تعيش أغلب المؤسسات التربوية المنتشرة عبر إقليم ولاية تيبازة وضعا مزريا نتيجة قدم التجهيزات والوسائل مما يصعب على التلميذ مزاولة دراسته في ظروف جيدة، فجل التجهيزات قديمة يعود تاريخها إلى أكثر من 20 سنة مما جعلها غير صالحة تماما للاستعمال حاليا كالطاولات والكراسي المكسرة، هذا إلى جانب عدم تهيئة وطلاء الأقسام تحضيرا للدخول المدرسي لهذه السنة نتيجة لغياب الاهتمام من قبل السلطات المحلية وإهمالها تهيئة تلك المدارس خصوصا الابتدائية منها، وكأبرز مثال على ذلك مدرسة (باحميد مصطفى) ببلدية الدواودة، حيث كشفت لنا زيارة خلال اليوم الأول من الدخول المدرسي أنها تشهد نفس الوضعية ناهيك عن عدم نظافة المؤسسة لغياب عاملات النظافة، وأمام مشكلة انتشار القمامة سواء في جل الأقسام أو عبر كامل المؤسسة اضطرت السلطات المحلية في اليوم الدراسي الأول إلى الاستنجاد ببعض عمال نظافة البلدية بالقيام بذات المهمة وهو الأمر الذي تذمر له الكثير من الأولياء بعدما استغرقت عملية التنظيف طيلة الفترة الصباحية، والسؤال الذي طرحه الكثير من أولياء التلاميذ كان عن دور البلديات في تهيئة الظروف الملائمة لاستقبال التلاميذ، نفس الأمر واقع أيضا بمدرسة أمحمد عويسات ببلدية القليعة التي تشهد معاناة حقيقية ومشاكل عويصة أرقت المعلمين والتلاميذ على حد سواء تتمثل أساسا في قدم التجهيزات المتواجدة بها مع الاكتظاظ في أقسام السنة الثالثة ابتدائي على وجه الخصوص، هذا على رغم أنها تعد من أحسن المدارس الابتدائية على مستوى مقاطعة القليعة من حيث نسبة النجاح، وحسب المشتكين فإن إنجاز هذه المدرسة الابتدائية يعود إلى الفترة الاستعمارية، حيث كانت خصصت لتدريس البنات فقط سنة 1948 ورغم قدمها إلا أنها لم تستفد من عمليات خاصة لإعادة الاعتبار لها وتأهيلها على الرغم من حاجتها الماسة لها سيما بالساحة التي باتت تشكل خطرا على حياة التلاميذ في حالة سقوطهم وكذا دورات المياه وغيرها، وإلى جانب هذا اشتكى المعلمون والتلاميذ على حد سواء من مشكل قدم التجهيزات التربوية التي لم تعد تصلح سوى للرمي، إذ أن البعض منها غير موجود والآخر منها غير صالح للاستعمال بتاتا، وهو ما خلق معاناة ومتاعب كثيرة للتلاميذ أثناء مزاولة الدروس، يضاف إلى كل ذلك مشكل الاكتظاظ والضغط الكبيرين بأقسامها إذ عدد التلاميذ بأقسام السنة الثالثة 42 تلميذا في القسم الواحد· من جهة أخرى، وجه أولياء تلاميذ الإكمالية الجديدة الواقعة ببلدية الداموس أقصى غرب ولاية تيبازة أصابع الاتهام إلى المسؤولين الذين تماطلوا في تجسيد وعود الوزير المتمثلة في ضرورة توفير أجهزة التدفئة بهذه المؤسسة التعليمية، وأبدى أولياء تلاميذ هاته المتوسطة خلال السنة الجديدة تخوفا كبيرا من إصابة أبنائهم بأمراض مزمنة جراء غياب أجهزة التدفئة خاصة لقرب موقعها من البحر مع البرد الشديد الذي يجتاحها في كل موسم شتوي، وهي المشكلة التي أثرت سلبا على تلقي أبنائهم للدروس وصعب على المتمدرسين مواصلة مشوارهم الدراسي في ظروف عادية، رغم أن وزير التربية خلال الزيارة التي قادته إلى المؤسسة المذكورة التي سلمت كان قد ألح على ضرورة تزويدها بالمدافئ سنة 2006·