تعد التجارة من أهم الأنشطة والمهن التي أصبحت تستهوي العديد من الأفراد، خاصة الشباب، لأنها تعد مربحة إذا عرفت طريقة استغلالها الصحيحة، ومن خلال مجموع المحلات الموجودة هنا وهناك، والتي تفتح أبوابها بين كل فترة وأخرى، فإن هذا لا يعد سوى دليلا على نجاح الأشخاص في هذه المهنة، والكل حسب النشاط التجاري الذي اختاره، لكن من أهم الأسباب والعوامل، التي تساعد على إنجاح العمل التجاري أكثر، هو طريقة المعاملة بين الزبائن والتجار، والتي يكون لزاما على أي تاجر مهما كان نشاطه أن يعرف طريقة التعامل الصحيحة مع الزبائن، وعليه أن يعرف أيضا، إن الجودة العالية للسلع وسعرها المنخفض، لا يكفيان للفت انتباه الزبون وكسب ثقته· ولعل أهم ما يلفت نظر وانتباه الزبون إلى محل ما، هو شخصية البائع وطريقة تعامله مع الزبائن، مما يشجعه ويدفعه إلى شراء كل ما عرض عليه من سلع، دون أن يستفسر أو يدخل في المناقشات الحادة التي نعرفها مع البائع، وعليه فقد انتهج العديد من التجار والباعة سلوكا يمكنهم من كسب أكبر قدر ممكن من الزبائن، حيث أصبح العديد منهم يملكون ميزات خاصة كالكلمة الطيبة وحسن الاستقبال والتعامل مع الزبائن، والابتسامة في وجه الزبائن، أضف إلى كل ما سبق ذكره، صفة الصبر التي تمكنهم من توفير كل ما يرغب فيه الزبون، خصوصا وأن هناك البعض من الزبائن الذين يطلبون منك رؤية كل ما في المحل، ومع ذلك فإنك تتوقع منهم عدم اقتناء ولا غرض منها، لذا يجب عليه الاستعداد جيدا لمثل هذه التصرفات مراعاة لطلبات الزبائن، ومن أجل تقديم أحسن وأجود ما يحتويه محله· إن مثل هذه الميزات، على غرار الكلمة الطيبة والابتسامة والصبر، من شأنها تقليص المساحة بين قلوب الناس، لأنها تمسح الغضب وتفتح أبواب الخير في وجه الجميع، وهي أيضا ذات أثر طيب على النفوس، لأنها تبعث فيها الراحة والطمأنينة، بالإضافة إلى كونها حافزا جيدا للزبائن، من أجل إقناعهم على شراء واقتناء الأغراض، كما أنها من أهم المميزات التي توصل التاجر إلى النجاح الذي يريده مع ضمان استمرار يته في هذا المجال· ولدى اقترابنا من بعض المواطنين، لمسنا مدى إعجابهم بهؤلاء التجار الذين يحسنون معاملة الزبائن، حيث قالت لنا السيدة يمينة، إنها قد تعودت على اقتناء أغراضها من عدة محلات معينة، فهي بذلك صارت زبونة وفية لها، والسبب يعود -حسبها- لخفة ظل أصحابها، ولحسن معاملتهم للزبائن، وكلامهم الطيب معهم، لتشاطرها الرأي فتاة أخرى قائلة، إنها وبحكم دراستها الجامعية فقد تعودت على تناول غذاءها في الخارج، لذا فهي تذهب رفقة زميلاتها إلى مطعم قمن باختياره، لا لجودة مأكولاته، وإنما بسبب حسن الاستقبال وحسن المعاملة، والكلمة الطيبة، التي يجدنها هناك، بالإضافة إلى الابتسامة التي يستقبل بها الزبائن هناك، لتضيف لنا بأن الأمر لا يتعلق بالمطاعم فقط، بل حتى بالنسبة لمحلات بيع الملابس والمواد الغذائية وغيرهم، فهي دائما تصر على الذهاب إلى المكان الذي تستريح فيه، لا إلى الأمكنة التي يعامل أصحابها زبائنهم باحتقار·