من غرائب "آخر الزمان" هذا الذي نعيشه أن يطل علينا رئيس دولة فلسطينالمحتلة، ليدافع عن قيام ما يسمى بدولة إسرائيل، مهاجما العرب الذين لم يسمحوا للصهاينة بإقامة كيانهم الغاصب سنة 1947 عن طيب خاطر، فأقاموه بتجبر كاسر··! رئيس ما يسمى بالسلطة الفلسطينية السيد محمود عباس قال في حديث لقناة صهيونية لسنا ندري مبرر الحديث إليها أصلا أن الفلسطينيين والعرب أخطأوا عندما رفضوا خطة التقسيم التي بادرت بها الأممالمتحدة عام 1947، حيث اقترحت إقامة دولة فلسطينية إلى جانب ما يسمى بإسرائيل، وهكذا فإن عباس، وبدلا من أن يشيد بصلابة العرب، في البداية، ورفضهم لقيام كيان صهيوني على أرض فلسطين، راح يحملهم مسؤولية الوضع الحالي، وكأنه أراد القول أنه لو قبل العرب والمسلمون والفلسطينيون منذ البداية اقتسام أرضهم مع الصهاينة لكانت القضية قد حلت ولعاش الجميع في سلام·· محمود عباس قال أن (في عام 1947 صدر القرار 181 (قرار التقسيم) الذي نص على قيام دولتين إسرائيل وفلسطين، ولكن إسرائيل قامت بينما دولة فلسطين لم تقم· لماذا؟) وقال ردا على إشارة محاوره الصهيوني إلى أن السبب هو رفض القرار المذكور من جانب الزعماء العرب، مضيفا: (أعرف ذلك، لقد كان خطأ منا، وخطأ العرب بشكل عام، ولكن هل ينبغي لهم معاقبتنا طيلة 64 عاما؟)· لقد ذهب الرئيس الفلسطيني عباس بعيدا حين قال أنه لا ينبغي معاقبة الفلسطينيين على ارتكابهم هذا الخطأ طيلة 64 عاما، وهكذا يتحول الصمود في وجه الأطماع الصهيونية إلى خطأ إستراتيجي بات رئيس السلطة الفلسطينية يتوسل الصهاينة حتى لا يواصلوا معاقبة الفلسطينيين بسببه· وليس غريبا أن تشكل تصريحات الرئيس الفلسطيني صدمة قوية في أوساط الشعب الفلسطيني الصامد الذي كان ينتظر أن يقول خليفة عرفات أن النصر آت لا ريب فيه، لا أن يتسول للأمم المتحدة نصف دولة ويتوسل للصهاينة حتى يغفروا للفلسطينيين خطأ ارتكبه، حسبه، العرب قبل 64 سنة··!