لا زال سكان بلدية سيدي زيان النائية بنحو 70كلم بشرق المدية يعيشون حياة بدائية بمعنى الكلمة، بالرغم من قلة تعداد سكانها الذين نزح منهم نسبة معتبرة إلى بلدية السواقي مقر الدائرة خلال سنين الجمر، خاصة وأن هذه البلدية منشأة وفق التقسيم الإداري لسنة 1984، ما جعل سكانها يناشدون السلطات المحلية والولائية المعنية، بالتفاتة فعلية في المجال التنموي قد يقلل من متاعبهم اليومية في مجالات التنمية خاصة فيما يخص الاستفادة من الدعم الفلاحي كون المنطقة ذات طابع فلاحي بنسبة 100في المائة، بالإضافة إلى برمجة حصص في جانب البناء الريفي، وربط قراها بالبلدية فيم يخص إعادة هيكلة مسالكها الرابطة· رغم تحسن الوضع الأمني قبل نحو سبع سنوات، فإن سيدي زيان لازالت تطبع سكانها الحياة البدائية، بفعل عديد المشاكل الكبيرة المعاشة بهذه البلدية نتيجة العجز المالي والمديونية التي تتخبط فيها بلدية سيدي زيان في الجانب المالي، لانعدام الوسائل المساهمة في ميزانيتها، ما جعلها تعتمد في ميزانيتها على دعم الخزينة العمومية في باب الموازنة المالية للبلديات، التي لا تكفي أحيانا حتى في دفع رواتب عمال البلدية على مدار السنة، كما تفتقر ذات البلدية إلى عمال مثبتين فهي تعتمد على الموظفين في إطار الشبكة الاجتماعية في بعض الوظائف التي هي بحاجة إلى مناصب عمل قارة، والزائر إليها ولأول مرة يخيل إليه يكتشف مدى معاناة سكانها لعدم توفرها على أدنى وسائل ضرورات الحياة العصرية كالصيدلية والمخبزة ولا حتى دوش وليس حمام حسب أحد سكان مقر البلدية· ومن بين الأسئلة المطروحة من طرف سكانها، ما الأسباب التي جعلت السلطات المعنية تحرمها من إدراجها ضمن بلديات الهضاب العليا ال20، كبلدية سيدي زهار المجاورة والمنتمية إلى ذات الدائرة، وحسب بعض السكان الذين تحدثوا إلينا، فإنهم يرون أنهم أحق من بعض هذه البلديات المدرجة ضمن منطقة الهضاب العليا بجنوب وشرق الولاية، ما جعلها تحرم من التنمية الريفية التي تعتبر من بين أهم المشاريع المحققة لآمال مواطني المناطق الريفية في حال وجود الرقابة التقنية، كالعزلة الخانقة التي يعيشونها بسبب اهتراء جل الطرق البلدية بالقرى السبع، كأولاد سعيد - أولاد معروف - أولاد حضرية على وجه الخصوص، التي تزداد كارثية مع تساقط الأمطار، أما في مجال التنمية الريفية فرغم استفادة البلدية من 145 حصة من السكن الموجه للبناء الريفي قصد إعادة إعمار الأرياف بعد هجرة نحو 3000 نسمة بين سنوات 1995-1997 وحسبهم فإن الحصة لا تفي بالغرض على أساس أن 80 بالمئة من سكان سيدي زيان يتمركزون بسبع قرى، وفي نفس السياق فقد استفادت البلدية من حصة معتبرة في السكن بنوعيه في إطار برنامج الخماسي 2014/2010 هذا وتبقى التغطية فيما يخص شبكة الكهرباء بنسبة 70 بالمائة· ويشهد القطاع الصحي بهذه البلدية ركودا كبيرا حسب ذات المصادر، حيث تتوفر على قاعتين للعلاج إحداهما بقرية أولاد حضرية وثانيهما بمقر البلدية، في حين يبقى سكان سبع قرى محرومين من التأطير الصحي، فوجود طبيب واحد غير مقيم بالإضافة إلى ممرض غير كاف تماما لتغطية قرابة أربعة آلاف نسمة، خاصة أثناء الحالات الاستعجالية والولادات المستعصية لطغيان ظاهرة الولادة المنزلية من طرف عجائز لهم تجربة بحكم الممارسة، كما تفتقر هذه القاعة للأجهزة الطبية الضرورية، ما جعل الطبيب المناوب أو الممرض يضطر إلى الفحوصات العامة وحقن الإبر، وعليه يناشد سكان سيدي زيان السلطات المعنية توفير الأجهزة الضرورية بقاعتي العلاج، في انتظار برمجة مستوصف بهذه البلدية النائية· أما بخصوص المرافق الشبانية بهذه البلدية فهي مشلولة، خاصة في جانب النشاط الرياضي، ففي المجال الثقافي لا يوجد ما يرمز للثقافة إلا قاعة للمطالعة أنجزت مؤخرا وتم تأثيثها ب8 أجهزة للإعلام الآلي و600 عنوان كتاب يؤطرها عامل في إطار الشبكة الاجتماعية، أما رياضيا فشباب سيدي زيان لا يزال يطاله التهميش والإهمال بعد أن أثقلت كاهله البطالة، فالملعب البلدي غير مهيأ تماما وغير معتمد ولا وجود لفريق لكرة القدم، ما جعل شباب المنطقة يحلمون بملعب لكرة القدم ومركز ثقافي لبعث الأنشطة الشبانية على غرار شباب باقي بلديات الولاية·