بادرت مختلف البلديات المتواجدة على مستوى ولاية الجزائر العاصمة بتسطير برنامج خاص لإعادة تهيئة وترميم المنشآت التربوية العتيقة، بعدما كان وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد قد كشف أنه تم رصد غلاف مالي بقيمة 210 مليون دينار برسم سنة 2009 موجه لترميم مؤسسات تربوية عتيقة على المستوى الوطني، خاصة تلك التي يعود تاريخ إنشائها للحقبة الاستعمارية، حيث ارتفعت نسبة الرسوب في السنوات القليلة الأخيرة مقارنة بالسنوات الماضية، بسبب صعوبة التمدرس داخل الأقسام التي تحولت إلى ما يشبه البيوت المهجورة. وحسب تصريحات تلاميذ مختلف المدارس التي ارتأت ''الحوار'' التنقل إليهم ومعاينة مدارسهم، فإن جلهم يعانون من مشكل اهتراء جدران وأسقف الأقسام التربوية، تسربات المياه، وكذا تكسر النوافذ وغيرها من المشاكل التي يعاني منها التلاميذ. باش جراح تجهز ملياري سنتيم لترميم 7 مؤسسات تربوية كشف بوزيد صحراوي رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية باش جراح أن البلدية قد خصصت أكثر من ملياري سنتيم لإعادة ترميم وإصلاح ال 7 مدارس المتواجدة على مستوى البلدية، حيث ستقوم بإعادة ترميم الجدران المهترئة نتيجة تسربات مياه الأمطار، خاصة بعدما تحولت تلك المدارس إلى واحدة من أهم أسباب هروب المتمدرسين منها، مبررين فعلتهم تلك حسب المسؤول بالخوف من انهيار الجدران. وأضاف ذات المتحدث أن الترميمات ستكون على مستوى الجدران بالدرجة الأولى نظرا لاهترائها بسبب تسربات مياه الأمطار التي سجلتها أغلب المدارس الفترة الماضية، إلى جانب النوافذ التي انكسرت جراء الرياح التي ضربت بقوة شمال العاصمة في الآونة الأخيرة، كما سيتم ترميم أبواب الحجرات الدراسية التي لا تغلق بشكل عادي. وقد أكد ذات المتحدث أنه سيتم التركيز على إعادة إصلاح سلالم المدارس القديمة والتي تسببت مرارا في سقوط بعض التلاميذ، حسب ما تلقته مصالح البلدية من شكاوى من طرف إدارات المدارس. وفي سياق مماثل أكد نفس المتحدث أن الترميمات ستكون جاهزة على مستوى كل المدارس المتواجدة على مستوى بلدية باش جراح في القريب العاجل. ''الحوار'' لم تفوت الفرصة، وقصدت بعض المدارس لتتعرف عن قرب على حالة التدهور التي شلت حركة المتمدرسين، حيث أكد جل الطلبة أن الدراسة في فصل الشتاء صعبة نوعا ما، لاسيما عندما تتحول تلك الفناءات إلى مسابح مما يحرم التلاميذ من الخروج وقت الراحة، الأمر الذي يزعج التلاميذ ويزيد من درجة استيائهم. ..وبلدية الحراش بادرت كغيرها بترميم المدارس من جهتها بلدية الحراش بادرت هي الأخرى بترميم المدارس التي أنهكها الزمن بتقلباته الجوية، حيث عرفت المدارس المتواجدة على مستوى هذه البلدية حالة من الاهتراء جعلت مستوى التلاميذ يتراجع، خاصة النجباء منهم الذين أصبحوا يتحدّون قساوة الطبيعة وصعوبة الظروف، لكن رغم محاولاتهم إلا أن نتائجهم تراجعت بنسبة معتبرة، لاسيما وأن السبب في هذا يعود إلى السلطات المحلية التي تأخرت في أداء مهامها، فلا تدفئة مركزية صالحة للاستعمال ببعض المدارس، ولا قنوات الماء الصالحة للشرب، ولا حتى طاولات وكراس تكفي للعدد الهائل من المتتلمذين، الأمر الذي دفع بمديرية التربية لولاية الجزائر إلى أخذ التدابير اللازمة لمجابهة الوضع، بتخصيص ميزانية معتبرة لذلك. الأولياء يشتكون .. الاكتظاظ سبب رسوب التلاميذ تأخر السلطات المحلية في ترميم المدارس أدى إلى اكتظاظ الأقسام، حيث اضطر الأساتذة ببعض المؤسسات التربوية إلى ضم قسمين في قسم واحد بسبب اهتراء الأقسام وصعوبة التمدرس فيها لأنها تجردت من أدنى شروط التمدرس وعلى رأسها انعدام النوافذ وسقوط أجزاء من الجدران، كما تحولت هذه الأقسام إلى مسابح يصعب على التلاميذ دخولها. والكثير من المدارس تشكو من هذه الظاهرة على غرار تلك المتواجدة على مستوى بلدية براقي والحميز بالدار البيضاء، وجسر قسنطينة، وكذا الأحياء الشعبية المتبقية، حيث يمكن القول إنها باتت لا تختلف كثيرا عن تلك المتواجدة بالمناطق المعزولة، حيث يصل فيها عدد التلاميذ داخل القسم الواحد إلى أكثر من 50 تلميذا، الأمر الذي عرقل التحصيل العلمي لدى العديد من المتتلمذين بسبب صعوبة الاستيعاب وسط العدد الهائل من التلاميذ، سيما وأن هناك من يعرقل الدرس، وهو ما تعمل المصالح البلدية حاليا على إصلاحه، بإعادة الاعتبار وترميم ما تبقى من مؤسسات عتيقة.