أقدم المئات من قاطني حي الزرّيعة الفوضوي بالجلفة أمس الأربعاء على الاعتصام أمام مقرّ الولاية احتجاجا على إقصائهم من برنامج الترحيل الذي سطّرته ولاية الجلفة هذه الأيّام، والذي استفادت منه 1704 عائلة بمختلف الأحياء الفوضوية بالجلفة. حيث تجمّع المحتجّون بأعداد غفيرة أمام مقرّ الولاية رافعين لافتات ردّدوا من خلالها شعارات للمطالبة بحقّهم في السكن وتندّد بسياسة الإقصاء والتهميش والحفرة التي تعرّضوا لها· ووقال أحد السكان ل (أخبار اليوم): (نحن لسنا ضد أن يستفيد مواطنون من السكنات الجديدة الجاهزة على مستوى الولاية، لكننا نطالب السلطات بحصّة من السكنات غير المستغلّة لفائدة العائلات غير المحصية التي راحت ضحّية اللّجنة، خاصّة وأن العديد منهم كما يقولون يعانون من أزمة السكن، على غرار حي الفصحى والمستقبل وغيرهم من الأحياء التي تمتدّ معاناة سكّانهم إلى عدّة سنوات. وحسب بعض المحتجّين الذين يمثّلون أحياء (الزرّيعة) فإنهم لجأوا إلى هذه الخطوة بعد أن تمّ تجاهلهم من طرف السلطات، والذين قالوا في تصريحاتهم (إننا ضحايا لجنة الترحيل التي لم تعمل عملها) كما قالوا عنها، حيث اتّهموها بأنها عمدت إلى إقصائهم وانحازت إلى جهات مُعيّنة. وأكّد المحتجّون أنهم يقطنون في هذه الأحياء منذ حوالي 5 سنوات دون إحصائهم من طرف اللّجنة التي اعتمدت على المحاباة و(المعريفة) في انتقاء عملية الترحيل الخاصّة بالمحصيين لسنة 2007، على حد تعبيرهم· كما ندّد المحتجّون بحقّهم في حصولهم على سكن اجتماعي لائق، سيّما وأنهم سئموا من الوعود، وقد طالب آخرون منهم بضرورة الأخذ بعين الاعتبار مأساتهم جرّاء أزمة السكن التي تطاردهم، سيّما قاطنو الأحياء الفوضوية بحي الزرّيعة، إذ أكّدوا ل (أخبار اليوم) أنهم يعيشون ظروفا أقلّ ما يقال عنها إنها كارثية بكلّ المقاييس جرّاء انبعاث الرّوائح الكريهة من قنوات الصّرف الصحّي التي قامت حسبهم السلطات بتهديمها، بالإضافة إلى قيام السلطات حسبهم بقطع الماء والكهرباء والغاز عنهم· وقد أكّد المحتجّون في ذات السياق أن هناك بيوتا هشّة مهدّدة بالإنهيار في أيّ لحظة، لذا ناشدوا الجهات الوصية التدخّل قبل وقوع الكارثة وإلاّ سيقع ما لا يحمد عقباه، وهذا بالنّظر في حالتهم التي قالوا إنها نكبة حقيقة. وقد عبّر المحتجّون عن استيائهم جرّاء الكارثة البيئية التي يتعرّضون لها، والتي تهدّد صحّة سلامة أبنائهم على حدّ قولهم ، مطالبين وزارة الصحّة بالتدخّل واتّخاذ الإجراءات اللاّزمة في ظلّ الظروف القاسية التي يكابدونها، كما ناشدوا الجهات الوصية التكفّل بوضعيتهم وانشغالاتهم الخاصّة بأزمة السكن التي جعلت من يومياتهم كابوسا حقيقيا·