بعد أن كانت الأنترنت محصورة على فئة الشباب والعمال، خصوصا وأن أكبر نسبة تتردد على مقاهي الأنترنت هي من الشباب، إلا أنه في الفترة الأخيرة لم تعد الأنترنت محصورة عند هذه الفئة فقط، خصوصا مع دخول جهاز الكمبيوتر وشبكة الأنترنت إلى العديد من البيوت الجزائرية، حيث تشهد مواقع وصفحات الأنترنت إقبالا كبيرا من قبل النساء، خاصة الماكثات يوميا بالبيت، واللواتي أصبح همهن الوحيد البحث عن كل ما هو جديد في عالم الموضة والجمال والديكور، وحتى الطبخ· وبعد أن كانت أغلب النساء الجزائريات يقضين معظم أوقاتهن أمام شاشات التلفزيون لمتابعة المسلسلات، خاصة مسلسلات الدراما التركية التي عرفت انتشارا رهيبا في السنين الأخيرة بكامل أرجاء الوطن العربي، غير أن حمى الأنترنت والفايس بوك التي أصابت العديد من النساء جعلتهن يغيرن هواياتهن من متابعة البرامج والمسلسلات التلفزيونية، ومن قراءة المجلات، إلى تصفح كل ما تحمله إليهن الأنترنت، خصوصا أنهن وجدن فيها كل ما يرغبن به من أزياء وموضة وديكور، بالإضافة إلى وصفات الطبخ والحلويات، ووصفات المحافظة على الجمال والرشاقة، ونصائح عن تربية الأولاد والاهتمام بالبيت، وكل هذا بكبسة زر واحدة، وفي أي وقت أردن ذلك· فبفضل الغزو الرهيب لشبكة الأنترنت لمعظم البيوت الجزائرية، وجدت المرأة الجزائرية الأنيس الدائم لها، إذ أصبحت العديد من النساء تقضي أوقات فراغها أمام شاشة الكمبيوتر، متصفحة بذلك كل المواقع والصفحات التي تحمل إليها الإجابات عن كل استفساراتها المتنوعة، كما أنها تساهم في حصولها على معارف جديدة، بالإضافة إلى تكوين صداقات جديدة تخرجها من جو الطبخ والغسل، وحتى وإن كانت في بعض الأحيان مدة مكوثها أمام الكمبيوتر غير طويلة نظرا لانشغالاتها الكثيرة، خصوصا إذا ما كانت متزوجة أو أما، إلا أن ذلك لم يمنعها من تفويت الفرصة ولو البقاء أمام الكمبيوتر لربع ساعة يوميا· وفي هذا الصدد تقول إحدى السيدات ممن تحدثنا إليهن، وهي ربة بيت وأم لثلاثة أطفال، إنها لا تفوت يوما دون الجلوس أمام الكمبيوتر ولو لنصف ساعة، وهو الوقت الذي تستغله للبحث عن كل ما يهمها، أو عن إجابات للأسئلة التي تعترض طريقها، حتى أن الأمر تحول إلى عادة لديها، فمثلا إذا كانت تريد أن تطبخ شيئا ما، وهي لا تعرفه وصفته جيدا، فإنها تعود إلى أحد المواقع لأخذ الوصفة، والأمر سيان في كل الأمور التي لا تجد حلا لها، لتضيف بأن الأنترنت أصبحت من أهم المراجع التي تعتمد عليها في كل شيء تقريبا· أما الأهم من كل تلك المواقع، فهي الصفحات والمواقع التفاعلية على غرار الفيس بوك واليوتيوب وغيرهما من المنتديات العربية والغربية، التي تشهد إقبالا كبيرا من طرف الشابات الماكثات بالبيت، واللواتي يجدن فيها فرصة للتعبير عن ذاتهن، وكذا التواصل مع غيرهن وتكوين صداقات من داخل وخارج الوطن، وعليه تقول الآنسة هدى تبلغ من العمر 28سنة، وهي ماكثة بالبيت منذ أن أنهت دراستها ولم تجد عملا، وبمرور الوقت بدأ الملل يتسلل إلى قلبها، إلى أن حل اليوم الذي عبرت عنه بأسعد يوم في حياتها، وهو يوم قرر والدها شراء جهاز كمبيوتر وتوصيله بشبكة الإنترنت، ومنذ ذلك الوقت وهي تقضي كل وقتها أمام شاشة الكمبيوتر، لتضيف بأنها تعلمت منه الشيء الكثير، خاصة في مجال الطبخ والحلويات والديكور، وأيضا كونت صداقات جديدة أخرجتها من حالة الملل الذي كانت تعيش فيها·