اعداد حلوى الخفاف المعروف في بعض المناطق من القطر الجزائري بالاسفنج، حمل قطع السكر، والفلفل الأحمر صغير الحجم في اليوم الأول من الالتحاق بالمدرسة كلها عادات أورثتها الجدات لبناتها ومن ثمة الى الأحفاد.حيث لاتزال العديد من العائلات البومرداسية تحافظ عليها مع كل دخول مدرسي جديد. فالجدة ز. يمينة تقول أنها أعدت بنفسها طبق الخفاف لابن ابنها البكر الذي التحق بالمدرسة لاول مرة على أمل أن تكون الدراسة "خفيفة وسهلة بالنسبة إليه، ويحفظ بشكل جيد وسريع ويحقق المراتب الأولى". وتقول الجدة يمينة أن لديها سبعة أولاد وأعدت لهم كلهم حلوى الخفاف مع التحاق كل ابن لها بالمدرسة لأول مرة بعد أن ورثت هذه العادة عن أمها -رحمها الله- وتضيف "الحمد لله أبنائي كلهم متعلمون ونالوا المراتب الأولى في مسارهم العلمي". وهنا تحكي لنا الجدة يمينة احدى الطرائف التي وقعت اثناء إعداد طبق الخفاف يوم التحاق ابنها الصغير بالمدرسة لأول مرة فتقول لقد كنت في ذاك اليوم بالمستشفى رفقة احد أبنائي الذي كان يعالج هناك وحل الدخول المدرسي ولم أكن بالبيت فبناتي حفظن العادة عني وطبَّقنها حيث عجن الخفاف وجاءت احدى الجارات لمساعدتهن في طبخه الا ان حبة الخفاف الاولى سرقتها قطة كانت جائعة واحتار الجميع لهذا الامر وهناك من انه سيكون فألا سيئا على المسار الدراسي لابني إلا ان الواقع اثبت عكس ذلك تماما حيث يعد ابن الاصغر اشطر اخوته بعد نيله للمراتب العليا طوال مشواره الدراسي. ونحن نصنع حلوى الخفاف عند التحاق الابن والابنة بالمدرسة لاول مرة تيمنا بان تكون الدراسة خفيفة على قلبه ويسهل عليه الحفظ والتذكر كما نعطي له حبات من سكر الحجرة (سكر القطع) وكذا حبات من الفلفل الاحمر الصغير الحجم المعروف عندنا بالفلفل التونسي (سمي بالتونسي لانه جد حار) حتى يرى الدراسة حلوة ويكون شاطرا وحارا كالفلفل. كل هذه العادات لاتزال تحتفظ بها العديد من العائلات البومرداسية وتطبقها مع كل دخول مدرسي جديد لاحد ابنائها لكن هل فعلا هذه العادات هي التي تحقق المراتب الاولى وتجعل التلميذ في الاعالي بطبيعة الحال لا حيث تبقى مثل هذه العادات فال حسن لاباس من الاستعانة به الا ان المراتب الاولى لا والنجاحات المختلفة لا يحققها سوى الانضباط والمثابرة من جانب التلميذ والمتابعة الجيدة والمتواصلة من طرف العائلة للمسار العلمي لابنائها مع توفير الجو الملائم داخل محيط الاسرة لتسهيل عملية الحفظ والمراجعة عليهم وتذكيرهم باهمية الدراسة في حياتنا.