ينتظر سكان الأقبية والبيوت القصديرية المتواجدة على مستوى أسطح البنايات بحي روفالي في القصبة العليا، عمليات الترحيل التي وعدوا بها من طرف السلطات المحلية في الأشهر القليلة الماضية من طرف السلطات المحلية. للعلم فان هذه الأسر التي قامت بالبناء على هذه البنايات الهشة المهددة بالخطر المتزايد يوما بعد آخر، لان البنايات في الأصل مهددة بالانهيار وتشهد حالة تشقق كبيرة في أعمق أجزائها، ومع ذلك فهي لم تستفد من أية عمليات ترميم التي عرفتها الأحياء المجاورة،أما سكان الأقبية فحدث ولا حرج، فعند زيارتنا لإحدى العائلات الساكنة بقبو بأحد العمارات المهترئة القديمة التي يعود تاريخ إنشائها إلى بداية العهد الاستعماري في مدينة الجزائر، وجدنا ان هذه العائلة تسكن في قبو عمارة متواجدة في منتصف احد السلالم المؤدية إلى باب الوادي، وهذا القبو الذي هو عبارة عن غرفتين صفيريتين كانتا في البدء غرفة واحدة ثم قسمها رب العائلة بعد ان زاد عدد أفراد الأسرة، وفي هذا القبو لا وجود لمطبخ أو حتى مرحاض، ففي مدخل القبو يوجد شبة آلات كهر ومنزلية مهترئة وفي آخر الرواق ركن صغير ليس لديه باب يتخذه أصحاب المنزل مرحاضا.. هذا مع ما يتلقونه من أذى من طرف الجيران من حيث رمي نفاياتهم عليهم كما أنهم لا يجدون أين يضعون غسيلهم فأحيانا يضطرون إلى وضع أفرشتهم المبلولة خارج البيت في الطريق وعرضها أمام الناس، وفي نفس العمارة هناك قبو آخر لعائلة تعيش نفس الظروف، ولكي تستطيع الدخول إلى بيتها يجب ان تكون قصير القامة أو ان تحاول قدر المستطاع ان تطأطئ رأسك حتى تتمكن من الدخول من بابهم الصغير جدا. وللإشارة فان هذين الحالتين ليستا فريدتين من نوعهما في هذه المنطقة فاغلب البنايات في حي روفالي تشهد نفس الحالة خاصة في البنايات المتواجدة قرب متوسطة تيجاني، فمن جهة سكان الأقبية الذين يعيشون في منازل أشبه بكهوف ومغارات مفتقدة لكل وسائل التهوية و الضروريات، ومن جهة أخرى سكان البيوت القصديرية المبنية فوق الأسطح الذين يعيشون يوميا الخطر الذي يهدد حياتهم وحياة أطفالهم، ورغم ان معظمهم مسجلون في مصلحة السكن ببلية القصبة إلا ان معظمهم لم يحظ بسكن في قائمة السكن الاجتماعي المعلن عنها في الأشهر الماضية.. من جهة أخرى فان سكان هذه البنايات متضايقون من العائلات التي قامت بالبناء فوق أسطح بناياتهم الهشة، وهو ما زاد من خطر انهيارها فوقهم في أي لحظة، ورغم تقدم بعضهم بالشكوى إلى السلطات المحلية التي قامت بدورها بتهديم بعض البيوت التي كانت في المراحل الأولية للبناء، إلا أن بعضا منهم أعاد عملية البناء دون الاهتمام بأحد، وعليه فان الخطر مشترك ما بين سكان الأقبية والأسطح و ما بين سكان هذه البنايات، الذين يطالبون بحل عاجل من السلطات المحلية، فالخطر يستفحل بمرور الوقت، خاصة في فصل الشتاء الذي حل على هذه المنطقة دون ورود أي أمل في النجاة من هذه الكارثة التي تهدد كل الحي المتواجد فوق هضبة عالية.