حظي قطاع الفلاحة في السنوات الأخيرة باهتمام وعناية كبيرين، وهذا بفضل البرامج التنموية المسطرة، التي جاءت في شكل مخططات خماسية أولى وثانية وثالثة، رصدت لها مبالغ مالية معتبرة، وسمحت جملة المشاريع الفلاحية التي تنوعت بين مختلف الصيغ الفلاحية، في الارتقاء والنهوض بعدد معتبر من المستويات الفلاحية المهمة بالولاية، وكذا تحقيق ما يسمى بالفائض الغذائي المؤمن في عدد من المنتوجات الفلاحية، على غرار الحليب، اللحوم الحمراء والبيضاء، الجزر، فاكهة المشمش، كما ساهمت مختلف صيغ الدعم الفلاحي بتحسين مستوى الاستثمار الفلاحي، وخلق أنواع جديدة منه، إضافة إلى تذليل العددي من العقبات التي تحول دون تنفيذ مختلف البرامج والصيغ· تشير آخر الأرقام الواردة من مديرية المصالح الفلاحية بالمسيلة، إلى تحسن وانتعاش ملحوظ في قطاع الفلاحة في السنوات الحالية، مقارنة بالسنوات الماضية، وأكدت ذات المصالح أن جملة المخططات الفلاحية التي طبقت بالمسيلة قد أعطت ثمارا سريعة وحقيقية رغم جملة العراقيل التي تعترضها، وفي مقدمتها مشكل الوعاء العقاري الفلاحي، الذي كثيرا ما ساهم في إفشال كثير من المشاريع، وتقدر المساحة الفلاحية الإجمالية لولاية المساحة ب18 ألف كم مربع، بها 277 ألف هكتار مساحة صالحة للزراعة أو مستغلة كليا، و36 ألف هكتار مساحة متنوعة بين مسقية بنسبة 13بالمائة، ومليون هكتار مساحة رعوية ورقم كبير يعكس حجم اهتمام ساكني منطقة الحضنة بتربية الحيوانات وفي مقدمتها الماشية برقم بلغ 1.5 مليون رأس من الغنم، وهي الثالثة وطنيا، و26 الف رأس من البقر وبمعدل 14 مليون لتر حليب سنويا، و140 ألف من الماعز، و1600رأس من الإبل وهي في تناقص مستمر نظرا للظروف التي تعيشها وقلة الاهتمام اللازم بها· تعدد الثروة الحيوانية جعل القائمين على قطاع الفلاحة يولون أهمية قصوى لهذا التنوع المهم، من خلال تسطير برامج ومشاريع، منها ما نجح، على غرار توزيع الحبوب على الفلاحين والمربين، برقم وصل إلى أكثر من 400 ألف قنطار كأعلاف، إضافة إلى دعم أسعار الشعير وبيعه بثمن منخفض ب1500دج، مع تحمل الدولة لفارق الحساب المقدر ب1000دج، يضاف إليها مجانية التلقيح للمواشي، حيث يتم تلقيح أكثر من مليون رأس سنويا، وفي مقابل ذلك عيب على المصالح الفلاحية فقدانها لبصيرتها فيما تعلق بالاعتناء بفئة الموالين الرحالة، والقاطنين في مناطق بعيدة جدا على غرار منطقة الرمل، التي يوجد بها أكثر من 100 ألف رأس من الماشية، تكاد تهلك من قلة المياه والمناطق الرعوية، ناهيك عن الأمراض الحيوانية التي تفتك بالماشية، نظير عدم استفادتها من عناية بيطرية جيدة، على غرار مرض اللسان الأزرق الذي ضرب عدد من رؤوس الماشية قبيل عيد الأضحى المبارك ولم تحرك له المصالح البيطرية ساكنا، وهذا نتيجة عدم وجود صلة قانونية وربط بين الموال المربي والجهات الفلاحية·