"الألمان الأكثر سلبية نحو الإسلام والمسلمين.. والأقل تسامحا حول بناء المساجد مقارنة بجيرانهم من الأوروبيين" هذا ما خلصت إليه دراسة ألمانية نشرت بعض من مقتطفاتها في جريدة "دي تزيت" الألمانية الخميس. وأشارت الدراسة التي أجراها مركز أبحاث بجامعة مونستر الألمانية، إلى "أن 40% من الألمان يعتبرون أنفسهم مهددين بالإسلام، وهى نسبة تفوق ما هي عليه في فرنساوهولندا والدنمارك والبرتغال". وأضافت الدراسة "أنه بالمقارنة بدول أوروبية أخرى، فإن الألمان لديهم فكر جامد وشعور بعدم التسامح مع الأديان الوافدة في بلادهم". ووفقا للدراسة فإن4,28% من الألمان الغربيين، و5,19% من الألمان الشرقيين فقط يعتبرون أن من حق المسلمين بناء المساجد والمآذن في ألمانيا، مقارنة ب 4,55 % في الدنمارك و6,65 % في فرنسا و1,67 % في هولندا و5,37% في البرتغال. ووجدت الدراسة التي أجريت على عينة من ألف شخص في كل من ألمانياوفرنسا والدنمارك وهولندا والبرتغال، أن 34% من الألمان الغربيين و36% من الألمان الشرقيين فقط لديهم وجهة نظر إيجابية عن المسلمين. ولم ترد أي إحصاءات بخصوص هامش الخطأ في نتائج الدراسة. ووفقا للدراسة نفسها فإن 6, 72% من الألمان الغربيين وكذلك 5,70% من الألمان الشرقيين يربطون بين الإسلام والتطرف، وذلك مقارنة ب2,69% في الدنمارك و7,73% في هولندا و9,40% في فرنسا و3,54% بالبرتغال . كما رأى أقل من 5% مقارنة بأكثر من 20% في الدنمارك وفرنساوهولندا أن الإسلام دين تسامح، بحسب دراسة جامعة مونستر. وقال ديتليف بولاك، وهو عالم اجتماع والقائم على الدراسة "إن الإسلام الذي هو جزء من ألمانيا، لا يرى فيه أغلب الألمان أي جانب إيجابي". ويواجه المسلمون في أوروبا والولايات المتحدة حاليا موجة غير مسبوقة من الإسلاموفوبيا وتزايد العداء للإسلام والمسلمين، وإلى جانب المخاوف التي يعيشها المسلمون في ألمانيا والذين يشكلون نحو 5 % من سكان ألمانيا (4 ملايين مسلم)، فهناك إشكالية أصبحت مثار جدل في الآونة الأخيرة وهي قضية الاندماج. ويرى فريق يتزعمه الرئيس الألماني وعدد من الأحزاب أن الإسلام أصبح جزءا من ألمانيا، ومن ثم تعالت الأصوات المنادية بالاعتراف بالإسلام كدين رسمي، بينما يرى فريق آخر يتزعمه حزب المستشارة أنجيلا ميركل "الديمقراطي المسيحي" المحافظ أن المسلمين "ما تزال لديهم عقبات تعوق اندماجهم؟"، وأن "عليهم أن يطيعوا الدستور والقانون لا الشريعة الإسلامية إذا كانوا يريدون العيش في ألمانيا".