شهد مقر بلدية القصبة صباح أمس حالة طوارئ، بعد الإعلان عن قائمة المرشحين في بعض المناصب الإدارية المفتوحة للترقية في ذات المصلحة، إلا أن أغلب الموظفين انتقدوا بشدة أسلوب الترشيح خاصة من ناحية عدم أخذ بعين الاعتبار عامل الخبرة المهنية في هذه الترقية·· تأسف بشكل كبير الموظفون الذين التقينا هم في مقر البلدية يوم أمس، على طريقة الاختيار والتنقيط الذي سارت عليه عملية ترشيح الموظفين للاستفادة من الترقية في المناصب المفتوحة في بلدية القصبة، فالمعنيون بالأمر والمكلفون بعملية التنظيم والإدارة لم يأخذوا بعين الاعتبار الخبرة التي يتمتع بها بعض الموظفين في هذه المصلحة من أجل الاستفادة من الترقية، وحسب هؤلاء الموظفين الغاضبين والمحتجين على هذه القائمة فإن المسؤولين على التنظيم والإدارة قاموا بإخضاع هذه القوائم إلى مصالحهم الشخصية ولاعتبارات محاطة بالغموض، حيث قامت بترشيح بعض الموظفين في هذه الترقيات رغم عدم امتلاكهم للخبرة المطلوبة للترقية لأي منصب وهي عشرة سنوات، وللخروج من هذا المأزق، أعلنت أنها اعتمدت في هذا الترشيح على مبدأ الترقية الاختيارية، في حين أن الترقية التي تتم عن طريق كل من التأهيل المهني والاختيارية تتطلب توفر عدة شروط في المشرح للاستفادة من هذا الامتياز كتوفر سنوات الخبرة الكافية أو الشهادة العلمية اللازمة، وفي هذا الشأن فإن الموظفين الذين يتمتعون بخبرة مهنية أكثر من عشرة سنوات فما فوق بالإضافة إلى المستوى العلمي العالي من اختيارهم لهؤلاء المرشحين لم يأخذوا بعين الاعتبار الشروط اللازمة بل رشحوا فقط معارفهم وأصدقاءهم ممن لا يحملون أي مستوى ولا حتى استوفت خبرتهم المهنية عشرة سنوات -يقول المحتجون-· إقصاء موظفين لهم 30 سنة خبرة التقينا بأحد الموظفين في بلدية القصبة وهو عون إداري وعلامات اليأس والخيبة بادية على وجهه، فبعد سنوات طويلة في الخدمة في بلدية القصبة كعون إداري، أي منذ سنة 1981 لم يستفد خلالها من أي ترقية، رغم سيرته المهنية الجيدة المشهودة بها من طرف عمال البلدية، ورغم أن القانون يقر له ترقية كل عشرة سنوات، فعلى اعتبار سنوات خبرته يجب أن يكون اليوم في منصب متصرف إداري رئيسي، وبعد تقدمه لمديرية التنظيم والإدارة للطعن في هذه القوائم والاستفسار عن عدم وجود حتى اسمه من ضمن المرشحين لهذه الترقيات، أخبروه بأنه مشرح حسب القائمة الموجودة لديهم لمنصب كاتب إداري بدل أن يكون مرشح لمنصب متصرف إداري رئيسي نظرا لخبرته الطويلة كعون إداري في بلدية القصبة··· ونفس الحالة تقريبا هي موظفة أخرى تعمل في البلدية منذ سنة 1996 كمتصرفة بلدية بعد نجاحها في مسابقة إقامتها المدرسة العليا للإدارة في ذلك الوقت ، وكانت تنتظر أن تتحصل على منصب متصرف إداري رئيسي، إلا أن احتساب التنقيط في عملية الاختيار لن يكون في صالحها، بعد أن تفوقت عليها المتصرفة الإدارية وهي المكلفة حاليا بتسيير البلدية بسبب حالة الانسداد المؤقت التي تشهده نفس البلدية منذ خمس سنوات تقريبا، ورغم أن هذه الموظفة لها الأولوية للاستفادة من هذا المنصب نظرا لخبرتها التي تفوق خبرة هذه المتصرفة المرشحة لهذا المنصب والتي تعادلها أيضا من ناحية الشهادة، إلا انه وحسب هذه الموظفة فإن الترقية لا تتم في هذه البلدية على أساس الشروط المحددة في القانون الإداري وإنما على أساس المصلحة الشخصية·· فالتنقيط والمنصب النوعي سيسمح بإقصاء بعض الموظفين في هذه البلدية من أجل الاستفادة من الترقية في هذه المناصب المفتوحة، رغم أحقيتهم بها خاصة من ناحية الخبرة المهنية والمستوى العلمي العالي·· ولهذا فإن هؤلاء الموظفين الذين تم إقصاؤهم من الاستفادة من هذه الترقيات بطرق ملتوية على أساس المصالح الشخصية، يطالبون بالتدخل العاجل من طرف السلطات المعنية وعلى رأسها مديرية الوظيف العمومي من أجل البت في هذه القضية قبل أن تتفاقم نتائجها، فالتحقيق إجراء فوري لا بد منه لتمحيص قائمة المرشحين والذين سيستفيدون من هذه الترقيات بحيل معتمدة من طرف المسؤولين في هذه البلدية، والذين هم كذلك وحسب هؤلاء الموظفين لا يملكون أي صلاحية، فأغلبهم تم ترقيته إما على أساس شهادات مزورة، وإما على أساس مصالح شخصية، فهناك العديد من الأمثلة في هذه البلدية على هذه الأساليب، فهناك مثلا أعوان أمن استفادوا ما بين عشية وضحاها من مناصب عالية وهم يمارسونها منذ سنوات دون تدخل أي طرف، فإن تعيين خبير من مفتشية العمل ليكون عضوا في اللجان التي ستقوم باختيار المستفيدين من هذه الترقيات، هو من أهم مطالب هؤلاء الموظفين مع وجوب إقالة كل العاملين في مديرية العمل والتنظيم، بسبب احتكارهم المديرية لمصالحهم الشخصية بتنصيب عمال من معارفهم دون توفرهم على المؤهلات اللازمة ويرمون ما بقي من المؤهلين لها عرض الحائط، فبلدية القصبة حاليا على فوهة بركان، فهل ستتدخل السلطات المعنية من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه أو انتظار الانتخابات القادمة بقدوم مسؤولين جدد إلى هذه البلدية ومباشرتهم بتنظيف هذه البلدية بأنفسهم·