بما أن الموسم هو موسم زيت الزيتون، بامتياز، فإن كثيرا من الأسر الجزائرية، تعتمد على هذا المنتوج في غذائها، وبصفة خاصة في علاج بعض الأمراض والإصابات، وأيضا في الاعتناء بصحة البشرة والشعر وغيرها من الاستعمالات التي أثبت زيت الزيتون فعالياته العلاجية الفائقة فيها، وبالنظر إلى سعره المرتفع نوعا ما حاليا، نتيجة قلة الإنتاج في الموسم الحالي، مقارنة بما كان عليه في المواسم الفارطة، فإن الأمر يقتصر لدى بعض الأسر على الدواعي الطبية والعلاجية، خصوصا وأن غالبية الناس في كل المجتمعات يدركون الفوائد الكبيرة والكثيرة والمتنوعة التي يحتوي عليها زيت الزيتون في مختلف المجالات· في هذا الصدد، تقول إحدى السيدات إنها اقتنت لترين من زيت الزيتون الأصلية بمبلغ 1400 دج، بعد أن جلبته لها إحدى قريباتها من أعالي ولاية البويرة، ورغم أن مذاقها الشهي، يغري كثيرا أفراد العائلة، إلا أنها خصصتها فقط لأجل الدواعي العلاجية، في حال تسجيل إصابات بالسعال، أو بضيق التنفس، وغيرها من الأمراض الأخرى التي يفيد زيت الزيتون في التخفيف من حدتها، أو المساعدة على الشفاء منها، ولذلك فإنها تخفيها بإحكام عن أيدي باقي أفراد الأسرة، ولا تستخرجها إلا في حالات قليلة جدا واستعجالية، أو لإضفاء بعض النكهة عند إعداد بعض من الأطباق التقليدية في هذا الفصل البارد· وقد أثبتت الدراسات الطبية الحديثة، أن زيت الزيتون يحتوي على كمية من فيتامينات (أ، ك، ه) المضادة للأكسدة والتي تمنع التجاعيد وتحافظ على طراوة الجلد ونعومته، و يزيل تجاعيد وترهلات البشرة، لأنه يُمتص من خلال الجلد ويرطب المادة الدهنية الموجودة تحت الجلد، كما أن لزيت الزيتون علاقة وثيقة بجمال الشعر وصحته، كما يحارب زيت الزيتون الدهون والكولسترول الضار في الجسم، فملعقة منه يوميًّا تساعد على تنظيف الشرايين من الدهون غير الحميدة وتزيد من الدهون الحميدة التي يستنفذها الجسم في عملياته المختلفة، ويوفر وقاية جيدة من تجلط الدم وتصلب الشرايين· ويعمل زيت الزيتون أيضا على تحسين وظائف الكبد، وهو أفضل علاج لدهون الكبد، كما يحافظ على الخلية العادية، ويمنعها من التحول إلى خلية سرطانية، وذكر العالم الأمريكي (أندريا ويل) أن الطريق للوصول إلى الصحة المثلى يكمن في الاستغناء عن كل الدهون والزيوت باستثناء زيت الزيتون· وأكدت دراسات أجريت في اليابان أن زيت الزيتون يقي من سرطان الجلد وسرطان الأمعاء، وأكدت هذه الدراسات أن النساء اللاتي يتناولن زيت الزيتون أكثر من مرة يوميًّا يقللن من خطر إصابتهن بسرطان الثدي بنسبة 45% بالمقارنة بالنساء اللاتي لا يتناولنه بانتظام، فالعلاقة بين زيت الزيتون والإصابة بالسرطانات المختلفة علاقة عكسية، فهو يقي- بإذن الله- من الإصابة بالسرطانات المختلفة، ويقلل من احتمالات الإصابة بها، وخاصةً سرطان الرحم وسرطان الثدي وسرطان القولون، ومختلف الأبحاث والدراسات المختلفة حول العالم تؤكد أنه، ملطِّف ومليِّن ومُدِرٌّ للصفراء ومفتت لحصوة المرارة، ويخفض نسبة السكر في الدم بنسبة 10%، لأنه يحتوي على كميات من الكبريت، ويعتبر أفضل علاج للروماتيزم، والتهاب المفاصل، والالتواءات والتورمات، إلى جانب عدة فوائد علاجية أخرى