استبعد رئيس مصلحة البرمجة والمتابعة بمديرية التربية وسط بالعاصمة، الحاج غازي، وجود أي مخاطر من شأنها إلحاق الضرر بالمتمدرسين في مختلف المؤسسات التربوية القديمة، باعتبار أن السلطات المعنية تعمد كل سنة إلى إجراء ترميمات جديدة على هذه الهياكل، بالإضافة إلى عمليات التجهيز والإنجاز عبر مدارس أخرى، وتتم كل سنة برمجة تعويض البناء الجاهز بالصلب في المدارس التي تتطلب ذلك· مدارس البناء الجاهز تعوض كل سنة بالبناء الصلب للوقوف أكثر على واقع هذه المدارس، ارتأت ''الفجر'' أن تقوم بجولة استطلاعية لبعض المؤسسات التربوية بالعاصمة، التي بنيت في الحقبة الاستعمارية، والتي بدت لنا أنها شيدت هذه السنة لأن جلها عرفت ترميمات، من بينها المدرسة الواقعة بقلب مدينة بوزريعة التي يطلق عليها تسمية ''طالبولما''، وكذلك مدرسة خالد بن الوليد بساحة أول ماي التي تتميز بطابع كلاسيكي أوروبي· خطوتنا الأولى كانت باتجاه مدرسة طالوباما في بوزريعة، حيث تحدثنا مع السيد كوسام، المكلف بصيانة المدارس في بوزريعة، فقال إن مصالح البلدية فضلت أن تحتفظ بهذه المدرسة التي يعود تاريخ بنائها إلى سنة 1872 كتراث ثقافي وفني قديم، وهذا على ضوء الانتهاء من أشغال ترميمها كلية سنة .2008 وأضاف السيد كوسام، أن توسيع مدرسة فاطمة الزهراء ''طالبولما''، كان سنة 1956 وذلك بإضافة أقسام من البناء الجاهز· ومن حيث التصميم والهندسة تتكون من جناحين الأول·· مبني من ستة حجرات وإدارة وكذا سكنات وظيفية، والجناح الثاني من البناء الجاهز، وهي تحوي خمس حجرات تآكلت كل جدرانها جراء عوامل التعرية· كما يوجد قسم خارج المبنى العام يعرف ب''لشابال''، وهو قديم التصميم يعود تاريخه إلى سنة 1872 وحاليا يستغل كقسم للسنة الثالثة ابتدائي، وقد تم ترميمه كليا· وأشار المتحدث إلى أن من أقدم المدارس، بعد فاطمة الزهراء طالبولما، مدرسة محمد هندو، حيث تم بناؤها سنة ,1890 ونظرا لخطورتها على التلاميذ سيعاد ترميمها وذلك بالاشتراك مع مؤسسة الأشغال العمومية الخاصة بالتركيب في البناء الجاهز· ومن الإبتدائيات التي شيدت ببلدية سيدي امحمد، وهي في أغلبها، حسب السيدة بوستة نورة رئيسة مصلحة التربية والثقافة للبلدية، مدارس قديمة ذات طابع أوروبي بنيت في نفس الحقبة، أي في ,1908 منها مدرسة ''سانت شنال'' ومحمد بن زينب، ومحمد زكال· من حيث البناء، تقول السيدة بوستة، جل المدارس التي بنت في الحقبة الاستعمارية ذات الطابع الكلاسيكي الأوروبي، لم يؤثر فيها الزلزال الأخير، خاصة وأنها تشهد إعادة ترميم مع نهاية كل سنة· وقد زارت ''الفجر'' مدرسة خالد بن الوليد بساحة أول ماي، المسماة سابقا ب ''سنبونفولوغ''، حيث أممت كسائر المدارس الفرنسية وتغير اسمها إلى خالد بن الوليد· وحسب المتحدث، تعتبر هذه الإبتدائية من أقدم المدارس في المنطقة، حيت ثم بناؤها سنة .1892 وفي نفس السياق، أكدت رئيسة الشؤون الاجتماعية والتربوية لبلدية الأبيار، السيدة مليكة ملواح، أن عدد المدارس هو21 ابتدائية و6 إكماليات وثانويتين، وأغلبها بنيت في فترة الاستعمار، منها شويطر المسمى سابقا ''بارك دي بان''، وفي منطقة سكالة يوجد سيدي يعقوب 1 للبنات وسيدي يعقوب 2 للذكور، والحارثية، المسماة سابقا بسانت فاني، وعلي حموتان ومحمد إقبال وغيرها· وأشار رئيس مصلحة البرمجة والمتابعة بمديرية التربية وسط بالعاصمة، الحاج غازي، للإبتدائيات القديمة المتواجدة على مستوى ولاية الجزائر، حيث توقف عند أقدم ابتدائيتين، الأولى تتواجد بنهج 1 سالوست 3 بالقصبة، وهي مدرسة طارق بن زياد الذي يعود تاريخ تشييدها لسنة 1500م ورسمت سنة 1880م· أما الثانية، فهي ابتدائية أحمد عبد اللطيف، التي يعود تاريخ بنائها، حسب ذات المتحدث، إلى سنة 1670 واعتمدت كمدرسة في .1900 وأحصى الحاج غازي، عدد المؤسسات التربوية على مستوي الجزائر وسط، ب 407 مؤسسة تربوية، منها 265 ابتدائية و97 متوسطة و45 ثانوية، مؤكدا أن جل هذه المؤسسات عرفت ترميمات لتكون صالحة لاستقبال أجيال جديدة في التعليم، مشيرا إلى أن عدد الإبتدائيات، التي بنيت في عهد الإستعمار الفرنسي بلغت ,127 ليصل هذا العدد في عهد الاستقلال إلى 138 مؤسسة·· في حين كان عدد المتوسطات يبلغ 45 متوسطة، ليرتفع العدد بعد الإستقلال إلى 52 إكمالية· وأقدم متوسطة في العاصمة، هي متوسطة محمد الطالب، التي يعود بناؤها إلى ,1857 ورسمت كمؤسسة تعليمية سنة .1986 أما بخصوص الثانويات، فأقدم ثانوية في العاصمة ثانوية ''الثعالبية'' بحسين داي، التي بنيت سنة 1800 ورسمت كمؤسسة تربوية في ,1970 كان عددها في الحقبة الاستعمارية 20 ثانوية وتم بناء 25 بعد الإستقلال· وأضاف رئيس مصلحة البرمجة والمتابعة بمديرية التربية وسط، أن جل المؤسسات التعليمية القديمة عرفت ترميمات، وأخرى في طور التجهيز الكامل بدءا بالأولويات، كالتدفئة وإعادة ترميم السطوح والمراحيض إضافة إلى الطاولات والكراسي، مكاتب الأساتذة والسبورات البيضاء والخزائن وغيرها من المستلزمات· وأشار المتحدث إلى أنه تم ترميم، بين سنتي 2008 و46 ,2009 ابتدائية و60 متوسطة و28 ثانوية، وذلك بالتنسيق بين البلدية ومديرية التربية وسط· كما يوجد برنامج خاص بالأشغال والترميم ل 10 ثانويات قديمة، ثانويتين تابعتين لمديرية التربية لشرق الجزائر، وهما كل من وريدة مداد وعبان رمضان بالحراش، و8 ثانويات تابعة لمديرية التربية لوسط الجزائر· وبخصوص التجهيز الذي يكون على حساب البلدية والولاية ومديرية التربية على حد سواء، جهزت في السنة الدراسية الماضية 101 ابتدائية و59 إكمالية و45 ثانوية بالعاصمة· وبشأن المشاريع المستقبلية ، التي يتم استقبالها في الثلاثي الأول من سنة ,2010 يقول نفس المتحدث سيتم تعويض ابتدائية حفصة ببوزريعة، وتوسيع مدرسة عمر تادريست بإضافة 6 أقسام · وبالنسبة للمتوسطات والثانويات المبرمجة للإنجاز في أماكن الضغط، كرايس حميدو وبوزريعة وكذا الجزائر الوسطى، يوجد 20 بالمائة من الثانويات في طور الإنجاز، منها ثانوية في بني مسوس، ومتوسطة المنظر الجميل بالقبة· تجدر الإشارة إلى أن مدير التربية للناحية الوسطى، كشف عن برنامج خاص بترميم الثانويات القديمة بالعاصمة، والتي تعتبر من الإرث التاريخي للمنطقة على غرار ثانويات عمارة رشيد، عمر راسم، الشيخ بوعمامة، الأمير عبد القادر، بابا عروج، وكذا ثانوية حسيبة بن بوعلي، حيث تم اختيار مكاتب الدراسات والهندسة من طرف المديرية من أجل ترميم هذه المعالم التاريخية على النمط الذي كانت عليه، وبنفس المواد التي بنيت بها·