ندد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بالعمليات التفجيرية التي تنفذها الجماعات الإرهابية، وتأخذ البريء والمسيء مطلقة عليها "جهادا"، مؤكدا أنها ليست من الجهاد في شيء، وتسيء إلى أمة الإسلام، مذكرا بقوله تعالى:"مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا". وقال الشيخ القرضاوي معقبا على التفجيرات الأخيرة التي شهدتها العاصمة الروسية موسكو، إن الإسلام نهى عن قتل الرهبان والأطفال، ومن لم يحمل السلاح، وتساءل مستنكرا كيف يجوز قتل هؤلاء بحجة خلاف مع السياسيين والعسكريين، وأضاف القرضاوي في بيان نشر على موقعه الإلكتروني، أن الإسلام لا يبيح أن يُقتل إنسان إلا عن بينة مؤكدة أنه يستحق القتل، مؤكدا أن مثل هذه الجرائم تسيء للأمة الإسلامية ويضعها في قفص الإتهام بالعنف والإرهاب، مسترسلا بالقول أن الإسلام بريء من الإرهاب ومن العنف ومن كل ذلك، وقال:"إن هؤلاء الذين يستبيحون دماء الناس باسم الجهاد، فهذا ليس من الجهاد في شيء". ووجه القرضاوي نداء إلى الجماعات التي تتبنى نهج التفجير، قائلا:"أنادي إخواني في هذه الجماعات، أن يراجعوا أنفسهم وأن يتقوا الله في دينهم، إذا كان عندهم شيء من المراجعة، لما يعتنقون ولما يقومون به، مذكرا بأن "بعضهم راجع نفسه من تلك الجماعات، وتبينوا أنهم كانوا على خطأ بّين، ولكن بعد ماذا، بعد أن شوهت كل جماعة من هذه الجماعات التي ترى القتل جهادا، سمعة الإسلام. وعلى صعيد ذي صلة؛ وجه القرضاوي نداء للقادة المسؤولين، ألا يكون كل همهم علاج هذه المسائل بطريقة الأمن وحده، ورأى أن العلاج الأمني لا يحل المشكلة، مؤكدا على ضرورة فتح حوار الند للند مع هذه الجماعات، للتوصل إلى اتفاق مشترك، يمكن من حل المشكلة من جذورها، وقال لابد أن يراجعوا هذه القضايا جميعا بأن يجلسوا مع الإخوة، فهذه مسائل سياسية لابد أن تحل، ويمكنهم أن يحكّموا علماء المسلمين في ذلك، فالحل الأمني يسكت القضية فترة ثم يعود، ولابد من حل يقوم على السياسة والفكر حوار الند للند، حتى يصلوا لحل المشكلة من جذورها". وعلى صعيد آخر تعلق بنتائج القمة العربية المنعقدة مؤخرا بسرت الليبية، أعرب الشيخ في خطبة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة، عن أسفه لما أسفرت عنه القمة العربية في سرت، موضحا أن:"الشعوب العربية كانت تتوقع منها أن تقرر شيئا ذا بال في قضايا العرب، خاصة القدس وفلسطين وقضية عزة وحصارها وجوع أهلها، ولكن للأسف لم تأت القمة بشيء يذكر، وهو الذي كان يتوقعه الناس، وهو الذي قاله رئيس الدورة السابقة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في جلسة الإفتتاح، كأنما ينعى هذه الجامعة التي لم تعد تقدر على حسم خلافاتهاو ولا على حسم قضية واحد"، مشيرا إلى أنه لم يبق إلا شعوب هذه الأمة، لتجبر الحكام على فعل شيء لصالح القضية الفلسطينية، في عدم توصل قادتها ووزراء خارجيتها إلى شيء.