أفادت تقارير صحفية بكشف الخرطوم عن مخطّط أمريكي للإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير في السودان· وحسب ما نشرت جريدة (الحياة) الصادرة من لندن فإن مساعد الرئيس السوداني ونائبه في حزب المؤتمر الوطني الحاكم نافع علي نافع كشف أن حكومته أجهضت مخطّطا أمريكيا للتدخّل عسكريا في السودان من أجل إطاحة نظام الحكم في البلاد بالتعاون مع قوى معارضة وتحالف الحركات المتمرّدة في دارفور وجنوب كردفان· وحمل مساعد الرئيس السوداني نافع خلال لقاء مفتوح نظّمه حزبه في ضاحية اللاماب في جنوبالخرطوم في شدّة على أحزاب المعارضة، وقال إن قادتها حاولوا أن يجعلوا من انفصال جنوب السودان قضية لإشعال الغضب الشعبي ضد حزبه، موضّحا أنهم (رقصوا وتمايلوا) في حفلة انفصال الجنوب في جوبا عاصمة الدولة الوليدة، مشيرا إلى أنهم أصبحوا صدى للسفيرة الأمريكية في الأمم المتّحدة سوزان رايس والجمعيات اليهودية، وأعطوا انطباعا بأنهم لا يبالون بذهاب الشريعة الإسلامية، وأضاف: (أنهم باعوا أنفسهم وعقائدهم والشريعة)، وتابع: (إنها أحزاب وتضحك على نفسها ولا تستغفل الشعب السوداني)· وحيّا مجلس الأمن توصّل البلدين إلى تسوية حول النّفط والإجراءات المالية (كعنصر أساسي للاستقرار والتقدّم في البلدين)، وشدّد على أن (أيّ عمل أحادي يتعلّق بقطاع النّفط يمسّ مباشرة بالأمن والاستقرار والتقدّم في كلا البلدين)· ودعا المجلس السودان وجنوب السودان إلى سحب قوّاتهما من أبيي عملاً بالاتفاقات الموقّعة بينهما· وتحدّث نافع عن وعد واشنطن الحركات المتمرّدة في تحالف (الجبهة الثورية السودانية) التي تضمّ حركات دارفور و(الحركة الشعبية-الشمال) والقوى المعارضة بالتدخّل السريع عسكريا في حال نجاحهم في دخول كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، وتحويلها إلى قاعدة ومن ثَمّ الزّحف نحو الخرطوم، ولفت إلى أن الأمريكيين أبلغوا المعارضين بأنه لن يكون في مقدورهم الإطاحة بنظام الحكم القائم قبل أن يتوحّدوا، وتابع: (قالوا لهم: لو استطاعت المعارضة التوحّد ووفّرت دعما سياسيا للحركات المتمرّدة واستطاعت الحركات المسلّحة دخول كادوقلي يمكن أن نصنع لكم بنغازي ونتدخّل عسكريا بسرعة)، في إشارة إلى الدّعم الذي تلقّاه الثوّار اللّيبيون في بنغازي ضد نظام معمّر القذافي· وذكر نافع أن الإدارة الأمريكية رفضت دعم (حركة العدل والمساواة) منفردة واشترطت توحّدها مع الحركات المسلّحة الأخرى من دارفور و(الحركة الشعبية-الشمال)، وأنها قالت لهم: (لا تستطيعون فعل شيء حتى وإن اجتمعتم مع الأحزاب المعارضة)، مؤكّدا عدم ثقة واشنطن في قدرات المعارضة على إسقاط النّظام الحاكم· وصنّف نافع الأحزاب السياسية في السودان إلى ثلاثة معسكرات أحدها يرغب في استئصال النّظام الحاكم ويتزعّمه حزب الترابي (رغم أنه كان معنا في مركب واحد، لكنه انزوى لحبّ النّفس)، والمعسكر الثاني (يضمّ أحزابا أعتبرها قوى وطنية ونحن حريصون على علاقة معها وإن كانت لها رؤى مغايرة لمواقفنا)، أمّا الصنف الثالث فقال إنها أحزاب ناصبت حكومته العداء منذ اليوم الأوّل رغم محاولتها فتح حوار لإقناعها بتأييد مشروع الحكم، ولم يستبعد جنوح المعارضين إلى استثمار الوضع المعيشي بتحريك النقابات، إلاّ أنه أكّد مراقبة السلطات مثل هذه التحرّكات·