ندد الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين بالأعمال التى شهدتها مدينة «زهدان» الإيرانية، وراح ضحيتها مئات القتلى، والعشرات من الجرحى نتيجة العنف ضد المدنيين؛ الشيعة والسنة. وأكد الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد، أن ما حدث مرفوض من كل الشرائع السماوية، والقوانين الوضعية، والمواثيق الأخلاقية، مستنكرا رد الفعل من بعض من أسماهم "المتطرفين الشيعة"، وإضرامهم النار فى بعض الأسواق، ووصفه ب"الأمر الخطير الذي لا يجب أن يحدث بين المسلمين بعضهم البعض". وأضاف أن رد الفعل الذي حدث من قبل بعض الشيعة بسبب هذه الواقعة "الاليمة" من إضرام النار في بعض أسواق زاهدان، والاعتداء على الأبرياء من أهل السنة بدافع الثأر، مخالف لكل القيم الاسلامية والأحكام الشرعية، وجريمة نكراء تضر بالمصالح المشتركة بين أبناء الوطن الواحد والدين الواحد، و يجب ايقافه فورا. وأشار القرضاوي إلى وجود "مخطط عدواني خطير، بل مشروع صهيوني أمريكي لإشعال المنطقة بالفتن والنزاعات الطائفية، لتمزيق الأمة الإسلامية وشغلها بالحروب الداخلية؛ ليعادي بعضها بعضا ويقتل بعضها بعضا، وتظل متفرقة ممزقة الأوصال، حتى تسهل السيطرة عليها وابتلاعها ونهب ثرواتها وامتصاص دماء أبنائها". ودعا القرضاوى "علماء الأمة، وحكامها، وحكماءها، ومفكريها من السنة والشيعة"، للارتقاء فوق هذه الإحداث، بالتعاون البناء والمتكامل، والسعي الجاد لتحقيق المساواة وإعطاء الحقوق المتقابلة لكل الاطراف، وتحقيق المصالحة الشاملة بين الشعوب وحكامها، والتقارب الحقيقي بين الطوائف والمذاهب على أساس العدل والإنصاف. من جانبه، قال الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن تصريحات القرضاوي حول هذا الحادث "مقبولة"، وطالبه بتعميم جميع تصريحاته على الطرفين، السنة والشيعة، دون استثناء. وأكد بيومي أن جميع أعمال العنف من الفريقين مرفوضة، واعتبرها عودة إلى "الجاهلية الأولي"، وإلي زمن "الحروب التي كانت تلعب فيها العصبية والمذهبية القبلية الدور الرئيسي". وقال بيومي: نحن الآن أمام عصبية مذهبية من نوع آخر يدعي الانتماء للإسلام وهو منها برئ، مستشهداً بقوله تعالي في سورة الأنعام "إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ".