تبدأ في الرابع من شهر نوفمبر الجاري وتستمر ثلاثة أيام فعاليات مهرجان المتنبي الشعري العالمي الحادي عشر في مدينة زيوريخ كبرى المدن السويسرية وبمشاركة ثلاثين مبدعاً من مختلف دول العالم وستخصص حلقته الدراسية لموضوع الشعر والتغيير، ومن المشاركين في الدورة الحالية المبدعون كورت ايبلي، سابينا نف، فيرنر بوخر من سويسرا وبيترا غانغلباور من النمسا وفاله ساير من ألمانيا وفرمين هيغورا من إسبانيا وباولينا هاسيوكي من إسبانيا ودراجيكا رايجي من كرواتيا وموسى بيدج من إيران وفاطمة ناعوت من مصر وسليمان توفيق من سوريا واعتدال الذكر الله من السعودية وعبد الرضا علي وصلاح الحمداني وناصر مؤنس والشاعر الكردي مؤيد طيب من العراق وغيرهم وستكون القراءات باللغتين العربية والألمانية، إضافة إلى لغات الشعراء الأصلية الأخرى وكلاً حسب بلده مع الترجمتين العربية والألمانية· يذكر أن مهرجان المتنبي الشعري العالمي قد أسسه الشاعر علي الشلاه أواخر التسعينات واستمر سنويا حتى بعد عودة الشلاه إلى العراق، وقد شارك به حتى الآن عشرات المبدعين من مختلف دول العالم وعدته دائرة اليونسكو في سويسرا من أفضل فعاليات حوار الحضارات لعامين متتاليتين· تقول إدارة المهرجان عن موضوع هذا العام الشعر والتغيير·· على مرمى مظاهرة واعتصام تنام مدن عربية كثيرة وتتحرك مع الفجر صحوا صاخباً في الساحات الكبرى، ثورات طالعة من العالم الافتراضي إلى أسماع الكراسي النائمة في القرون الوسطى والبداوة الدائمة مغلفة بآخر صيحات العطور والسيارات الفارهة· أحلام مؤجلة داهمتها التكنلوجيا فربطت الكلمات المحملة بالألم والخوف فحررها العالم الافتراضي وبدأ الخروج على الأنظمة يتشيأ ببطئ لكنه هذه المرة بدأ من المتعلمين ولم يبدأ من الأدباء والمثقفين، على الرغم من أن الحضارة العربية حضارة الأنبياء والشعراء، فأين اختفى الشعراء ياترى؟ هل كان شباب الفيس بوك أشجع من تاريخ حافل من القصائد الحماسية فوجدت القصائد نفسها لاهثة من الركض وراء جملة واحدة·· الشعب يريد تغيير النظام ولكن أين يتجه هذا التغيير؟ هل صحيح أن العائدين من مغارات تورا بورا الأفغانية سينقضون قريباً على هذه الثورات الفتية؟ هنا تحين فرصة الشعراء والمثقفين من جديد ليعوضوا مافاتهم من دور ريادي ولكي لايحدث نكوص يربك المشهد من جديد، فرصة أن يكون الوعي سيد المستقبل فلا تتسرب النزعات الطائفية والعنصرية فتغطي المسرح والمرايا بالرماد القادم من حيث لايعلم أحد· ولذا لابد من مناقشة حضور المثقف والأديب في المتغيرات الحاصلة، لماذا اختفى وكيف سيتجلى؟ ومن هنا جاءت فكرة المهرجان هذا العام لتكون حلقته الدراسية فرصة حوار بين مثقفين من دول عدة بعضها خارج من الدكتاتورية للتو وبعضها قيد الخروج شرقاً وغرباً حتى نستطيع قراءة المشهد بعيون قادرة على النظر بحرية والتفكير بحرية·