{وإلى عادٍ أخاهُم هوداً قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتّقون}. هود، عليه السّلام، هو ابن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد جد القبيلة، وينتهي نسبه إلى سام بن نوح عليه السّلام. وقد أرسله الله تعالى إلى قبيلة عظيمة من العمالقة تُدعى قبيلة ''عاد''، وفيهم يقول جلّ ثناؤه: {كَذَّبَت عادٌ المرسلين، إذ قال لهم أخوهم هودٌ ألاَ تتّقون}. وعاد من القبائل العربية البائدة، المتفرعة من أولاد سام بن نوح، وسمّيت بذلك نسبة إلى أحد أجدادها وهو عاد بن عوض بن أرم بن سام. وكانت مساكن عاد في أرض الأحقاف جهة اليمن، من جنوب الجزيرة العربية، وتقع شمال حضرموت. وقد كانت هذه القبيلة من العمالقة أشداء أقوياء، وقد زادهم الله بسطة في الجسم، وكانوا مترفين في الحياة، يبنون القصور الفخمة الشامخة. كان قوم هود، عليه السّلام، أصحاب أوثان يعبدونها من دون الله تعالى، وكان هود، عليه السّلام، ينذرهم ويحذّرهم عذاب الله، ويضرب لهم المثل بقوم نوح، ويذكّرهم بنعم الله تعالى عليهم. ولكنّهم بقوا على كفرهم وعنادهم، فحبس الله عنهم المطر ثلاث سنين، حتّى اشتدّ عليهم الجهد والبلاء، فاستغاثوا واستنجدوا، فأرسل الله عليهم سحاباً كثيفاً من السّماء. فلمّا رأوه فرحوا واستبشروا، وظنّوا أنّه مطر غزير، وأنّ الله استجاب دعاءهم، فلمّا أظلتهم السحابة رأوها سوداء قائمة ففزعوا، ثمّ هبّت عليهم الريح وكانت ريحاً عقيماً وسلّطها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً، فأهلكهم الله وأبادهم. بتصرف، من ''النبوة والأنبياء'' للصابوني