هددت حركة طالبان الأفغانية في بيان لها المشاركين في المؤتمر الوطني الأفغاني ب"عقوبات قاسية" إذا ما صوَّتوا لصالح السماح بإقامة قواعد أمريكية دائمة في البلاد. ومن المقرر أن تبدأ الحكومة الأفغانية المؤتمر المعروف باسم (لويا جيرغا) أو (المجلس الأعلى) اعتبارا من اليوم الأربعاء لمناقشة اتفاقية شراكة مع الولاياتالمتحدة ومحادثات السلام المقترحة مع طالبان. ووصفت طالبان الاجتماع بأنه "خطة بائسة" من "الأعداء الأجانب ومرتزقتهم في الداخل" قائلة إن من سيقدمون على التصويت سيتم التعامل معهم على أنهم "خائنون للوطن". ومن المنتظر أن يحضر المؤتمرَ الذي تتواصل فعالياته على مدار أربعة أيام ما لا يقل عن ألفي شخص وزعماء قبليون ومسؤولون من الأقاليم الأفغانية ونواب بالبرلمان إضافة إلى أعضاء من منظمات المجتمع المدني. ويتصدر جدولَ أعمال المؤتمر المفاوضاتُ بين الولاياتالمتحدةوأفغانستان حول اتفاقية شراكة إستراتيجية يتم وضع اللمسات الأخيرة لها قبل انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) المزمع في 2014. وقال البيان إن الجيرجا "سبيل لإضفاء صبغة قانونية على احتلال أفغانستان غير المشروع " من جانب الولاياتالمتحدة ومن أجل التأسيس ل "وجود دائم". وقالت طالبان إنه ما لم توقف أفغانستان "الخطة المشؤومة" للشراكة الإستراتيجية، ستواجه البلاد نفس مصير اليابان وكوريا الجنوبية معتبرة أن "البلدين محتلان ومقهوران" وتتواصل معاناتهما من "الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها القوات الأمريكية". وأكدت طالبان أيضا على أن السبب الوحيد للصراع الدائر هو وجود القوات الأجنبية في أفغانستان. واستطرد البيان أنه "إذا ما غادر الغزاة الأجانب، سيكون هناك الكثير من القنوات الإسلامية والأفغانية التي يمكن تسخيرُها لحل مشاكلنا الداخلية" مضيفاً أن الأفغان قادرون على حل مشكلاتهم بأنفسهم. وأعلنت وزارة الداخلية الأفغانية في وقت سابق من أمس أن رجال الشرطة قتلوا انتحارياً كان يستهدف على ما يبدو موقع اجتماع لويا جيرغا. وتشهد كابول حالة تأهب قصوى مع نشر قوات إضافية في شوارع العاصمة لتأمين المؤتمر. وأرسلت طالبان الأحد الماضي للجيرغا نسخة من بريد إلكتروني يحتوي على خطط أمنية يزعم أنها لتأمين الاجتماع مدعومة بخرائط وأرقام هواتف مسؤولي استخبارات وأمن. ونفى المسؤولون أن يكون ما ورد بها حقيقياً.