذهبي مرة ثانية وحتى ثالثة من أجل صناعة البوز وحصد المشاهدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعادة ما يُقدم على الخطوة مشاهير ومؤثرون صنعوا الحدث بأعراسهم التي تقام عبر أفخم قاعات الحفلات وبحضور المدعوين وحتى الأبناء مُنحت لهم الفرصة لحضور أعراس آبائهم. نسيمة خباجة صنع تكرار الأعراس لبعض المشاهير والمؤثرين جدلا واسعا بين من يراها تفاهة وتبذير لاسيما وأنها عادات دخيلة على المجتمع الجزائري فبعد حفلات معرفة جنس المولود وحفلات الطلاق اصطدمنا مؤخرا بحفلات زواج لمتزوجين تداولت على نطاق واسع عبر الوسائط الاجتماعية وحصدت ملايين المشاهدات وهي الغاية من تلك الخطوة فالشهرة والربح باتا مطمعين لهؤلاء حتى انحرفوا عن المنحى القويم ونشروا التفاهة ناهيك عن مظاهر البذخ والترف والإسراف في الوقت الذي يعاني فيه الكثيرون من الفقر المدقع. متزوجون في القفص الذهبي! حسب ما عهدنا عليه في مجتمعنا يقام العرس مرة واحدة في العمر حتى سُمّي حفل الزفاف بفرحة العمر إلا أن ما نراه حاليا هو إقدام البعض على إعادة تنظيم أعراسهم لأكثر من مرّة في خطوة غريبة منهم مشاهير في الفن وكرة القدم ومؤثرون اجتماعيون خطوا الخطوة للفت الانتباه أو ربما سعيهم لتحويلها إلى عادة والتأثير على العقول بتلك السلوكات التي تحمل نوعا من الغرابة ولعلّ مساوئها تتعدى ايجابياتها ما يظهر من الإسراف ومظاهر البذخ والترف إلى جانب الاختلاط بحيث تكون تلك الأعراس شبه ملاه ليلية وغيرها من المظاهر السلبية مما عرض تلك الأعراس المكرّرة إلى انتقادات لاذعة. من بين من أقدموا على تكرار حفلات زواجهم لاعب الفريق الوطني رياض محرز بحيث صنع حفل زفافه مع عارضة الأزياء البريطانية تايلور الحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما أنه أقيم على الطريقة الجزائرية وظهرت زوجته بالملابس التقليدية على غرار الكاراكو والقفطان الجزائري وكان قد أقيم الاحتفال الأول خلال عقد القران على الطريقة البريطانية وعبّر البعض عن اندهاشهم من عدد حفلات الزواج التي أقامها اللاعب الدولي رياض محرز. إلى جانب مؤثرين آخرين أقاموا أعراسهم للمرة الثانية وحتى منهم من أقامها للمرة الثالثة حتى تحوّل الأمر إلى تقليد بين المشاهير والشخصيات المعروفة لحصد المزيد من المشاهدات وصناعة البوز بحيث ظهرت مؤخرا مؤثرة ذات محتوى تافه جدا ويبدو من ملامحها أنها تتعدى العقد الخامس لم تجد أي حرج في إقامة عرس ولبس التصديرة والظهور مع زوجها في القاعة والرقص على موسيقى الأغاني الهابطة مما عرّضها إلى انتقادات لاذعة حتى أن أبناءها حضروا العرس وظهروا عبر الفيديوهات التي انتشرت انتشارا واسعا عبر الوسائط الاجتماعية. مؤثرة أخرى تزوجت مع تركي أبت إلا إعادة حفل زفافها على الطريقة الجزائرية بعد ان أقامت العرس في تركيا سابقا بحيث باتت الكثير من اليوتوبرز يخترن إقامة أعراسهن لأكثر من مرة لجلب المشاهدات بحيث تكون تلك الأعراس وفق العادات الجزائرية على غرار التصديرة التي تتزعمها الألبسة التقليدية مما يحصد المشاهدات لكن رغم بعض الإيجابيات في إبراز الموروث التقليدي إلا أن سلبيات تلك الأعراس لا تعد ولا تحصى ويناهضها الكثيرون لأنها تفتح بابا من أبواب التبذير والإسراف وتعكس مظاهر البذخ والترف في حين تعيش عائلات بأكملها البؤس والحرمان فلو تم التصدق بتلك الأموال في وجه الله تعالى لكان السلوك أكثر إيجابية.
طريقة لصناعة البوز تكرار حفلات الزواج بات موضة لصناعة الشهرة فلا جدوى منها إلا في لفت الانتباه ومظاهر الترف والبذخ والإسراف كما أنها تشجع على الاختلاط وهو ما لم نعهده في الأعراس الجزائرية التقليدية وما ألفناه في السابق أن بعض الأزواج يقيمون حفلا مصغرا في بيوتهم لإحياء ذكرى الارتباط والتعبير عن مشاعر الحب والمودة والرحمة بينهما لكن تلك الحفلات المصغرة خرجت عن حدودها لدى البعض واتجهت إلى العلن لصناعة الشهرة وحصد ملايين المشاهدات عبر الوسائط الاجتماعية وبعضها تعدت حدودها وصارت سلبياتها كثيرة في حين تنعدم ايجابياتها. ففي الوقت الذي يُستعصى على الشباب استكمال خطوة الزواج لمرة واحدة يعيد هؤلاء حفلات زفافهم لمرات عديدة ويمنحون الفرصة لأبنائهم لحضور أعراسهم في ظواهر غريبة وعادات دخيلة.