من الذي يربي أبنائنا ويؤثر فيهم خاصة بعد إنشغال الأم في عملها وكذلك الأب، وهل الخادمة أو المربية تصلح لتربية الأبناء، تساؤلات عديدة طرحها برنامج »بدون إحراج« على فضائية »الرسالة« الثلاثاء الماضي (29 جوان) مع ضيف الحلقة من خلال إستضافة د. خالد بن سعود الحليبي - مدير مركز التنمية بموقع المستشار-. خلال الحلقة تحدث رجل لم يذكر اسمه عن تجربته في إهمال الوالدين له، فتحدث قائلاً »في البداية كنت مثل أي ولد وكان أبويا بالأسم فقط عمره ما قالي كلمة حلوة، أو زارني في المدرسة وعندما كان عمري 9 سنوات كان أبويا يضرب أمي، إلى أن قررت أن تذهب إلى أهلها، وكانت تطلب الطلاق وتركتني لوالدي وفي يوم كان معي كأس مياة، أخذ يضربني بشدة ومع كثرة المشاكل معه طردني من البيت ، وكنت أنام تحت الكوبري، وتعرفت على جنسيات مختلفة واضطررت للعمل معهم«. ويستكمل حديثه قائلاً »وكان أبويا شديد التعامل معايا إلى أن كرهني في كل شيء، وإلى الآن وضعي زي ما هو ومقدرتش أكمل تعليمي وعمري الآن 25 سنة، ومش قادر أعين نفسي لأن ما فيش حاجة تؤهلني لسوق العمل واللي رباني الشارع مش أبويا«. أبناء يدفعون الثمن وتعقيباً على هذه الحالة أشار د. الحليبي إلى أنها مليئة بالثقوب بجانب علاقة الأب والأم فهي علاقة مفككة كذلك قد توجد فجوة بين الزوج، وقد يدفع ذلك إلى وجود الخيانة، وأكثر ما يتأثر في مثل تلك العلاقات هم الأبناء وبالتالي عندما يطرد الأبن من المنزل يبحث عن ملجأ آخر، وقد يصل الأمر إلى التعرف على أصحاب المخدرات أو أشياء ممنوعة خاصة وأن الولد في الشارع يريد أن يأكل فقد يضطر إلى بيع شرفه. موضحاً في حديثه أن هناك العديد من الأسر ليس لديهم خطة في تربية أبنائهم، فطالما أنه يذهب إلى المدرسة فهو يسير بشكل صحيح وهذه الأسر في الغالب يكون بها إهمال، مثال ذلك عندما جاء إليه شخص ليروي له مشكلته وهي أن لديه خادمه تقوم بالصلاة لكنها قد تزيد من أوقات الصلوات، لكن هذا الشخص فوجئ أن ابنه البالغ من العمر 7 سنوات يمارس معها الجنس، وبالتالي فقد أمرته الخادمه أن يتعامل مع أخته المعاقة جنسياً فنصحه د. الحليبي بأن يذهب بابنه إلى طبيب نفسي، لكي يساعده على زوال تلك المشكلة من جذورها. وقد أوضح د. الحليبي أنه يجب أن نحمد الله على أولادنا وتربيتهم مشيراً في حديثه إلى أن 98٪ من الأطفال يولدون مبدعون، لكن الآباء يقومون بقتل إبداعهم فالطفل من حقه أن يجرب ويتعلم، فالشاشات جعلت 63٪ من الأطفال مصابون برغبة شديدة في العنف بعد مشاهدة الأفلام الكارتونية المليئة بالضرب والصراع، إلى جانب إنها مليئة بتقنياتها من الآليات الغربية، مشيراً في حديثه إلى أن تعرض الطفل أكثر من 7 ساعات أمام تلك الأفلام يزيد من فرصة تبلد الطفل. إلى جانب أن الشباب الآن ينصرفون إلى الأنترنت، ومع وجود فصل الصيف فيبدأوا في السهر والتعرف على قرناء السوء وتعلم عادات سيئة ويقضون 3 أشهر في هذا الوضع، وهي ربع العمر وبالتالي فهي فترة ليست هينة ومؤثرة في حياة أولادنا. وعن الدور الذي يجب أن يقوم به الآباء لإستعادة التأثير على أولادهم، فأشار د. الحليبي إلى أنه يجب تربية الصدق لديه منذ الصغر، فالتربية الصالحة من البداية هي المنجي وغرس حب الله ومراقبته لدى نفوس الأولاد يساعدهم في الكبر. فأصبح الآن التليفون يقوم مقام اللاب توب**** فمن الممكن استخدام الأنترنت بسهوله، وإذا لم نرب فيه خشية الله منذ البداية فسوف يأتي بعواقب وخيمة في المستقبل، مشيراً في حديثه إلى أن أحياناً يأتوا الأولاد في فترة المراهقة وينفلتون ويكون ذلك نتيجة أن الآباء يظنون أنهم يربون أبنائهم بطريقة صحيحة. وقد أوضح د. الحليبي أن هناك دراسة أجراها أحد الباحثين توضح أن الفضائيات أثرت في الشباب لدى الجانب العقائدي والصلاة والأخلاقيات، وكذلك فهناك دراسة أمريكية تقول أن الطلاب الذين يتعاملون مع الأنترنت 58٪ منهم تؤثر على دراستهم. لذا فيجب توفر عنصر الثقة في التربية، ولكن ليس بصورة كاملة بل بنسبة ضئيلة وأخذ في الإعتبار صديق السوء لما له من تأثير كبير عليهم. وشاركهم في الحوار خالد مقلد - صاحب قناة طيور الجنة -الذي تحدث عن تربية الأطفال موضحاً أن للأبناء حق علينا في الإطعام والكساء والترفيه، كما إنها تتجاوز مسؤولية التربية والتعليم وحمايتهم عن كل سوء ومشاركتهم في أفعالهم، وبالتالي أصبحوا يشاركوا والدهم في كل شيء وأشار في حديثه إلى أن لكل طفل طاقات كبيرة لكن أين تذهب وماذا تخدم وهل تكون سلباً أم إيجاباً، وتحدث قائلاً »حذاري أن تتركوهم لأي رفيق وتابعوهم ولا تتركوهم لأي شخص«. وعلق د. الحليبي على هذا موضحاً أن الجانب التربوي نموذج لكل الأباء في تفعيل طاقات الأطفال بشكل إيجابي، ويكون نتيجة ذلك وجود شركات عائلية ناجحة بينما في المقابل عندما توجد شركات عائلية تطلب آخرين لإدارتها فإنها تفشل. واختتمت الحلقة بضرورة تفعيل طاقات الأطفال وغرس القيم الإيجابية منذ الصغر، حتى يحصد الآباء ذلك في الكبر.