قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، مصطفى عبد الجليل، إن الحكومة الحالية عَجَزَت حتى الآن عن ضبط المسلحين. وأضاف عبد الجليل أن الثوار أو المسلحين لا يزالون يحيطون بالمنافذ البرية والبحرية والجوية في البلاد. يأتي هذا، في حين أعادت الحكومة الجديدة في ليبيا، أول أمس الخميس، فتح المعبر الحدودي الرئيسي مع تونس بعد إغلاق استمر ثلاثة أسابيع، بعد أن استعادت السيطرة على الموقع من مليشيات اشتبكت مع قوات أمن تونسية. وأبرز فشل السلطات الليبية في الحفاظ على النظام في المعابر الحدودية للبلاد، التحديات التي تواجه القيادة الجديدة، بعد الإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي. وفي حفل سادته الفوضى، تدافع عشرات من ضباط الشرطة لإبعاد الصحفيين، عندما كان وزير الداخلية عمر الخضراوي يعيد فتح معبر رأس جدير الحدودي، الذي أعيد طلاؤه، ترافقه فرقة موسيقية من الشرطة عزفت النشيد الوطني. وقال الخضراوي مشيرا إلى المليشيات: “الثوار ساعدوا في تأمين المعبر الحدودي على مدى الفترة السابقة، وسلموه الآن إلى وزارة الداخلية التي ستشرف عليه من الآن فصاعدا”. ويتحكم معبر رأس جدير في شريان حيوي للبضائع المتجهة إلى العاصمة الليبية طرابلس، لكن النقل تعطل بسبب اشتباكات بين قوات أمن تونسية ومليشيات تسيطر على الطريق منذ سقوط طرابلس في أوت الماضي. على صعيد آخر، طالبت الأممالمتحدة ليبيا بالتخلص من مخبأ كبير به مادة “الكعكة الصفراء” التي يستخلص منها اليورانيوم، محذرة من أن المخزن الذي توجد به المادة ليس آمنا بما يكفي لتخزينها لفترة طويلة. وقال أيان مارتن، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا لمجلس الأمن الدولي، أول أمس الخميس، إن مفتشين تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية استكملوا عملية تفتيش في منشأة تاجوراء النووية في طرابلس، وفي مخزن بمدينة سبها توجد فيه الكعكة الصفراء، وهي مسحوق يورانيوم مركز. وقال أمام المجلس في اتصال عبر الفيديو من طرابلس: “أوضحت الوكالة في استعراض مبدئي النتيجة النهائية التي توصلت إليها وهي أنه لم يفقد أي من المواد المذكورة سلفا في أي منشأة”. وأقام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي برنامجا سريا للأسلحة النووية تخلى عنه في ديسمبر من عام 2003. وتأكد خبراء من الوكالة التابعة للأمم المتحدة والولايات المتحدة آنذاك من أن البرنامج تم تفكيكه كليا.وعلى الرغم من أنه لا يوجد خطر فوري على الصحة أو تهديد إشعاعي على ما يبدو بسبب اليورانيوم، فإن مارتن قال إن الوكالة تشجع ليبيا على بيع ونقل 6400 برميل من الكعكة الصفراء إلى خارج ليبيا، لأن هذه البراميل تتدهور حالتها ومكان تخزينها ليس آمنا بما يكفي. وأضاف: “لا تعتبر إجراءات الأمن والسلامة في المنشأة حاليا كافية على المدى البعيد. . لكن يبدو أنه لا يوجد خطر انتشار بالنظر إلى وزن البراميل وحالتها”. ولا يمكن استخدام الكعكة الصفراء، وهي ليست مادة عالية الإشعاع، لصنع أسلحة نووية، ما لم تتم معالجتها وتنقيتها.