عادت أجواء التوتر لتخيم من جديد على أقصى الحدود الشرقية للجزائر، مع الجارة ليبيا، بسبب عجز النظام الجديد في طرابلس عن التحكم في الفوضى الأمنية المستمرة، والتي عرفت تصعيدا خطيرا في الأيام الأخيرة، نتيجة تناحر العديد من الكتائب المشكلة من مجموعات تنسب نفسها ل(الثوار)، وهو الوضع الذي خلف اضطرابات واسعة في بعض المدن الليبية القريبة من الجزائر، الأمر الذي من شأنه تهديد أمن بلادنا· وتسبب عجز النظام الليبي الجديد عن التحكم في الوضع الأمني ببلاده في تهديد استقرار الجزائر التي سبق لها أن حذرت أكثر من مرة من تداعيات ومخاطر الفوضى الأمنية التي تشهدها الأراضي الليبية منذ فترة· وتشير تقارير مختلفة إلى أن التوتر الأمني الذي تشهده المناطق الغربية لليبيا يشكل مصدرا إضافيا ل(وجع الرأس) بالجزائر، حيث تدفع بلادنا فاتورة الانفلات الأمني، وسهولة المتاجرة بالأسلحة في الأراضي الليبية· وليست الجزائر المتضرر الوحيد من هذا الوضع، ولكنها قد تكون أكبر المتضررين، وإلى جانبها تونس، وفي هذا الخصوص، أغلقت السلطات التونسية معبر رأس جدير الحدودي بين تونس وليبيا بسبب تدهور الوضع الأمني، ولتفادي تهريب الأسلحة الى تونس، وفق المتحدث باسم الرئاسة التونسية عدنان منصر· وقال منصر في مؤتمر صحفي (قررنا إغلاق معبر رأس جدير للحد من تهريب الأسلحة التي تأتي من ليبيا)· وأوضح منصر أن إغلاق المعبر سيرافقه تدابير أخرى لتعزيز أمن الحدود التونسية، دون أن يحدد ماهية هذه الإجراءات أو مدة إغلاق المعبر الرئيس بين تونس وليبيا· وأضاف (نأمل أن يتمكن إخواننا الليبيون من السيطرة على الوضع من جهتهم في أسرع وقت)، مشيرا الى أن الأمن قضية ثنائية لا يعني بلدا واحدا بمفرده· وذكرت وكالة الأنباء التونسية أنه سيسمح فقط بالعبور للتونسيين الذين يرغبون في العودة من ليبيا الى تونس، وكذلك الليبيين الراغبين في العودة إلى بلدهم· وكانت السلطات التونسية قد أعلنت الجمعة الإفراج عن شرطي كانت مجموعة ليبية مسلحة قد اختطفته الخميس· وسيطرت هذه الجماعة المسلحة على المعبر بعد أن انسحبت قوات الأمن الليبية منه (احتجاجا على عدم تلقي رواتبهم لمدة ستة أشهر)· ليبيا بعد القذافي وليست هذه هي المرة الأولى التي يغلق فيها معبر راس جدير، حيث أغلقته السلطات الليبية أواخر العام الماضي لمدة ثلاثة أسابيع بسبب صدامات بين ميليشيات ليبية مسلحة وقوات الأمن التونسية· يذكر أن (إخفاق) الحكومة الليبية الجديدة في بسط سيطرتها على المعابر الحدودية (يعتبر مؤشرا للتحديات التي تواجهها ليبيا في الحقبة التي تلت إطاحة نظام العقيد معمر القذافي)· يذكر أن التنظيمات المسلحة المتعددة التي أفرزتها الحرب الأخيرة في ليبيا (تتحدى سلطة الحكومة المركزية)· ويقع معبر راس جدير على الطريق الرئيس الذي تمر عبره البضائع الى العاصمة طرابلس· وقال مصدر أمني إن معبر رأس جدير الحدودي الرابط بين ليبيا وتونس قد استأنف عمله يوم السبت لعبور للمسافرين والبضائع في الاتجاهين الليبي والتونسي .. موضحا أن قرار استئناف نشاط المعبر جاء على إثر وصول تعزيزات أمنية مهمة من وتونس وتراجع من يسمون أنفسهم بالثوار الليبيين إلى الخلف لبضعة أمتار، وهم الذين يواصلون تسيير المعبر· وأضاف المصدر أن الوضع الأمني في المعبر لا يزال في حالة غير مستقرة نسبيا نظرا لعدم عودة الهيكل النظامي الليبي إلى المعبر بشكل كامل· وفي سياق الحديث عن المخاطر الأمنية التي تتربص بدول المغرب العربي، أعلنت وزارة الداخلية المغربية، أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تمكنت من تفكيك خلية تضم ثلاثة أفراد تابعة لما يسمى ب(حزب التحرير الإسلامي) المصنف في خانة المنظمات التخريبية ذات البعد الدولي· وجاء في بيان لوزارة الداخلية المغربية نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء أنه (في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها المصالح الأمنية لمحاربة التطرف تمكنت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، من تفكيك خلية تابعة لما يسمى (حزب التحرير الإسلامي) المصنف في خانة المنظمات التخريبية ذات البعد الدولي)· وأضاف البيان في هذا الصدد أنه تم إلقاء القبض على ثلاثة من عناصر هذه الخلية ومن بينهم مغربي حامل للجنسية الدانماركية تم (إيفاده من طرف هذا التنظيم من أجل الإشراف على تنفيذ مخطط يستهدف الإخلال بأمن واستقرار البلاد من خلال استقطاب أكبر عدد من الأتباع يتم تجنيدهم لهذه الغاية)· (وقد قامت عناصر الخلية المفككة التي تتلقى دعما ماديا من طرف نشطاء تابعين لنفس التنظيم مقيمين بأوروبا -يضيف البلاغ- بترويج فكرها العدمي من خلال توزيع مجموعة من المناشير بعدد من المدن المغربية تشكك من خلالها في نجاعة المسار الديموقراطي وتحرض على إثارة الفتنة)· وأوضح البيان في الختام أنه سيتم تقديم أعضاء هذه الخلية المتطرفة أمام العدالة بعد إنتهاء البحث الجاري تحت إشراف النيابة العامة المختصة·