قال تعالى: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ". أثبت لنا القرآن الكريم منذ 1400 سنة أن السماء عبارة عن غازات وليست طبقة صلبة وذلك في قوله تعالي "وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ". بخار الماء والمطر عند نشأة الأرض كان قد تكوّن الماء في أماكن خفية في أعماق الأرض، وعند انفجار البراكين الأولى كان بخار الماء من ضمن الغازات المتصاعدة. وعندما بدأت الأرض تبرد تحوّل بخار الماء إلى سحاب وظلت تمطر لآلاف الأعوام نتيجة تراكم بخار الماء بشدة مما جعل جزيئاته تتحد مكوّنة المطر"أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا" أي يدفعه بواسطة الرياح "ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ" الأصلُ أنه كان قطعاً، ونتيجة وجود الرياح في الجو تتحرك تلك القطع تجاه بعضها البعض فتلتصق "ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا" مُتراكماً بعضهُ فوق بعض "فَتَرَى الْوَدْقَ" أي المطر "يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ" أي بعض ما ينزل نتيجة تراكم السحب وخاصة الباردة منها هو "برد" فيغطي الثلج الجبال فتصبح بيضاء باردة، "فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ" أي ليس كل ما ينزل من السماء باردا مثلجا، فالله ينزل الثلج على من يشاء ويرفعه عمن يشاء، فينزل على الدول ذات المناخ البارد كالدول الأوربية ولا ينزل على الدول ذات المناخ الحار. البرق قال تعالى: "يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ". البرق يحدث نتيجة حركة الهواء الشديدة والتي تحدث في السحب الرعدية عندما يتصاعد الهواء المحمل ببخار الماء تقل درجة حرارته وتتجمد جزيئات الماء فتتحول بعضها إلي بلورات صغيرة من الثلج والبعض الآخر إلى أنواع أكبر من الثلج ويتصادم هذان النوعان المختلفان فتتكون عليهما شحناتٌ كهربائية فيتكون تيار كهربائي تزداد شدته إلي أن يصبح قويا ثم يمتد إلى الأرض مكونا البرق. السحاب تجمع بين أربع أضداد فالسحابُ يكون منه الودق أي المطر الغيث وهو في كُل تحصيله ماء. ويكون منه في نفس الوقت الصواعق التي تُحرق وهي في تحصيلها جملة نار والماءُ والنار ضدان لا يجتمعان فجمعهُما الله سبحانه في مخلوقٍ واحد. وفي ذات الوقت الله جل وعلا يقول ثُمّ "يَجْعَلُهُ رُكَامًا" والسحابُ إذا تراكمَ وأطبق بعضهُ على بعض حجب نور القمر وضوء الكواكب وأصبحت الدُنيا ظُلمة ومع ذلك قرنهُ الله جل وعلا بالبرق قال سُبحانه "يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ" والبرق نور وضياء والنور والظُلمة لا يجتمعان. فينجُم عن السحاب أربعةٌ أضداد: الماء والنار وهما ضدان، والنور والظلمة وهما ضدان. كل ما سبق هو حقائق علمية مثبتة ومنها قد توصلت إليه الأبحاث الأمريكية ما يشير إلي أن السحاب عبارة عن تجمعات مرئية من جزيئات دقيقة جدا من الماء أو الجليد أو كليهما وحجمهما من 1 إلى 10 ميكرون أي جزيئات صغيرة جدا، والسحاب ليس شيئا خفيفا وإنما وزنه بالأطنان، وفي ذلك نذكر بقول الله تعالى في سورة الأعراف "وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ" فقال تعالى باللفظ الصريح "سَحَابًا ثِقَالا"، وبعد هذا أيمكن أن تكون كل هذه الحقائق التي جاء بها القرآن مكذوبة أو غير معقولة؟