لم يسبق وأن عرف زيت الزيتون ارتفاعا في أسعاره مثلما عرفه هذه السنة ،بحيث وصل إلى 600 دينار للتر الواحد، لتقفز الأنواع الجيدة إلى حدود 700 دينار وهو الأمر الذي لم تتقبله فئاتٌ واسعة من المواطنين خاصة وأنهم ألِفوا استعمال تلك المادة في استهلاكهم اليومي، وبعد أن كان يتداول بسعر 400 دينار للتر الواحد في السنوات الماضية بلغ سعره السقف في هذه السنة· مما انقلب بالسلب على أغلب العائلات وأدى ببعضها إلى التقشف في استعماله واقتصر استعماله في حدود المرض خاصة وأن السعر الذي تداول عليه لا يشجع على اقتناء كميات كبيرة منه في ظل انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين، حتى من العائلات من لم تستفد من الزيت الجديدة المنتجة في هذه السنة وراحت إلى استعمال زيت السنة الماضية بعد أن تفاجئت بتلك الأسعار التي لا تخدمها البتة· وتأثرت ربات البيوت من السعر المعلن لاسيما وأن هناك من النسوة من يستعملنه بكثرة في إعداد بعض الأطباق اليومية بالنظر إلى النكهة التي يضفيها عليها لكن سعره حال دون استعماله، وهن بالكاد أضحين يستعن بقطرات منه لمعالجة بعض أعراض الزكام والسعال خاصة وأن مادة الزيت تتوفر بكل بيت جزائري، بحيث يستعمل استعمالا واسعا في استطباب العديد من الأمراض· اقتربنا من بعض السيدات للوقوف على كيفية مجابهتن لأزمة الأسعار الحاصلة والتي لم يسلم منها حتى زيت الزيتون باعتباره مادة أساسية في كل بيت، فبين كلهن انزعاجهن من وتيرة الأسعار التي عرفتها هذه السنة والتي لم تمكنهن من اقتناء كميات كبيرة بغرض تخزينها في البيت مثلما عهدن عليه واكتفين بجلبه في حدود اللتر الواحد لاستعماله في المداواة لا غير، أما الطبخ فهو شيء مستبعد في ظل تلك الأسعار التي لا تخدم جميع الطبقات· ما بينته السيدة فاطمة التي قالت إنها أدهشتها الأسعار المتداولة في هذه السنة والتي لم تنخفض عن 600 دينار الأمر الذي لم يمكنها من اقتنائه وهو على ذلك السعر، واكتفت بمخزون السنة الماضية الذي هو على وشك الانتهاء ولم يعد يقتصر استعماله إلا لاستطباب بعض أمراض الزكام والسعال أما الطبخ به فهو أمر مستبعد، فالأسعار لا تشجع البتة على خلاف ما عهدناه في الماضي أين كان سعر اللتر الواحد 250 دينار وهو معقول نوعا ما، وكان يمكننا من اقتناء كميات إضافية مقارنة بالسعر الذي أعلنه التجار في هذه السنة· أما سيدة أخرى فقالت إن الكل لاحظ تضاءل الكمية في هذه السنة مما انقلب بالسلب على الأسعار، وراح التجار في تبيين جشعهم ليرتفع سعر اللتر الواحد أحيانا إلى 700 دينار في بعض النواحي، وهو سعر مرتفع لا يمكننا من جلب الكمية التي اعتدنا عليها في السنوات الماضية، وقالت إنها جلبت لترين وانتهزت فرصة عرضه من طرف أحد التجار ب 550 دينار وهي تستعمله في حدود الضرورة على عكس الاستعمال الواسع له من قبل· وفيما أرجع البعض ارتفاع الأسعار إلى تضاءل إنتاجه في هذه السنة أرجع آخرون سبب ارتفاعه إلى المضاربة في الأسعار التي ينتهجها في كل مرة التجار·