بعد تسعة مواسم لاحقة عاد تشيلسي إلى ما كان عليه تحت قيادة المدير الفنّي كلاوديو رانييري مهرولاً بيأس لاحتلال أحد المراكز الأربعة في الدوري الممتاز· كما توجّهت الأزمة الأخيرة في هذا الموسم نحو الذروة المعتادة لإقالة المدير الفنّي، فقد أشار عدّاد الإنفاق في تشيلسي إلى أكثر من بليوني جنيه إسترليني· في الوقت نفسه ذكرت وسائل الإعلام البريطانية أن إبراموفيتش قال للاّعبين الذين كان أداؤهم سيّئا أو المغرورين منهم إنهم سيتّبعون آخر كبش فداء أندريه فيلاس - بواس إلى خارج أبواب ستامفورد بريدج إذا لم يحسّنوا من أدائهم· وهذا الرّقم المذهل للإنفاق كان هو السبب· ففي مواسمه الثمانية الكاملة التي أمضاها في منصبه، أنفق تشيلسي مبلغا لا يصدّق قدّر ب 642.584.000 جنيه إسترليني على شراء لاعبين، وبعد ذلك دفع لهم أجورا تحيّر العقل بلغت 1.170.591.000 جنيه إسترليني، أي ما يجعل المجموع 1.813.175.000 جنيه إسترليني نحو مليارين من الجنيهات يدمع العيون، بالإضافة إلى إنفاقه 66 مليونا هذا الموسم حتى الآن على لاعبين من أمثال خوان ماتا في العام الماضي وأكثر من ذلك بقليل على غاري كاهيل في جانفي الماضي· وهكذا، تمّ صرف بليونا إسترلينيا على النّادي الذي يمكنه أن ينهي موسمه الحالي في وضع أسوأ ممّا كان عليه حتى قبل أن تبدأ ثورة الرّوسي فيه· وبالتأكيد فإنه في ما بين هذه الأوقات تمتّع تشيلسي بالفترة الأكثر نجاحا في تاريخه، فقد فاز ثلاث مرّات بلقب الدوري الممتاز ومثلها بكأس الاتحاد ومرّتين بلقب رابطة الأندية المحترفة وكان قريبا جدّا من الفوز بدوري أبطال أوروبا لو لم يهدر جون تيري ركلة جزاء في المباراة النّهائية ضد مانشستر يونايتد التي أقيمت في موسكو في نهاية الموسم 2007/2008، والتي أعطت الفرصة والإثارة للجماهير التي لا يمكن لهم أن يتصوّروها أبدا· لكن رغم كلّ هذه الأموال أصبح تشيلسي الحالي يراوح مكانه على أرضه وخارجه· لماذا؟ حسنا، إقالة مدير فنّي لنادٍ على أساس منتظم لم تكن أبدا فلسفة الفوز والنّجاح، لكن تشيلسي ما يزال يقوم بذلك، ووفقا للأرقام الخاصّة به فقد دفع البلوز أكثر من 66 مليون جنيه إسترليني لتوظيف وإقالة رؤساء المدرّبين والموظّفين العاملين معهم خلال سنوات إبراموفيتش، قبل أن يتسلّم أندريه فيلاس - بواس هدية الوداع التي قدّرت بين 9 و11 مليون جنيه إسترليني·