هي زوجة لإطار تورط في قضية قتل غير عمدي قبل عدة سنوات، كان يحاول الوصول مسرعا إلى المستشفى لنقل ابنه الصغير إلى مصلحة الاستعجالات، بعد أن ارتفعت الحمى لديه بشكل مخيف، فصدم شخصا بسيارته رفقة ابنيه، كانوا يقطعون الطريق السريع الذي لا توجد به ممرات وأماكن مخصصة لذلك· الجاني سارع إلى إيصال ابنه إلى الاستعجالات، أما الضحايا فقد اتصل بالشرطة والحماية المدنية كي ينقلوهم إلى المشفى، وذلك خوفا على حياة ابنه· ولم يكن الإطار يعلم أن تصرفه هذا سيؤدي به إلى السجن بتهمة صدم أشخاص وتركهم يواجهون مصيرهم· الجاني كان خائفا على حياة ابنه، واعتقد أنه قام بواجبه بالنسبة للضحايا بالاتصال بالشرطة، لكن القانون لديه إجراءات أخرى· وتقول الزوجة إنه قد حكم على زوجها بعامين حبسا نافذا، ونتيجة لذلك فقد طرد من وظيفته دون أي تعويض لأسرته، وأكدت أن أهالي المساجين لا يسمح لهم بزيارة ذويهم إلا مرة واحدة أسبوعيا، معتبرة ذلك عقاباً آخر لأسرته التي تتحمل تبعات السجن المادية، وغيابه معنويا· وحسب محامين من مجلس قضاء الجزائر، فإن العلاقة الزوجية ليس لها ما ينصفها في القانون الجزائري، الذي يعاقب السجين مرة واحدة، في حين يعاقب الزوجة أكثر من مرة، هي والأولاد، ولا يضمن لعائلة السجين أعباء الإنفاق على الأبناء في حال طرد الوالد من عمله، لأن القانون الجزائري يحرم السجين العامل في القطاع العام من استمراره في وظيفته إذا ما صدر ضده حكم مدين، وتستمر معاناة الزوجة والأبناء، خصوصا إذا قُضي في حقه بمدة طويلة· الزوجات لا يرين أزواجهن إلا مرة أسبوعيا، ولمدة نصف ساعة فقط، في لقاء عام، مثل كل الناس، وعلى عكس القانون الأروبي، لا يمكن للزوجة أن تستفيد من أي لقاء خاص، كعلاقة زوجية، إلا بعد انقضاء نصف العقوبة، حيث يمكن للمحبوس أن يقضي أسبوعا بين عائلته، وهذا هو الامتياز الوحيد لأسرة المحبوس· في حال الحكم النهائي طويل المدى، أو المؤبد، فإن العلاقة الزوجية محكوم عليها بالتجميد أو الطلاق، خصوصا إذا وُجه المسجون إلى أي سجن في أية ولاية من ولايات الوطن، فمن النادر مثلا أن يبقى السجين في سجن ولايته، وفي هذه الحال تدفع العائلات الثمن مضاعفا، من حيث صعوبة التنقل مما قد يتسبب في قطع الزيارة، لتصبح العلاقة الزوجية بذلك في خبر كان· وتتمنى محدثتنا، على غرار أهالي المساجين الآخرين، أن يعدل القانون الجزائري ليصبح شبيها بنظيره الأروبي، الذي يوسع علاقة المسجون بزوجته، تجنبا لأي طلاق أو انفصال، ويسمح للمسجون هناك بالمبيت مع أهله وأبنائه، لتجنيب الصغار الحرمان النفسي، كما يسمح للزوجة بالمبيت معه داخل السجن إذا لم يكن لديهما أولاد، كما يسمح للمسجون حسن التصرف بالتجوال محدود المدة والمحروس مع أطفاله، إضافة إلى إمكانية حصوله على فترات إفراج مشروط بين الحين والآخر· علماً أن عملية (أنسنة السجون) قد انطلقت منذ سنوات في الجزائر وقطعت أشواطاً مشجعة جدا، ويمكن إدراج مسألة الخلوة الشرعية بين الزوج المسجون وزوجته ضمن هذه الإصلاحات مستقبلاً·