شملت القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025 "بوكر" ، الرواية الجزائرية "هوارية" لإنعام بيوض، التي أحدث فوزها بجائزة آسيا جبار، عاصفة من الجدل بالجزائر ما بين مؤيد لحرية التعبير في الأدب، ومناهض للكلمات "المبتذَلة" التي تضمّنها. أعلنت محافظة الجائزة العالمية للرواية العربية 2025 "بوكر" ، عن قائمتها الطويلة التي تضمّ 16 رواية، من بينها رواية "هوارية" لإنعام بيوض التي صدرت عن دار النشر "ميم" ، وشهد فوزها بجائزة آسيا جبار التي تنظّمها المؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار "أناب"، جدلا كبيرا في الجزائر إلى درجة تبادل التهم بين المثقفين حول ما تضمنته بعض فقرات الرواية؛ حيث ساند بعضهم حرية التفكير والإبداع في الأدب، في حين رآى آخرون أنّ ما ضمّه النص من كلمات مبتذلة، غير مقبول أخلاقيا، ولا يمكن أن يظفر بجائزة أدبية رسمية، حتى إن البناء السردي والفني ل"هوارية" هشّ. واستمرت المعركة الأدبية لفترة طويلة. وقد يعاد إحياؤها بعد اختيار "هوارية" في القائمة الطويلة للبوكر التي ضمّت أيضا، روايات "دانشمند" لأحمد فال الدين، و "أحلام سعيدة" لأحمد الملواني، و "وادي الفراشات" لأزهر جرجيس، و "المشعلجي" لأيمن رجب طاهر، و "أغنيات للعتمة" لإيمان حميدان، و "المسيح الأندلسي" لتيسير خلف، و "الأسير الفرنسي" لجان دوست، و"الرواية المسروقة" لحسن كمال. وشملت القائمة، أيضا، روايات "ميثاق النساء" لحنين الصايغ، و "ما رأت زينة وما لم تر" لرشيد الضعيف، و "وارثة المفاتيح" لسوسن جميل حسن، و "الآن بدأت حياتي" لسومر شحادة، و "البكّاءون" لعقيل الموسوي، و "صلاة القلق" لمحمد سمير ندا، و"ملمس الضوء" لنادية النجار. وفي إطار تعليقها على القائمة الطويلة قالت رئيسة لجنة التحكيم منى بيكر إنّ الروايات الست عشرة التي اختيرت ضمن القائمة الطويلة هذا العام، تتميّز بتنوّع موضوعاتها، وتنوّع القوالب الأدبيّة التي عولجت بها". وأضافت أنّ هناك روايات تعالج كفاح المرأة لتحقيق شيءٍ من أحلامها في مجتمع ذكوريّ يحرمها بدرجات متفاوتة، من ممارسة حياتها، وأخرى تُدخلنا إلى عوالم دينيّة وطائفيّة، يتقاطع فيها التطرّف والتعنّت المُغالَى به، مع جوانب إنسانيّة جميلة ومؤثّرة. كما تناول كثير من الروايات موضوع السلطة الغاشمة، وقدرتها على تحطيم آمال الناس وحيواتهم. وقد استطاع بعض الروائيين معالجة هذا الموضوع بنفَسٍ مأساوي مغرَقٍ في السوداوية. وتناوله آخرون بسخرية وفكاهة تَحُدُّان من قسوة الواقع، وتمكّنان القارئ من التفاعل معه بشكل فاعل ". وأضافت مجدّدا: "أمّا من ناحية القوالب الأدبيّة، فتضمّنت القائمة عدة روايات تاريخية، تناول بعضها التاريخ الحديث، فيما عاد بنا البعض الآخر إلى العهد العبّاسيّ أو إلى فترة محاكم التفتيش، واضطهاد المسلمين في الأندلس. كما تضمّنت القائمة أعمالًا أقرب إلى السيرة الذاتيّة، وأخرى تشابه القصص البوليسيّة إلى حدّ كبير". للإشارة، الجائزة العالمية للرواية العربية جائزة سنوية، تختصّ بمجال الإبداع الروائي باللغة العربية. وتبلغ قيمة الجائزة التي تُمنح للرواية الفائزة، خمسين ألف دولار أمريكي. ويرعى الجائزة مركز أبو ظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي. وبالمقابل، سيتم يوم 19 فيفري المقبل، الإعلان عن القائمة القصيرة من قبل لجنة التحكيم من بين الروايات المدرجة في القائمة الطويلة، من مكتبة الإسكندرية بمصر. أما في 24 أفريل القادم، فسيكون الإعلان عن الرواية الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية في أبو ظبي. كما يشهد عام 2025 إطلاق ورشة للمحررين الأدبيين، تنظّمها الجائزة لأوّل مرة؛ بهدف تطوير مهارات المحرّرين المحترفين، ورفع مستوى تحرير الروايات العربية. وستُعقد بين 18 و22 جانفي في مؤسسة عبد الحميد شومان في الأردن.