فتحت حادثة طرد فريق مسلسل "(ذات) من كلية الهندسة في جامعة عين شمس في مصر، بسبب اعتراض طلاب وُصفوا بالمتشددين على الملابس القصيرة التي ترتديها الممثلات فيه، الباب على مصراعيه حول موقف الإخوان المسلمين من الحركة الفنية في مصر، وأثارت تساؤلات حول مدى احتفاظ الفنانين بحريتهم في التعبير انطلاقاً من أن الإبداع لا حدود له· لم تكد تمضي ساعات على بدء تصوير مشاهد من مسلسل (ذات) (إنتاج غابي خوري، تأليف يارا نعوم، مأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه لصنع الله إبراهيم) في كلية الهندسة حتى اعترض طلاب على ارتداء ممثلات، يجسّدن شخصيات طالبات في الجامعة، ملابس قصيرة واشتكوا إلى عميد الكلية محمد الحسيني ووكيلها شريف حماد الذي طالب فريق العمل (يضمّ نيللي كريم وهاني عادل والمخرجة كاملة أبو ذكري...) بالمغادرة (حقنا للدماء)، ما أوقع الأخير في حيرة من أمره، معتبراً أن إدارة الكلية لم تتفهم أن السيناريو يتطلب هذه الملابس، ومطالباً (جبهة الإبداع المصري) والنقابات الفنية بالتوصّل إلى حلول رادعة لضمان عدم تكرار هذا الموقف في المستقبل· من جانبه، أصدر اتحاد طلاب هندسة عين شمس بياناً لتبرير طرد فريق المسلسل مما جاء فيه: (يعتذر اتحاد طلاب عين شمس عن المشاهد السيئة التي ظهرت نتيجة تصوير أحد المسلسلات داخل حرم الكلية، وقد منعت إدارة الكلية واتحاد الطلاب فريق عمل المسلسل من استكمال تصوير مشاهد غير لائقة في المسلسل وأُخرجوا من الكلية)· فن هادف خلال استقباله نقيب الممثلين المصريين الفنان أشرف عبد الغفور، في سابقة تعد الأولى من نوعها، للتعرف إلى رؤية الجماعة للفن والإبداع في المرحلة المقبلة، أكّد د· محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن الجماعة ترحب بالفن الهادف الذي يرتقي بالمجتمع وتناهض الأعمال المبتذلة، مطالباً الفنانين بوضع ميثاق شرف يحكم أخلاقيات المهنة على غرار ما قامت به نقابة الصحافيين· بدوره، أوضح منسق اللجنة الفنية في الجماعة سيد درويش أن المرشد تحدث عن عظمة المنهج القرآني وأهدى نقيب الممثلين كتاباً تحت عنوان (التصوير الفني في القرآن) للشهيد سيد قطب· أضاف درويش أن أشرف عبد الغفور طرح تساؤلات في مقدمتها موقف الإخوان من الفن، ومسألة ظهور فنانات من دون حجاب، وحقيقة ما يتردد عن إغلاق صالات السينما في حال وصول الإخوان إلى سدة الحكم· يذكر أن هذه الزيارة تمت بناء على طلب نقيب الممثلين في أعقاب تصريحات للعاملين في مجال الفن تعكس خشيتهم من وصول الإسلاميين إلى السلطة، بعدما تردد عن اعتزام الإخوان المسلمين تحويل الفن بأشكاله كافة إلى فن إسلامي لا وجود للمرأة فيه· مواقف المنتجين أثارت تصريحات (الإخوان المسلمين) حول اعتزامهم دخول مجال الإنتاج الفني في السينما والمسرح والدراما التلفزيونية وتقديم أعمال تعبر عن فكرهم جدلاً واسعاً في الوسط الفني، فقد أعلن المنتج أحمد السبكي رغبته في التعاون معهم في حال دخولهم الحقل السينمائي، مهما كانت شروطهم، لكن لا بد من أن تكون الأعمال مفيدة للجمهور وتقدم مضموناً، مع الإشارة إلى أن مضمون أعماله مختلف عن أفكار الإخوان وما يدعون إليه· رحب المنتج عصام شعبان بالتعاون مع الإخوان المسلمين في أعمال فنية شرط أن يناسب الموضوع أطياف المجتمع ويبتعد عن التعصب· في المقابل، أكدت المنتجة إسعاد يونس استحالة التعاون مع أي شركة إخوانية حتى لو كانت ستموّل شركتها بالكامل، لأن السينما في النهاية ثقافة ولا يمكن أن تكون حكراً على أحد أو ترويجاً لأفكار جماعة خاصة· الموضوع الأساسي لا ينظر الفنان يحيى الفخراني إلى المنتج الذي يتعامل معه بقدر ما يهتمّ بجودة العمل وأن يكون مكتوباً بشكل يرضيه· في ما يتعلق بدخول الإخوان المجال الفني، يرى أنه لا يمكن قبول هذه الفكرة أو رفضها في المطلق لأن الفصل هنا هو في ما يقدمه الإخوان وهل يتعارض مع قواعد وأساسيات أي عمل فني· بدورها، لا تمانع الممثلة داليا البحيري في المشاركة في أعمال الإخوان شرط أن تتماشى مع آرائها، لكنها ترفض إملاء شروط عليها· أما زميلتها وفاء عامر فأعربت عن رغبتها في التعاون فنياً مع الإخوان المسلمين، في حال تأسيسهم شركة إنتاج، مستبعدة أن يفرضوا عليها ارتداء الحجاب كشرط لذلك، مشيرة إلى أن حجاب القلب أهم من حجاب الرأس، ومتمنية أن يعيد هؤلاء الريادة إلى المسلسلات الدينية والتاريخية التي تظهر عظمة الدين الإسلامي، لا سيما في شهر رمضان· في المقابل أعلن الفنان هشام سليم أنه لن يغادر مصر في حال سيطرة (الإخوان المسلمين) على الحكم بل سيناهضهم، لأن الأحزاب تبحث عن مصلحتها الخاصة ومنها عضوية مجلس الشعب أو الشورى وليس مصلحة مصر· كذلك رأت علا غانم أن نجاح التيار الديني في الانتخابات طبيعي، بالنظر إلى عدد المحجبات والمنتقبات في مصر، مؤكدة ألا أحد يستطيع فعل أي شيء لا تريده وأنها لن تتنازل عن حريتها· إرادة الشعب أوضح الفنان فاروق الفيشاوي أنه لا يخشى وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم لأنهم ينادون بدولة مدنية، وهذا أمر مطمئن، مستشهدا ًبالنموذج التركي وما أحدثه الإسلاميون فيها من تقدم وازدهار في المجالات كافة· كذلك تفاءل الموسيقار عمر خيرت بمستقبل مصر، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي يشعر فيها الشعب بأنه صاحب قرار ويتمتع بالحرية، وأكد الفنان هاني رمزي أنه لا يخشى على الفن من فوز الإخوان المسلمين أو السلفيين في الانتخابات البرلمانية وتشكيلهم للحكومة المصرية المقبلة، ما دام سيحدث ذلك بشكل ديمقراطي· أما الفنان خالد صالح فدعا المصريين، على اختلاف انتماءاتهم الحزبية، إلى عدم الانقسام وقبول نتيجة الانتخابات مهما كانت، واحترام الإرادة والديمقراطية التي تحققت من خلال انتخابات حرة ونزيهة· يحترم الفنان تامر حسني إرادة الشعب المصري كما يقول، بالتالي لا يخشى وصول الإخوان المسلمين والسلفيين إلى البرلمان المصري، ولن يؤثر ذلك على مستقبل الفن والغناء في مصر، برأيه، لأن شعبها متحضر ولا يسمح بهدم ثقافته· أخيراً، يلفت المخرج خالد يوسف إلى أن الفنانين المصريين ليسوا في حاجة إلى طمأنة من أي تيار حاكم، وأنه يرفض إخراج فيلم ينتجه (الإخوان المسلمون) لأن لديه رؤية إخراجية للعمل الفني ولمنظومة الخير والجمال مختلفة عما يراه الإخوان، مشيراً إلى أن من حق هؤلاء إنتاج أفلام تبرز فكرهم، لكن الحكم في النهاية سيكون للجمهور· أضاف أن الفنانين سيقاومون التيار الإسلامي إذا حاول الاستبداد، مشيراً إلى تشكيل جبهة للدفاع عن حرية الإبداع ضد الفكر المتطرف تضمّ أدباء ومثقفين وفنانين ومفكرين بدأت خطوات عملية لمقاومة سيطرة الإخوان على الحركة الفنية في مصر·