بسبب العنصرية المتزايدة ضد الأجانب وخصوصًا المسلمين في الغرب، أسس شاب ألماني من أصل عراقي مؤسسة متخصصة في تنسيق الأسفار باسم (تاكسي المسلم)، وهي موجهة بالدرجة الأولى للمسلمين والمسلمات القاطنين بألمانيا· سليم رايض، شاب في الرابعة والعشرين من العمر، يدرس هندسة الطيران في مدينة همبورغ، قرر أن ينشئ هذه المؤسسة أساسًا بسبب تجربة شخصية حصلت له في السابق، إذ أكد أن بعض الأشخاص يمتنعون عن نقل الأجانب ويبدون امتعاضهم· وأكد سليم أن قناعات دينية محافظة يفتقدها في شركات التنسيق بين المسافرين الألمانيين؛ لأنها لا تحترم مبدأ منع الاختلاط بين الجنسين الذي نص عليه ديننا الإسلامي، وفقًا لوكالة أزاد· وقال سليم: إن المؤسسة مفتوحة أمام المسافرين بمن فيهم غير المسلمين، وقد تلقينا اتصالات كثيرة من مواطنين ألمان غير مسلمين يودون السفر عن طريقنا·· وتابع ضاحكًا: (هناك ألمانيات لا يقبلن أن يسافر أزواجهن مع امرأة بمفردهم، لذلك يتصلن بنا)· وتابع: (لقي مشروعي اهتمام بعض وسائل الإعلام غير الألمانية، في النرويج مثلاً، غير أنهم انتقدوني واعتبروا ما أقوم به عنصريًّا، لكن الخطأ أنهم يحكمون على الشيء دون أن يستوعبوه بشكل جيد)، وكباقي المشاريع، فإن الربح المادي ينبغي أن يكون حاضرًا أيضًا في تفكير أي مستثمر، ويقول سليم بهذا الصدد: (سيتم تمويل المشروع عن طريق الإعلانات، كما أن المشروع يتطور يومًا بعد يوم ويلقى إقبالاً كبيرًا)· يأتي ذلك في وقت تستعد ولاية هامبورغ الألمانية للاعتراف رسميًّا بالدين الإسلامي من خلال اتفاقية دولة تضع الأقلية المسلمة على قدم المساواة قانونيًّا مع المجموعات الدينية الأخرى، وتعترف بأكبر ثلاث منظمات إسلامية في الولاية ممثلاً رسميًّا للمسلمين لدى السلطات الحكومية· وستعترف هذه الاتفاقية لأول مرة منذ تأسيس الدولة الألمانية الحديثة بالمسلمين كجماعة دينية مكفولة ومقننة الحقوق، ويعد التوقيع عليها تتويجًا لمفاوضات تواصلت منذ عام 2007 بين ثلاث حكومات تعاقبت على هامبورغ وثلاث منظمات إسلامية رئيسة هي الاتحاد الإسلامي التركي (ديتيب) ومجلس الجمعيات الإسلامية (شورى) واتحاد المراكز الثقافية الإسلامية· وجاءت المبادرة لتوقيع هذه الاتفاقية مع مسلمي هامبورغ من رئيس حكومة الولاية الأسبق أولاً فون بويست المنتمي للحزب (المسيحي) الديمقراطي، بعد توقيع حكومته آنذاك اتفاقيتين مماثلتين مع الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية وانتهائها من صياغة اتفاقية ثالثة مع الجالية اليهودية· وأخرج الحزب الاشتراكي الديمقراطي بعد فوزه بالأغلبية المطلقة في الانتخابات المحلية وتشكيله حكومة هامبورغ برئاسة أولاف شولتس نهاية فيفري 2011 - مفاوضات توقيع الاتفاقية مع مسلمي الولاية من مرحلة جمود، أعقبت انهيار الائتلاف الحكومي السابق بين الحزب (المسيحي) الديمقراطي وحزب الخضر· وأوضح المتحدث باسم حكومة ولاية هامبورغ كريستوف هولشتاين أن (الاتفاقية الجديدة تضع قواعد لتقنين ممارسة المواطنين المسلمين لشعائرهم الدينية وبناء المساجد والحصول على العطلات في المناسبات الإسلامية والرعاية الدينية للمسلمين في سجون هامبورج وتدريس الدين الإسلامي للتلاميذ المسلمين في المدارس الحكومية بالولاية وقواعد الدفن وإقامة المقابر وفق التعاليم الإسلامية ومنح تأشيرات استقدام الأئمة)· ويُؤمل أن تفضي هذه الخطوة من جانب ولاية هامبورغ إلى تخفيف حدة العداء للإسلام في ألمانيا، أو ما يُعرف ب(الإسلاموفوبيا) وأن يحمل اليمين المتطرف على احترام المسلمين والكف عن اضطهادهم والمساس بمقدساتهم، حيث يعاني مسلمو ألمانيا، ككل الجاليات المسلمة الموجودة بشتى بلدان الغرب، من تصاعد (الاسلاموفوبيا) في السنوات الأخيرة حتى باتت الحياة أكثر صعوبة هناك عما كانت عليه قبل عقد واحد·