كثيرٌ من اللصوص يدفع بهم الفقر إلى السرقة، لهذا تجده في الأسواق والحافلات وفي الشوارع المكتظة، يحاول أن يختلس هاتفا من هذا ومحفظة من آخر، فتراه فقيرا معدما، أو مدمنا بائسا، ولكن صنفاً آخر من اللصوص ينتمون إلى الطبقة الغنية، ولكن مع ذلك تجدهم ينفذون اعتداءات خطيرة على البيوت وممتلكات البشر. مهدي هم أشخاص ليسوا في حاجة ولا فاقة، يلبسون ويأكلون أحسن من غيرهم، لكنهم مع ذلك لا يكتفون بما لديهم، بل يبحثون دائما عن الأكثر، وعما يُمكنهم من العيش حياة رغدة، لهذا فإنهم يتهجون إلى الطبقات الغنية، إلى الأحياء الراقية، والى الأشخاص الميسورين، أما غنائمهم فلا تكون مجرد هواتف نقالة او بعض دنانير، بل الملايين والمجوهرات وكلّ شيء ثمين، وعادة ما تكون عملياتهم متباعدة زمنيا، ليس لكي لا يتفطن لأمرهم احد، بل لان العملية الواحدة تحتاج إلى تخطيط وتفكير طويل، خاصّة وان الأمر يتعلق بأموال طائلة ومبالغ ضخمة، وعمليات يجازف مرتكبوها بان يدخلوا السجن على إثرها. مثل الحادثة التي وقعت مؤخرا ببلدية ولاد فايت، وهي اعتداء شخص على ابن عمه، حيث أراد سرقته ولما تفطن له وحاول منعه ضربه على رأسه فسقط صريعا، وكانت البداية حين أراد الجاني أن يستولي على بيت ابن عمه، حيث علم أنّ أسرته ذهبوا في عطلة وانه بقي لوحده في البيت، فسهر معه في الليل، وناوله بعض الأقراص المنومة، وذلك لكي يعود في آخر الليل ويستولي على كل شيء، لكن الأمور لم تجر بما يشتهيه الجاني، فقد استيقظ الضحية بعدما سمع صوتا في الصالون، وعندما دخل لم يتبين ابن عمه، بل شاهد شخصا غريبا، فحاول طرده، ثم شاهد ابن عمه فاحتار في الأمر، وقرر أن يصرخ ليوقظ الجيران وفعل ذلك، لكن بعدها مباشرة ضربه ابن عمه على رأسه حتى لا يصرخ مرة ثانية، وحتى يتمكن هو وصديقه من الهرب، وقد تمكنا فعلا من ذلك، لكن الضحية تعرف عليهما، او على ابن عمه، وابلغ الشرطة بالأمر، وبقيا في حالة فرار. ولعل الفتيات أيضا لهن دور في تلك السرقات، وكثيرات هن اللائي يفعلن ذلك، ليس لمجرد اللهو، وفقط، ولكن لأنهن متأكداتٌ من نجاحهن في تلك العمليات، من حيث أنهن يتمتعن بالجمال والمال وحتى الثقافة، التي تجعل كل شخص لا يشتبه بهن، وهو ما وقع لرشيد الذي يملك محلا للهواتف النقالة، واتته فتاتان على الساعة الثانية عشرة، أرادت إحداهما، والتي دخلت الأولى، شراء هاتف باهظ الثمن، فيما دخلت الأخرى بعدها، وأرادت شراء بطارية، وأعطته ورقة من ذوات المائتي دينار، ولكنه لم ين يحمل الفكة، فخرج إلى محل صديقه لكي يعود بها، ولكنه اكتشف أن الفتاتين هربتا بالبطارية والهاتف وأنهما ركبتا سيارة واحدة كانت مركونة أمام المحل، وهو الأمر الذي قال انه لم يشك فيه، وان صديقا له حدثه عن هكذا مقالب تقوم بها نسوة يبدو عليهن الثراء، والجمال، ولكنهن يسطين على البشر ما إن تتاح لهن الفرصة، فهي بالنسبة لهن هواية.