تسجل أسعار زيت الزيتون، في الآونة الأخيرة، ارتفاعا محسوسا تعدى سقف 600 دج للتر الواحد على خلاف السنة الماضية التي لم تتجاوز فيها ال 450 دج، وهو ما تسبب في قلق المواطنين نتيجة عجزهم عن اقتناء هذه المادة الضرورية. وفي تجولنا عبر أسواق العاصمة، لمسنا التهاب أسعار زيت الزيتون التي بلغ سعر اللتر الواحد 600 دج، في حين تراوح سعر اللتر من الزيت المغشوش أو ”القديم” بين 350 و450 دج. وقد اتهم المواطنون أصحاب المعاصر برفع الأسعار، في حين اتهم التجار المضاربة وأكدوا أنها السبب الرئيسي وراء التهاب الاسعار. وقد برر الفلاحون وأصحاب المعاصر هذا الارتفاع بانخفاض إنتاج الزيتون خلال الموسم الحالي، ما انعكس سلبا على الأسعار بفعل قانون العرض والطلب، مؤكدين أن غلاء سعر زيت الزيتون يرجع إلى غلائها لدى الفلاحين الذين يرفعون سعرها تلقائيا كلما انخفض إنتاج محصول الزيتون لديهم، حيث بلغ هذه السنة لأول مرة سعر 7 آلاف دينار للقنطار، وأكد هؤلاء أن معظم المعاصر لم تشتغل أكثر من شهرين طوال السنة نتيجة قلة المحصول. وشدد محدثونا أن المتسبب الرئيسي في غلاء هذه المادة الغذائية الحيوية، هو انخفاض المحصول الذي شهدته أغلب مناطق ولاية بومرداس وتيزي وزو وبجاية، نافين أن يكون أصحاب المعاصر هم المتسببون في ذلك، وأشار هؤلاء إلى أنه كلما كان السعر أقل كلما كان ذلك في صالح صاحب المعصرة، حيث يمكن للزبون أن يشتري كمية أكبر من زيت الزيتون. وعن قلة الإنتاج الذي عرفته أغلب حقول زيت الزيتون هذه السنة، اعتبر بعض الفلاحين أن ذلك أمر طبيعي، كون محصول الزيتون معروف لدى الجميع بأنه يختلف من عام لآخر، فعام يكون فيه المحصول وفيرا وآخر يكون فيه قليل الوفرة. وأضاف هؤلاء أن سعر زيت الزيتون يرتفع تلقائيا عندما يقل المحصول لدى الفلاحين، حيث بلغ سعره هذه السنة 70 دج للكيلوغرام الواحد بينما لم يتعد ال40 دينارا السنة الماضية، وهو ما انعكس على مادة زيت الزيتون التي ارتفع سعرها إلى 600 دينارا للتر بينما لم يتعد سعرها السنة الماضية ال450 دينارا، على حد قوله. ويعزو محدثونا قلة المحصول من زيت الزيتون إلى عوامل أخرى يتسبب فيها الإنسان بالدرجة الأولى، ومنها عدم العناية بشجرة الزيتون، إلى جانب عامل مهم في الحصول على مادة وافرة من زيت الزيتون ويتمثل في طريقة الجني، فالطريقة التقليدية والعشوائية تتسبب في الكثير من الأحيان في تلف كمية كبيرة من المحصول.