المتجول هذه الأيام في شوارع العاصمة وأزقتها بدءا من ساحة أودان التي تعج بمحلات بيع الكتب مرورا بساحة الشهداء ، إلى باقي الأسواق الشعبية في العاصمة التي تشهد إقبالا غير مسبوق من النساء اللواتي احتشدن بأعداد هائلة أمام المكتبات والطاولات التي تعرض كتب الطبخ، باحثات فيها عن ''الحل السحري'' لعله ينهي حيرتهن وتساؤلهن الدائمين عما سيطبخن طيلة شهر رمضان الفضيل..لأنه وبكل بساطة قررن تحضير أطباق عصرية وشرقية تضاف إلى مائدة رمضان العادية..هن شابات، عجائز وحتى عرائس التقت بهن ''النهار'' في بعض أسواق العاصمة.. بمجرد أن حل شهر رمضان الكريم حتى شمرت النسوة على سواعدهن وكل واحدة منهن تبتغي إرضاء عائلتها بوجبة تضاهي تلك التي تظهر في ''الومضات الإشهارية'' وعلى صفحات الجرائد، ''النهار'' اقتربت من بعض النساء اللواتي التقتهم على مستوى سوق ''باش جراح'' الشعبي واللواتي كن منهمكات في اختيار كتب الطبخ، حيث علقت السيدة لمياء وهي تتصفح كيفيات تحضير ''الغراتان''، أنها عروس جديدة وهي تبحث عن وصفات حديثة ومبتكرة لتبهر بها زوجها وعائلته في هذا الشهر الفضيل، حيث قالت'' الحكمة تقول إن أقرب طريق للتقرب من قلب الرجل هي معدته، وأنا على أتم الإستعداد لتمضية يوم كامل في المطبخ لإرضاء زوجي. أما السيدة خديجة التي وجدت ضالتها في كتاب يحمل 30 وصفة من الشوربة إلى الطبق الرئيسي مرورا بالتحلية أكدت لنا أنها موظفة بالبلدية، وهي لا تملك متسعا من الوقت في التفكير بالطبق الذي ستعده لأفراد عائلتها، مضيفة'' الكتاب على الأقل سيجنبي الحيرة اليومية وعليّ سوى تنفيذ الوصفة والتقيّد بالكميات المدونة فيها بحذافيرها لضمان نجاحها. رغم غلاء المعيشة.. نسوة يتهافتن على الأطباق المغربية والتونسية ورغم أن معظم النساء يجمعن على نجاعة الوصفات إلا أن السيدة منيرة ترى أن المشكلة ليست في الوصفات بل في القفة التي تدخل البيت، فكيفيات إعداد طبق معين يمكن لأية امرأة أن تجده سواء على صفحات الجرائد أو على شاشة التلفزيون كون المرأة الجزائرية تحترف فن الطبخ بدون فضائيات، ولكن المشكل يكمن أساسا في الإرتفاع الجنوني لأسعار المواد الإستهلاكية، مضيفة'' أين لي بدجاجة كاملة لكي أطبخ البسطيلة أو اللوز الأخضر لتزيينها''، لتقاطعها امرأة أخرى قائلة ''لهيب الأسعار أنساني حتى الأطباق التقليدية كالمثوم وأنا اليوم بصدد البحث عن وصفات اقتصادية لا تحوي مكوناتها اللحم والدجاج أوحتى السمك''. وعن الإقبال المتزايد على ''كتب الطبخ''، صرح لنا أحد الباعة في ''بن عمر'' أن الأيام الأولى من رمضان تعرف طلبات كثيرة على كتب الطبخ خاصة المغربي والتونسي، وفي الآونة الأخيرة راجت بكثرة أطباق ''الغراتان'' خاصة وأن شهر رمضان هذه السنة تزامن مع فصل الصيف حين تجد النسوة ينفرن من إعداد العجائن. أدخلي''الفايس بوك''..واحصلي على وصفة ''التشيز كيك'' غادرنا السوق واتجهنا إلى أحد مقاهي الأنترنت بحسين داي لتحرير الموضوع أين التقينا هناك بأسماء صاحبة العشرين ربيعا التي وجدناها منهمكة في نقل إحدى الوصفات الخاصة بطبق ''التشيز كيك''، لتوضح لنا بأنها قد اشتهت أكل هذا الطبق ولا تعرف كيفية تحضيره، مما دفع بها إلى الإستعانة بصديقاتها على موقع المحادثات الإجتماعية ''الفايس بوك'' اللواتي زوّدنها في ثوانٍ بالوصفة، ليتدخل صاحب المقهى قائلا ''العديد من الفتيات يقصدن المحل ويطلبن مني تسجيل حلقات عن البرامج الخاصة بالطبخ''. إذن هن نساء يتهافتن على الوصفات في شهر رمضان لإعداد أحلى وأطيب الأطباق لأفراد عائلتهن، لكن الجدير بالذكر في هذا المقام هو أننا لن نسأل عن طعامنا بل عن صالح أعمالنا.